يا منزلا كانت الأضياف تقصده
وكنت أعهده للناس ديوانا
وكان صاحبه من طيب معدنه
تلقى لديه من التكريم ألوانا
مررته ذات يوم بعد صاحبه
وكنت أعلم رب البيت قد بانا
وجدته من صروف الدهر مكتئبا
يشكو عليَّ الذي في حقه كانا
يقول ان الذي بالطيب زينني
وصرت من جوده للجود عنوانا
وكنت في ظله الأخيار تقصدني
تأتي اليّ زرافات ووحدانا
وكان لي في مجال البر منزلة
وكنت للخير والاحسان ميدانا
قد غادر اليوم عني يا لفاجعتي
لا أستطيع لحزني اليوم كتمانا
لا أستطيع وان حاولت مجتهدا
من بعده إذ نأى صبرا وسلوانا
إني يتيم وهل ذو اليتم يسعده
في يتمه أحد بالناس من كانا
قل لي أيا زائري والخير تكسبه
إن كنت تعرف للأحباب عنوانا
فقلت: لست الذي بالحزن منفردا
يا منزل الخير أو من بؤسه عاني
فأهل طيبة في هم وفي ألم
وكل طيبة بعد النقل أحزانا
فاصبر ونصبر جميعا في مصيبتنا
فالصبر أجدى لمرثى وضعنا الآنا
وكون صاحبنا إذ بان مرتحلا
لمهبط الوحي أرض البيت عزانا