* إعداد: فهد بن إبراهيم الصفار
اكد صاحب المعالي فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى ان الدش شر وبلاء ووباء ناصع للشر وقنواته تدعو للعري والفواحش، مؤكدا على ضرورة الابتعاد عنه لان آثاره سيئة وثمراته قبيحة.
وشدد الشيخ اللحيدان على ضرورة الابتعاد عن تلفيق قصص لا اصل لها برجال الهيئة مشيرا الى ان المجالس التي يذكر فيها هذه القصص خطر على اصحابها يخشى عليهم ان تحل بهم بلية من البلايا.
وقال الشيخ اللحيدان في معرض اجابته على الاسئلة التي ألقيت على فضيلته عقب محاضرته ضمن فعاليات الدورة العلمية عن فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمسجد الامير خالد بن سعود بحي العريجاء ان من يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى على المنكر ويأتيه سيكون اول من تسعّر بهم النار يوم القيامة,,
فيما اجاب فضيلته على العديد من الاسئلة فالى نص الاسئلة واجاباتها:
* كيف نوفق بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)؟
لا يحتاج الامر الى توفيق فالذي قال هذا هو الذي قال لتأمرن بالمعروف ، هذا المعروف الذي تأمر به يعنيك، وهذا المنكر الذي تنهي عنه يعنيك، والنبي عليه الصلاة والسلام لا يقول كلاما متناقضا فقد اعطاه الله تعالى جوامع الكلم وهو احكم العرب وأبلغ العرب وافضل الخلق صلى الله عليه وسلم.
* ما حكم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مع أنه لا يأتي المعروف وربما وقع في المنكر الذي نهى عنه؟
هذا بيّن حكمه النبي صلى الله عليه وسلم: اول من تسعّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة,, من هؤلاء الثلاثة من كان يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويغشاه، هذا من الثلاثة الذين اول من تسعّر بهم النار يوم القيام.
* قد أرى منكرا وباستطاعتي أن أنكره بيدي أو بلساني ولكن لخوفي أترك هذا المنكر؟
التغيير باليد ينبغي ان يكف عنه الناس الا من كلف بهذا العمل الا في بيتك واهلك وولدك وفي حدود لا تخشى معه هائلة، واما التغيير باللسان فلا شك ان كل واحد يستطيع ان يغير بلسانه في بلادنا هذه اذا اخذ بالحكمة واستعمل الرفق وخاطب كل شخص بما يناسب حاله فان الله جل وعلا لما امر موسى وهارون ان يذهبا الى فرعون قال: (فقولا له قولا لينا), ويقول سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم لما دخل اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم يا محمد، والسام الموت, قال عليه الصلاة والسلام: وعليكم، قالت عائشة بل عليكم السام واللعنة، فقال لها عليه الصلاة والسلام: مهلاً ياعائشة، قالت: ألم تسمع ماقالوا، قال لها ألم تسمعي ماقلت: وعليكم، يستجاب لي ولا يستجاب لهم، او كلمة نحوها ثم قال لها ان الرفق ياعائشة ما دخل في شيء إلا زانه.
* هل نستفيد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسل علياً إلى خيبر تقديم الدعوة على القتال؟
جميع سرايا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يرسلها يأمرهم بان يبدأوا بالدعوة، في حديث معاذ رضي الله عنه: فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ألا إله إلا الله فان هم اطاعوا لذلك,, الخ, وفي حديث علي في فتح خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله على يديه,, الخ الحديث، وقول علي لما أقفى، لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب ولا تلتفت رجع القهقرى ثم صرخ بأعلى صوته: على ما ندعوهم يارسول الله؟ قال لهادعهم الى شهادة ألا إله إلا الله فكل الاعمال التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم أو قام بها رجاله وسراياه، كلها تبدأ بالدعوة إلى الله.
* هل الأفضل للأب أن يتأخر مع أولاده لأمرهم بالصلاة أو يذهب مبكرا إلى المسجد خشية أنه لو ذهب ألايقوموا لصلاة الفجر؟
ينبغي ان يوقظهم وان يوقظ امهم وان يعوّدهم ويعوّدها معهم على ان تتولى هذا الامر في غيبة ابيهم اذا اراد ان يخرج من المنزل الى الصلاة قد يخرج قبل الاذان يوقظ الأم واذا رجع يتفقد احوالهم وعليها ان تخبره عمن تخلف وعمن بادر وان يكون حازما حزما لا يحملهم على البعد عنه فان هذا الزمن صار بامكان الولد ان يجد مكانا غير مكان ابيه في بعض الاحوال فالاشرار يتلقفون الفتيان في كل جهة فينبغي ان يكون الاب ايضا في معالجته للامور مفكرا في العواقب.
* كيف تبرأ الذمة في الجار الذي لا يصلي؟
بأمره بالصلاة ونهيه عن هذا المنكر والابلاغ عنه اذا كان يحصل بذلك زجره عن هذا المنكر، فاذا اصر على هذا العمل وكان بامكانك ان تفارق جيرته فافعل.
* نلحظ في بعض المجالس تلفيق بعض القصص الكاذبة على رجال الحسبة وفقهم الله فما دوري في مثل هذا المجلس؟
هذه المجالس التي فيها التلفيق والقصص عن رجال الهيئة مما لا اصل له هذا هو البهتان العظيم وهو من الفجور فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر قال: (إياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار) والذي يستحلي هذا الكلام ويتحلى به عند الآخرين هذا به شبه من صفات المنافقين فان المنافقين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا واجبن عند اللقاء فلما نزل بحقهم ما نزل وعوتبوا قالوا انما كنا نخوض ونلعب قال الله تعالى,, قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون,, الآية.
فالانسان على خطر اذا استهزأ بأحد من الناس أو لفق قصصا لا اصل لها اما ليضحك الآخرين بها او لينفر الناس من هؤلاء فهو في كلا الامرين مسيء وفي كلا الحالين على خطر يخشى عليه ان تحل به بلية من البلايا فهذا امر لا يصح والانسان لا يجوز له ان يجلس في مثل هذه المجالس الا اذا قدر على التغيير والانكار والتحذير.
*رجل أدخل الدش (الطبق الفضائي) على أهله فتوفاه الله, هل يجب على أهله اخراج هذا الدش حتى تبرأ ذمة والدهم؟
لاشك ان ما يسمى بالدش او الطبق او جهاز التلقي انه شر وبلاء ووباء واسع للشر وقناة خبيثة تصب في المنازل والدعوة الى العري والحض على الرغبة في الفواحش، والواجب على كل إنسان ان يتجنب ذلك ويحاول ابعاده والابتعاد عنه واذا كان الانسان يقدر ان يغيّر ذلك بنفسه غيّره ولاشك ان آثار ذلك الجهاز السيئة وثمراته القبيحة مستمر اثرها على البيت فاذا ازالوه انقطع اثر هذا الداء، فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان من سنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى ان يقضي عمل ذلك السوء.