* لا , لم يكن فوزاً عادياً,, ولم تكن هزيمة عابرة,, كان الفوز الاتحادي كبيرا,, رائعا,, مشرفا بأهداف اربعة وأداء متميز وحضور كروي شديد البهاء والاناقة,, وكانت الخسارة النصراوية ثقيلة,, موجعة ومريرة,, فقد غاب المستوى وتوارى الحضور,, وكأن من لعب امام الاتحاد لم يكن سوى شبح النصر,, ظل باهت لفريق كبير عريق,, بدد كل مكاسبه الاعلامية التي عاد بها من البرازيل بعد حضوره المشرف في مونديال الاندية,, وخدش صورته الجميلة,, والغريب والادهى ان يكون مدرب النصر ميلان المساهم الاكبر في ذبح فريقه وجعله فريسة سهلة للاتحاد عندما حرم فريقه من خدمات اهم لاعبيه وأكبر نجومه وأكثرهم لمعانا وبروزا وتأثيرا فؤاد أنور روح النصر وهادي شريفي صمام الامان الاول لدفاع النصر لسبب غير مقنع غير مبرر,, بدعوى الاحتفاظ بهما للقاءالهلال.
هل يعقل هذا,, وكيف يفكر هذا المدرب,,؟! وهل نقاط مباراة الاتحاد لاقيمة لها,, ونقاط مباراة الهلال تعادل ألف نقطة,.
وهل الفوز على الاتحاد مضمون 100% أما الفوز على الهلال فهذا من سابع المستحيلات ويتطلب اعدادا وتحضيرا من نوع خاص حتى لو اضطر الامر إلى التضحية بنقاط مباراة الاتحاد وتشويه سمعة الفريق واهدار كرامته الكروية ثم ما الذي يضمن للمدرب ميلان ان هو احتفظ بأنور والشريفي لمباراة الهلال انهما لن يتعرضا للاصابة في التمرين,,!
ثم ما الذي يضمن لميلان تحقيق الفوز على الهلال عند مشاركة أنور والشريفي.
وأخيراً,, ما هي انعكاسات هذا الاجراء غير المبرر على نفسيات ومعنويات لاعبي النصر.
وما هو رأيه الان وقد عاد إلى الرياض وفريقه مثخن بالجراح,, مثقل بهزيمة مريرة كان يمكن ان تكون تاريخية لم يتعرض لها الفريق وهو يقابل ريال مدريد وكرونيشانز بطل البرازيل.
ميلان,, الحق باجتهاده الخاطئ ضررا معنويا كبيرا بالنصر وجماهيره يتعين عليه الاعتذار,, حسبه انه قدم لمنتقديه ابلغ دليل على ضعف شخصيته وانهزاميته امام الهلال وانه يرتعد خوفا عند لقائه بدليل ادخاره أنور والشريفي وهما ابرز نجوم النصر حاليا لمباراة الهلال,, خشية حرمانه من خدماتهما ان حصلا على البطاقة الثالثة في موقعة الاتحاد.
وهنا نشيد بصراحة الامير فيصل بن عبدالرحمن رئيس نادي النصر الذي ارجع مسؤولية الخسارة الثقيلة امام الاتحاد للمدرب ميلان,, وقد أصاب سموه كبد الحقيقة.
ومن سقطة ميلان المدوية إلى سيمفونية الابداع الاتحادية فقد قدم نجوم العميد بقيادة حمزة ادريس وديرسي ومحمد نور وطارق المولد وصالح الصقري وحسن اليامي اجمل التابلوهات الكروية هذا الموسم,, جمل تكتيكية مدروسة,, اداء متميز,, روح قتالية عالية,, ترابط,, انسجام,, تجانس,, تناسق هارموني جميل,, عصف بالنصر في ليلة تجلى فيها العميد,, فقطف من بستان المباراة أجمل وأحلى الثمار,, أهداف أربعة,, وثلاث نقاط,, وصدارة,, ومركز اول,, وفرح غامر اشبه بموج البحر غسل هموم الجماهير الاتحادية دفعة واحدة,, ولم يكن الفرح الاتحادي العارم مصدره الفوز الكبير وانما الاداء الجميل المتميز الذي قدمه طارق المولد وحسين مبروك والصحفي ونجوم الفريق الكبار حمزة وحسن ونور وديرسي ودونا دوني.
الثقة الكبيرة التي غلفت اداء اللاعبين طوال المباراة وكانت احد مفاتيح الفوز الكبير.
الثقة الكبيرة بامكانات المدافعين وعدم الارتباك امام الاسماء الرنانة بهجا وصائب والغشيان.
الانتصار على عقدة بهجا,, ووهم بهجا وها هو العميد يحقق فوزا كبيرا يتوجه بمستوى راق واداء مبهر على النصر الذي انتقل إلى صفوفه,, واعتقد بعد هذا الفوز,, لن يتحدث اي اتحادي بعد الان عن خطأ الادارة الاتحادية بالتفريط به,, وهذا ابرز مكاسب اللقاء غير المباشرة.
حصول مدرب الاتحاد ايفان على نقاط جديدة في حساب ثقة جماهير الاتحاد ولاعبي الفريق فالاتحاديون وبعد موقعة النصر ازدادوا قناعة وثقة بامكاناته وكفاءته, فقد استعادوا في موقعة النصر صورة بطل الثلاثية,, وبطل الرباعية وان كانت موقعة الاتحاد هذا المساء امام الليث الابيض تمثل تحديا آخر للعميد,, فهو يواجه فريقا كبيرا سبق له ان أسقاه كأس الهزيمة المرة في الدور الاول عندما حول خسارته في الشوط الاول بثلاثة اهداف نظيفة إلى فوز كبير في الشوط الثاني بخمسة أهداف,, ومطلوب من الاتحاد تسديد فاتورة الدور الاول,, واثبات ان ماحدث في لقاء النصر لم يكن صحوة عارضة او ضربة حظ وانما طفرة حقيقية في مستواه الفني تجعله طرفا اساسيا في المنافسة على اللقب,,
السؤال هنا هل ينجح الاتحاد في تسديد فاتورة الدور الاول ام يجدد له الشباب الدين القديم لاسيما وانه صاحب مواقف مشهودة مع العميد ,,, !!
حمد الراشد