تعتبر الحكمة الكلامية من أجمل الواحات والفسح النفسية التي يستريح بها الانسان من عناء الحياة، وأجل ذلك وأعظمه كلام الخالق عزوجل وهديه على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما تبقى من ذلك نثره الله على ألسنة الشعراء.
** هل ألجأك الزمان الى معروف اللئام وآذتك منة اللئيم؟ لا جعل الله لك الى اللئيم حاجة.
** هاك هذه الواحة الجميلة من كلام الرحمن.
(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم, يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر).
أو قول المتنبي:

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا وللنفس أخلاق تدل على الفتى أكان ما أتى سخاء أو تساخيا

أو قوله:

وتغضبون على من نال رفدكم حتى يعاقبه التغيص والمنن

** هل سعى الوشاة بينك وبين من تحب وأعانهم الزمن وبلغوا مرادهم؟
هاك هذه الواحة من ابن زيدون:

غيض العدا من تساقينا الهوى فدعو بأن نغص فقال الدهر آمينا

** هل آلمك سماع الوشاية من السامع؟
قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
أو قول ابن النحاس:

لكل هوى واش وان ضعضع الهوى فلا تلم الواشي ولا من أطاعه

هل أنزف البكاء دموع عينيك على فراق من تحب؟
هاك هذه الواحة:

نزف البكاء دموع عينك فاستعر عينا لغيرك دمعها مدرار من ذا يعيرك عينه تبكي بها أرأيت عينا للبكاء تعار

** هل هيمن عليك سلطان من تحب لا بقوة ولا بمال ولا بحاجة إلا هواه في قلبك وهو يعلم وأنت تعلم أن ليس له سلطان إلا ذلك واختلط في داخلك لذعة ولذة المحبة؟
هاك هذه الواحة الجميلة:

أهابك إجلال مالك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبها

** هل رأيت أحدا قد تضخمت لديه الأنا حتى صار يكذب الكذب ويصدقه ويسخر كل شيء الى أنانياته، يرى النقص في الآخرين وله الكمال؟
قال الله تعالى:( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).
** هل صور لك ضنى الشوق من تحب من غير رؤية؟,, اليك هذه الواحة:

يصورك الشوق الشديد لناظري وأطرق إجلالا كأنك حاضر

** هل احترت في معاملة الناس؟,, يقول بشار بن برد:

إذا كنتم أهل سياسة فسوسوا كرام الناس بالرفق والبذل وسوسوا لئام الناس بالذل إني رأيت النذل يصلح بالذل

هل طاشت سهام الحسود من حولك وآذاك باسقاطاته؟
يقول معاوية رضي الله عنه:كل استطيع أن أرضيه إلا الحسود فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة .
ويقول الخلاوي والخلاوي راشد:

لا عاب قوماً قط إلا حسودهم ولا ذم شخصاً إلا عاجز عن مراتبه ولا ضر بحراً ولا ينكدر موجه إلا ضفدع بالت بطامي غبايبه

ويقول المتنبي:

وما كمد الحساد شيئا قصدته ولكنه من يزحم البحر يغرق

* هل آذاك من يتصيد أخطاءك ويضخمها؟
يقول أبوالطيب المتنبي:

وكم تطلبون لنا منه عيبا فيعجزكم ويأبى الله ما تأتون والكرم

** هل استغربت عسر الحياة ومشقتها؟
يقول الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
ويقول أحمد شوقي:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

ويقول أبوالطيب المتنبي:

تريدين طرق المعالي رخيصة ولابد دون الشهد من إبر النحل

** هل استغربت استبداد كل برأيه وكلا يرى نفسه أبوالعريف ؟
يقول ابوالطيب المتنبي يخاطب نفسه:

كدعواك كل يدعي صحة العقل ومن ذا يدري بما فيه من الجهل

** هل استغربت كدر الحياة ودولتها وقلة الهنا فيها؟
يقول أبوالطيب المتنبي:

فما يدوم سرور سررت به ولا يرد عليك الفائت الحزن

ويقول أبوالبقاء الرندي:

لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان

** هل عاندت على الحق وليس عناد الهوج والعنجهية، ولم ترض بغير الحق بديلا ولو كلفك ذلك أي ثمن؟
هاك هذه الواحة من الفرزدق:

ولست ألين لغير الحق أطلبه حتى يلين لضرس الماضغ الحجر