سفير خادم الحرمين في روما يفتتح ندوة حقوق الإنسان في الإسلام اليوم الأمير محمد بن نواف: الندوة حلقة هامة من حلقات إيصال المبادئ الإنسانية في الإسلام د, العبيد: الشكر للمملكة لجهودها في حماية الإنسان وحقوقه وتوفير أمنه |
* روما سلمان العُمري
يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين في ايطاليا ورئيس مجلس ادارة المركز الإسلامي الثقافي لايطاليا صباح يوم الجمعة 19/11/1420ه الموافق 25/2/2000م الندوة العالمية التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان حقوق الإنسان في الاسلام وذلك في قاعة المؤتمرات بمقر المركز الاسلامي الثقافي في العاصمة الإيطالية روما وذلك بحضور معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ وزير العدل في المملكة العربية السعودية ومعالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة وعدد من كبار المسؤولين في جمهورية ايطاليا وسفراء الدول الإسلامية والأجنبية المعتمدين لدى ايطاليا والفاتيكان، كما ستشارك في الندوة هيئات ومنظمات عربية وإسلامية ودولية منها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للمحامين ومنظمة الدول والشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وعدد من الهيئات والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان.
وبمناسبة انعقاد ندوة حقوق الإنسان في الاسلام في المركز الاسلامي الثقافي لايطاليا أدلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس ادارة المركز ورئيس اللجنة الثقافية فيه بتصريح أكد فيه على دور المركز في مناقشة القضايا التي تتصل بالدين الاسلامي ومنها قضية حقوق الإنسان، مشيراً الى أن ذلك يكشف للشعوب الغربية ما تمتاز به الشريعة الإسلامية وما تقدمه من حلول للمشكلات الإنسانية المعاصرة وذلك على عكس نظرة البعض الى الدين على انه نظام من القوالب الجامدة التي تقيد نمو الإنسانية, وتحدث سموه عن شفافية الدين والحيوية التي تنطوي عليها مبادئه مبيناً أن الدين وجد لخير الإنسان وان مبادئه تتناسق مع فطرة الإنسان وكذلك مع ارادة المجتمعات السوية مؤكداً ان مبادئ الدين الإسلامي الحنيف لا تحمل عوامل التنافر مع الطبيعة الانسانية بل هي عوامل جاءت لتحرير الانسان من قيود العبودية وبث العوامل الخيّرة الفاعلة في نفسه ومداركه وتطلعاته والتي تمكنه من صنع حضارة في الأرض متصلة بإرادة السماء.
وأبان سموه ان الحقوق في الاسلام هي الجانب الآخر للواجبات لأن كل واجب يفترض حقاً مشيراً سموه الى أن الاسلام لا ينظم علاقة الانسان بالخالق فقط بل وعلاقة الفرد بالجماعة لأنه دين معني بالحياة كلها ولذلك كانت للإسلام مواقفه الجليلة من الحياة البشرية والكرامة الانسانية التي يحرص الاسلام على توفيرها لكل البشر بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية واللغوية والقومية والفكرية والدينية.
ودعا سموه المؤسسات المعنية بحقوق الانسان للتأمل بما قدمه الاسلام في مجال الحقوق بعامة وقال: إن الاسلام أعطى الإنسانية قانوناً مثالياً لحقوق الانسان، واضاف ان هذه الحقوق تهدف إلى تحرير البشر وصون كرامتهم وازالة الاستغلال والقهر والظلم، وأكد سموه ان الحقوق الأساسية والحريات العامة في الاسلام جزء من دين المسلمين ولا يملك أحد تعطيلها كلياً أو جزئياً, وأردف سموه ان دائرة الإنسان هي احدى حلقات الكون الذي هو ملك لله فالسلطان في الأرض لله والسلطان على البشر لله وكل شيء من الله والى الله والمسلمون يؤمنون بهذه الحقيقة الأزلية ويعتقدون ان عليهم ان يحافظوا على ملك الله الذي بين أيديهم من خلال توازنات منضبطة بين الحقوق والواجبات البشرية ومن هذه القاعدة يمارسون دورهم من خلال رؤى تشريعية تنظم مجالات حياتهم التي تميزت عن الحياة الخاضعة للقوانين الوضعية البشرية التي لا ترقى بحال من الأحوال الى ما هو إلهي سماوي واعتماداً على هذا التصور وهذا الشمول للرؤية الاسلامية دعا سموه الفعاليات الاجتماعية والثقافية والقانونية والحقوقية والانسانية التي تعنى بحقوق الإنسان في العالم الى أن تدين للدين في تجربتها المستقبلية لافتاً سموه انظار المعنيين بهذه القضية السامية الى أن الرسالات السماوية جامعة لعلاقة الوحي الإلهي بمهمة الإنسان الاستخلافية في الأرض والمنوط بها عمليات الوحي الالهي في تفعيل مناشط الحياة الانسانية وربط سموه بين هذه الحقيقة والآلية المطلوبة لتحقيق الآمال في مجال الحقوق الانسانية وذلك بقوله: لابد ونحن نؤمن بالحوار مع ممثلي الحضارات البشرية من تنويع لمهام الحوار بحيث تشمل التغطية اللازمة لكافة أشكال معاناة الانسان في الأرض, واضاف ان ندوة حقوق الانسان التي تعقدها رابطة العالم الاسلامي في المركز الاسلامي الثقافي لايطاليا واحدة من الحلقات الهامة للحوار من أجل الانسان ورعاية شؤونه وحفظ حقوقه وجذب الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحقوقية والقانونية والانسانية والسياسية الدولية التي تقوم على صياغة التشريعات والتأطير لنظم وقوانين وبرامج النظام العالمي الجديد وأنظمة وبرامج العولمة لاستلهام ما يعرضه الإسلام والافادة من مبادئه العادلة في جميع المجالات التي تتعلق بحياة الإنسان وحفظ كرامته وحماية وتنمية حياته وتوجيهها باتجاه الأمن والسلام والسعادة وقال سموه: ان محاور ندوة حقوق الانسان تمثل خلاصة للفكر الاسلامي في مجالات الحقوق الانسانية مشيراً الى أن ابحاثها ستطرح تفاصيل تشريعية مقننة حول هذه القضية كمحور تحليل حقوق الانسان من خلال الدساتير والعهود والمواثيق الدولية ومحور حقوق الانسان والقضايا الكبرى ومحور التطبيقات الاسلامية لحقوق الانسان، ودعا سموه الله العلي القدير ان يكتب النجاح لهذه الندوة وان يجعلها لبنة اصلاح انساني من خلال نتائجها المتوقعة وتأثيرها في فكر المؤسسات الدولية المشاركة في فعالياتها المرتقبة.
|
|
|