Friday 25th February,2000 G No.10011الطبعة الاولى الجمعة 19 ,ذو القعدة 1420 العدد 10011



الشباب المسلم والتحدي الاقتصادي
الأيدز الاقتصادي 3 - 3
د,زيد محمد الرماني *

تعاني المجتمعات الاسلامية المعاصرة في واقعها القائم من عمق الفجوة بين الجوانب العقدية والعبادية والجوانب الاقتصادية المعيشية.
ان واقع العالم الاسلامي ينبغي دراسته من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى كل المستويات.
ومن اهم ما يعاني منه العالم الاسلامي في اقتصادياته ما يعرف بالايدز الاقتصادي .
فالتلوث البيئي، ايدز اقتصادي، يتسبب في كثير من الامراض، وآثاره لا تنحصر في مكان واحد، بل تمتد الى آخرين من افراد ومجتمعات ودول، فالإنسان لا يلوث هواءه، ومياهه وتربته، وانما ايضاًهواء ومياه وتربة الآخرين.
جاء في تقرير لأكاديمية العلوم الوطنية الامريكية: لقد حل الوقت الذي لا يجوز فيه للانسان ان يمضي في استعمال الارض والبحر والهواء كأنها سلة قمامة .
والفقر ايدز اقتصادي، وهو حالة من الحياة محددة بالجهل وسوء التغذية والمرض وارتفاع مستوى وفيات الاطفال، وعدم تمكن الفرد من اشباع حاجاته الأصلية، وجميع البلدان الاسلامية تعاني من ظاهرة الفقر وانتشارها.
يروى عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قوله: الفقر هو الموت الاكبر .
والديون، ايدز اقتصادي، فما من دولة اسلامية إلا وتعاني من الديون وفوائد اقساط الديون، وهذا بدوره يؤثر على الميزان التجاري لهذه الدول، وعجز هذه الدول عن سداد هذه الديون يجعلها في حلقة مفرغة، وقديماً قيل: الدين هم بالليل ومذلة بالنهار , والعالم الاسلامي يعاني من جراء هذه الديون وفوائدها من الهم والمذلة.
والمجاعة ايدز اقتصادي، وهي قاسم مشترك بين معظم الدول الاسلامية، وتسبب المعاناة الشديدة لكثير من اطفال البلدان الاسلامية، نتيجة نقص الغذاء، وعدم توفر الحاجات الاساسية لهم, والعرب قديماً كانوا يقولون: الجوع كافر .
والربا ايدز اقتصادي، يسبب محق البركة في الارزاق سواء على مستوى الاقتصاد الفردي او المجتمعي اذ هو كسب للاموال دون عمل، والنقود لا تلد نقوداً كما يقول علماء الاقتصاد, وكان الاقتصادي المشهور عيسى عبده رحمه الله يعتبر الربا خراب الامم والشعوب.
والمجتمع الاستهلاكي، ايدز اقتصادي، وهو مجتمع يسوده المال من حيث يلهث فيه المرء وراء الكسب ليتمكن من استهلاك أوفر، ومن حيث ان حركة الاستهلاك موجهة بشكل مدروس من اجل الوصول الى تصريف انتاج متزايد للسلع, ويلاحظ ان العالم الاسلامي قد تحول الى مجتمع استهلاكي تسوده تطلعات عارمة للثراء السريع يقول اريك فروم: لقد اصبح المستهلك في الغرب يقول: انا موجود بقدر ما املك واستهلك .
والبطالة ايدز اقتصادي، اذ لا يتوفر العمل المناسب والاجر المناسب للعامل القادر المستعد للعمل، سواء كان بسبب التقدم الفني واستخدام وسائل التقنية الحديثة، او بسبب نقص المهارة ومعظم الدول الاسلامية تعاني من ظاهرة ا لبطالة, يقول الراغب الاصفهاني رحمه الله: من تعطل وتبطل انسلخ من الانسانية بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى .
والتبعية ايدز اقتصادي، اذ غالبية الدول الاسلامية مازالت في اقتصادياتها تابعة لاقتصاديات الغرب ونظمه، سواء على مستوى الاسواق التجارية والمالية، او التبادل التجاري, وهذا يستتبع استمرار تبعية هذه الدول لتلك الدول الغربية, والعرب قديماً كانوا يقولون: جوع كلبك يتبعك وقد مارس الغرب هذه السياسة، سياسة تجويع شعوب البلدان الاسلامية، حتى تبقى في تبعية مستمرة ودائمة.
وكان من نتيجة الايدز الاقتصادي بأنواعه المختلفة الآثار التالية على المجتمعات الاسلامية:
1 افتقاد الامة المبدعين والمبتكرين والمخترعين والفنيين في المجالات الاقتصادية المختلفة,.
2 التخلف العلمي في مجال اقتصاديات الأمة.
3 الجهل بالحاجات العالمية الى البضائع التي تصدر.
4 التخلف في القوة الاعلامية لترويج البضائع.
5 انشار العادات والتقاليد الاجتماعية السيئة، من الاسراف والتبذير والترف.
6 انتشار الجرائم المختلفة والانحلال الخلقي المتمثل في انتشار الغش والخداع والرشوة.
7 عدم الالتزام بالعهود والمواثيق.
8 انتشار الامراض القاتلة، التي تعوق العمل او تقلل عدد ساعات العمل.
ان اي مجتمع يبتعد عن شريعة الاسلام، فإن مصيره التخلف عن ركب الحضارة، والخلاص يكون بتغيير ماهو عليه من معاصي وذنوب واخطاء، مصداقاً لقوله تعالى: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم الرعد/11.
*عضو هيئة التدريس جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وعضو جمعية الاقتصاد السعودية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved