مظاهر الغزو الثقافي د , خالد سعود البشر |
يعد موضوع الغزو الثقافي وتأثيره على الفكر والسلوك من الموضوعات المهمة التي تستحق الدراسة والتحليل ومن ثم العلاج, وتنحصر أهداف الغزو الثقافي والفكري في نشر وترسيخ القيم البعيدة عن قيم مجتمعنا وثوابته الحضارية بين الشباب من الجنسين، وذلك لانهم الأكثر تقبلا وتكيفا مع ما يستجد من صرعات واحداث في المجتمع علاوة على أنهم غالبا ما يعيشون فترة عمرية أطول وأكثر من متوسطي العمر أو المسنين فيسهل التأثير عليهم بما يفقدهم شخصيتهم ويجعلهم سلبيين مستسلمين بدون رؤية أو منهج محدد.
ومن مظاهر الغزو الثقافي تقليد كل ما هو أجنبي خارج عن عادات وتقاليد المجتمع كالتبرج وارتداء الملابس الغربية، وقص الشعر بطريقة شاذة، والميوعة، والمجاهرة بالتدخين، وعدم المبالاة والاكتراث، وتغليب الرغبات الشخصية دون احترام لمشاعر الآخرين.
هذه بعض أهم مظاهر الغزو الثقافي الاجنبي لأبناء مجتمعنا، أما عن وسائله فهي متعددة ولعل أبرزها وأكثرها وضوحا تتمثل في القنوات الفضائية والمؤسسات التعليمية الأجنبية وأنشطة السياحة والسفر, فالقنوات الفضائية وما تبثه من برامج ثقافية وترفيهية جذابة تمرر من خلالها القيم المراد بها التأثير في الشباب بحيث تكون لديهم قناعات جديدة لتطويعهم نحو الاتجاه للسلبية.
والمؤسسات التعليمية التي تقوم بالتبشير والتأثير على المنهج الفكري والعقدي من خلال المواد الدراسية، وما المنح المجانية في كثير من الاحيان والتسهيلات الدراسية لبعض الجامعات والمدارس الاجنبية إلا لتحقيق تلك الاهداف المغرضة، والأمر ذاته لأنشطة السياحة والسفر، وما تقدمه من برامج مغرية وبأسعار رمزية خيالية، قد تفوق تكلفة السفر في الداخل، كل تلك من اجل جذب الشباب وتغيير نمط حياتهم واكسابهم علاقات وعادات جديدة تؤثر عليهم مستقبلا وتهيئ لهم التغير نحو الاسوأ والأضعف,, ومن ثم الضياع.
ولاشك أن الغزو الثقافي يستفيد من وسائل اتصال عالية التقنية كشبكة الانترنت التي أصبحت تقتحم كل الابواب المغلقة، ولم يعد هناك من سبيل لحماية شبابنا من آثارها السلبية ونتائجها المدمرة على عقولهم وأفكارهم ومعتقداتهم سوى تحصينهم ضد مختلف أنواع الغزو الثقافي الذي يتعرضون له ، وذلك من خلال قيام مؤسسات التنشئة الاجتماعية بواجباتها على نحو متكامل ومشترك بدءاً من الأسرة والمدرسة والمسجد الى المجتمع المحلي المكون من الأقارب والأصدقاء وأهل الحي، ثم وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ومستوياتها.
ولضمان نجاح جهود هذه الجهات بهدف حماية عقول وأفكار الشباب عبر تزويدهم بقيم مجتمعاتهم العربية وثوابت دينهم الاسلامي وهويته، لابد ان يتم هذا بمشاركة الشباب أنفسهم وتحملهم المسؤولية في هذه الجهود بل وفي وضع البرامج لهذا الغرض.
|
|
|