النصر ووهم العالمية عبدالرحمن التوم |
لاشك ان الخسارة واردة في كرة القدم، ولكن أن تكون الخسارة في النتيجة والمستوى، فهنا لا بد من التوقف والبحث عن الاسباب الفنية والنفسية لتلك الخسارة, والخسارة التي تعرض لها فريق النصر من شقيقه فريق الاتحاد وبنتيجة كبيرة مع مستوى مخيب للآمال لها عدة اسباب.
اولاً: الاسباب النفسية:
*بعد المستوى المشرّف الذي قدمه النصر في بطولة كأس العالم للأندية، عاد إلى الوطن والتقى في أول مباراة مع فريق الاتفاق واستطاع أن يتغلب عليه بنتيجة ثلاثة أهداف نظيفةوبمستوى ممتاز، بعد هذه المباراة أصاب الغرور الجهاز الفني واللاعبين، واعتقدوا أنهم سيكتسحون جميع الفرق، وهذا واضح من تصريحاتهم فبدأ النصر في تقديم مستويات غير جيدة حتى في المباريات التي فاز فيها لم يكن الاداء منظماً ولامقنعاً، فأعتقد أن مدرب النصر ولاعبيه غالوا في وهم العالمية وتناسوا أن احترام الفريق الخصم مهما كان مستواه أهم مرتكزات الانتصار.
*وهناك نقطة أخرى تتعلق بمدرب الفريق (ميلان) وهي ما يلاحظ على هذا المدرب من أنه يخشى الفرق المحلية اكثر من الفرق العالمية، فقد رأينا كيف كان النصر يهاجم ويندفع للامام امام الفرق العالمية، وكيف يتراجع ويدافع امام الفرق المحلية، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن (ميلان) سوف يكون معذوراً إذا خسر من فرق أفضل من النصر مهارياً وفنياً، ولكنه لن يعذر إذا خسر من فرق في مستواه أو أقل منه،ولذلك نجده لايقوم بتكتيك هجومي مع كونه يمتلك كوكبة من اللاعبين المهرة ذوي النزعات الهجومية والذين استطاع النصر أن يظفر بهم هذا الموسم بالاضافة الى لاعبي النادي الاصليين.
ثانياً: الأسباب الفنية
*أخطأ المدرب في عدم اشراك المدافع المتألق هادي شريفي والذي يعتبر أفضل من يقف في خط الدفاع النصراوي وذلك بحجة الخوف من أن ينال الكرت الثالث وبالتالي يوقف في مباراة الهلال، وهذا خطأ فادح على اعتبار أن مباراة الاتحاد مهمة أيضاً وأن الفريق الاتحادي يملك خط هجوم قويا جداً بالإضافة إلى وسط فعّال، فأشرك (ميلان) اللاعب صالح ابو شاهين والذي لايوجد به من مقومات المدافع إلا التكوين الجسماني فقط.
* لم يستطع المدرب أيضاً من توظيف اللاعبين توظيفاً صحيحاً يتناسب مع امكاناتهم وقدراتهم وخاصة اللاعبين المنضمين حديثاً للفريق موسى صايب وفؤاد أنور, وكذلك اللاعب عبدالله القرني، فموسى صايب صانع العاب من الدرجة الاولى فتمريراته غالباً ماتثمر عن أهداف بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الاهداف، فهذا اللاعب الأجدر ان يكون خلف المهاجمين لصناعة الأهداف بدلاً من مركز المحور، والذي يتطلب لاعباً بارعاً في قطع الكرات وهذا مالايتوفر في صايب، بل انه المركز المناسب للاعب فؤاد أنور الذي يمتلك هذه الموهبة ويقوم بها على أكمل وجه، ولكن المدرب يضع أنور في مركز الوسط المهاجم ليستفيد من قدرته على التهديف على حساب المحور وهو المركز الذي يعاني منه فريق النصر، ولايوجد لاعب يستطيع ان يشغل هذا المكان كمقدرة فؤاد أنور.
ومايقال عن موسى صايب ينطبق على اللاعب عبدالله القرني الذي يجيد اللعب كوسط مهاجم بدلاً من الوسط المتأخر.
*خطة المدرب (ميلان) تعتمد على تكثيف الوسط على حساب خطي الدفاع والهجوم وهذا التكثيف اذا لم يكن منظماً ويوضع كل لاعب في المكان المناسب، فإنه لن يكون فعالاً ولايؤدي إلى سيطرة علىمنطقة الوسط التي تعتبر منطقة حيوية.
وأعتقد إذا كان مدرب النصر مصراً على هذه الطريقة فلابد أن يجري عليها بعض التعديلات، كأن تكون على التنظيم التالي:
فؤاد انور في مركز المحور أمام المدافعين، وفي الوسط الايمن منصور الموسى للاستفادة من انطلاقاته وسرعته، وفي الوسط الايسر محيسن الجمعان لنفس الغرض وموسى صايب والقرني خلف المهاجمين للاستفادة من تمريراتهما المتقنة وموهبتهما العالية, ويبقى خطا الدفاع والهجوم على تنظيمهما السابق، فالهجوم بهجا والغشيان أفضل من يمثله والدفاع مكون من الثلاثي الشويع وشريفي والحارثي، بهذه الطريقة تكون خطوط الفريق مترابطة ومتماسكة ومنظمة.
*ولا أنسىأن أشيد بفريق الاتحاد الذي كسب المباراة عن جدارة واستحقاق وكذلك بمدربه الذي لعب بطريقة متوازنة، ويبرز فيه خط الوسط والهجوم، فخط الوسط من وجهة نظري أفضل وسط في الاندية السعودية والذي يتكون من محمد نور ودونادوني والصقري وخميس الزهراني، وأعتقد بأنه سبب انتصاراته بالاضافة الى الهجوم الناري المتمثل في حمزة ادريس واليامي.
*وأخيراً لايجب أن تؤثر هذه المباراة على مسيرة فريق النصر، فهناك فرق كبيرة خسرت بنتائج ثقيلة، فعلى المستوى المحلي خسر فريق الهلال من الاتحاد بنفس النتيجة (0/4)، وعلى المستوى العالمي خسر مانشستر يونايتد هذا الموسم (0/5) ، فربّ ضارة نافعة.
|
|
|