Friday 25th February,2000 G No.10011الطبعة الاولى الجمعة 19 ,ذو القعدة 1420 العدد 10011



كلمات معدودة
الملك عبدالعزيز والآثار
د, محمد بن سليمان الأحمد

في افتتاحية العدد الخامس والخمسين من مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة المعارف يروي المشرف العام على المجلة وزير المعارف عن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الاشغال العامة والإسكان ان بعض المهتمين بالآثار طلبوا من الملك عبدالعزيز رحمه الله الاستفادة من آثار المملكة الكثيرة وذلك بالبحث عنها والتنقيب في مواقعها واخراجها ومن ثم نقلها وعرضها لمحبي الآثار وخصوصاً في خارج المملكة.
لقد رفض رحمه الله الفكرة وكان تعليله لهذا الرفض هو حرصه على أن يتولى الاهتمام بالآثار في المملكة أبناء المملكة أنفسهم فقد كان حريصاً على أن يقوم المتخصصون السعوديون في المستقبل بالبحث والتنقيب عن الآثار ومن ثم صيانتها ومن ثم توثيقها.
وها هو حلم الموحد المؤسس يتحقق من خلال إنشاء قسم للآثار والمتاحف في جامعة الملك سعود والذي تخرج منه حتى الآن العشرات والذي أيضاً يضم عدداً غير قليل من الأساتذة السعوديين الحاصلين على أعلى المؤهلات العلمية في العديد من الجامعات ومن العديد من البلدان فيهم المتخرجون في جامعات أمريكية وبينهم المتخرجون في جامعات أوروبية,, كما أن القسم حالياً يمنح بالاضافة إلى البكالوريوس الماجستير والدكتوراه.
ها هم السعوديون من طلاب قسم الآثار والمتخرجون فيه وأساتذته يجوبون انحاء المملكة للبحث عن الآثار واكتشافها حيث يقومون وبعد اكتشافها بالتعامل مع القطع والمواقع الأثرية في مواقعها وترميم ما يحتاج منها الى ترميم في نفس الموقع ونقل ما يحتاج إلى نقل وما يمكن نقله لترميمه في المعامل الخاصة وبعد ذلك تتم صيانة الموقع أو القطعة الأثرية من عوامل التعرية وتوثيقها وتصويرها.
ويتم ايضاً على أيدي ابناء قسم الآثار من السعوديين دراسة الآثار السعودية في كل أنحاء المملكة والتعرف على تاريخ كل موقع أثري أو قطعة أثرية ونوعها وموطنها الأصلي.
كان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مهتماً بالآثار وبالمحافظة عليها في بلادنا وان يتعامل معها ويحافظ عليها ابناء الوطن حتى لا تهرب بل تسرق من المملكة ويستفيد منها الغير.
وللآثار فوائد اقتصادية كبيرة فهي تحقق لبعض البلدان دخلاً قومياً كبيراً وذلك من خلال انشاء المتاحف الوطنية الكبرى وحضور السياح من كل انحاء العالم لزيارة المتاحف ولقضاء عدة أسابيع للتجول بين آثارها في المواقع الأصلية لها.
نحن لم نصل بعد الى مرحلة الاستفادة من الآثار اقتصادياً ولكن اعتقد انه بتضافر الجهود من أجل تطوير مفهوم السياحة وعدم اقتصاره على الجو اللطيف فحسب وشموليته للسياحة الأثرية يمكن أن تستفيد بلادنا من آثارها في زيادة الدخل الوطني وفي ايجاد مصدر دخل وطني لا ينضب أبداً مثل بعض المصادر الأخرى كالبترول.
بعد أن تحقق حلم الملك عبدالعزيز في أن يتولى أبناء المملكة الكشف عن آثارهم وحمايتها ودراستها,, تُرى هل يتحقق حلم الوطن في ايجاد مصدر جديد للدخل يتوافق مع الخطط الخمسية الداعية إلى تعدد مصادر الدخل الوطني وعدم الاعتماد على النفط فقط.
لقد دارت بخاطري الكثير من الخواطر حول الآثار والمتاحف وأنا استمع إلى قرار مجلس الوزراء بتعيين الدكتور سعد الراشد وكيلاً لوزارة المعارف لشؤون الآثار والمتاحف والدكتور سعد ليس غريباً عن الآثار والمتاحف فهو إن لم يكن أول من حصل على الدكتوراه في الآثار الاسلامية من السعوديين فهو من أوائلهم, وأرجو ان ترى الآثار والمتاحف على يديه الكثير من التطوير والاهتمام حتى تتحول في وقت قريب بجهوده وزملائه إلى هيئة وطنية للآثار والمتاحف.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved