قصيدة طَرَفَة بن العبد2 - 2 إبراهيم نصر الله |
ليس جسمي الذي يتناثرُ كالرملِّ في كل ناحيةٍ ويصيحُ
هنا طللي
يتعقُبني ويسدُّ على الدروبَ رحيلاً
ويسبقُني كلما عدتُ سراً إلى منزلي
سائرا كالحصى أتعثرُ فوق الرمالِ
وأعفي الإجابةَ من خَيرَةٍ في السؤالِ
لعلَّ ضياعاً سيرشدها!!!
كلّ هذا الرحيلِ
لأرحلَ عن صورتي للنهاية، في لغتي
عن سكوني كالماءِ قربَ الخيام
وعن سُبُلي
***
البيوتُ كالبشر تنسى
والأبوابُ خُلقت لتوصدَ لا لتفتح
تذكّر ذلك جيداً
كي تترك مكاناً ملائماً للغرباء فيك
ولوحوشِ البر
لست أدري إن كان ثمة نوافذُ تكفي لعبور الضوء
ما داموا ابتكروا كل تلك الجدران
العتبة احتلت مكانَ السفح
والكراسي مكانَ الصّهوات
بقليلٍ من التواضعِ
كان يمكن أن تترفق بنا نحن الأصدقاء الذين لم تعرفهم
***
ليس وجهي الذي في المرايا
هنا البحرُ أقربُ من أيِّ شيء إلى بدني
وبي كلُّ هذي الرمالِ
وسيرتُها زمني
أحثُّ الخطى للشمال
لعلّ صباحاً يُطِلُّ هناكَ
ويغسلُني من جنوبي الوحيدِ
ومن شجني
ويغسلُني من عذاباتِ روحي
,,, ,,,,, ,,,,,, ,, ومن وطني
غريبٌ هنا
لا كلابي تعرفني إن مررتُ بها ذاتَ صبحٍ
ولا سكني
راحلّ كي أرممَ صوتي قليلاً وأنشدَ
هل من رأى كفني؟
***
من رآه لن يعترف
سيقولُ: إنه مناسب له أكثر
هكذا الأمر دائما
يقتلوننا طمعاً بأكفاننا، ليس إلاّ
كما لو أنهم صعدوا ذات يوم ذلك الجبلَ الذي صعدناه
أغنى لك الأغنية كي لايكونوا كلُّهم ضدَك
***
ليس شعري الذي فاضَ حين أطلتُ علينا
ولكنه الضوء ينفضُ عني ضريحي
رأيتُ حبالَ الهلاكِ الجميلةَ ترفعني
والمدى قادم من بعيدٍ على صهوات السفوحِ
يليقُ بيَ الموتُ حين يكون رحيماً إذن!!
وتليق بيَ الصبواتُ
النهاراتُ
وقعُ الندى في صحارى جروحي
تليق بيَ الشمسُ حين تُطلُّ
وتعصفُ بي، يا كواكبُ، ريحي
تليق النهاياتُ بي كالغموضِ
تليق النهاياتُ بي كوضوحي
لأصرخ ملءَ الفضاء الكسولِ:
القصيدةُ تكتُبُني كالهواءِ
وتنشدُني فوق أطلالِ روحي
***
المرأةُ وحدها سبب مُقنعٌ كي لا نخشى الموت
سبب مقنع كي نقول شيئاً جميلا لهذي الحياة
لن يسأل القلب
لأن الإجابةَ تفترسُ نصفَ الحب وإن لم نعثر عليها
المرأة لم تكن ابنة للوالي
ولا أختا للإمبراطور
وأعرف أنك لم تكن ذاهباً للحب
***
ليس شعري الذي في الحكاية يجري
على ألسُنِ الناسِ
تلك حياتي
رأيتُ النهايةَ عاليةً كالقصيدة,.
وادعةً كالفلاة
رأيت الذي فاقَ حزني صفاءً من الكائنات،
يُرتبُ لي سيرتي وصفاتي
رأيتُ الكلامَ الذي بين كفيّ أبيضَ مثلَ المماتِ
رأيتُ الطفولةَ
والبيدَ ترتعُ في عشبِها الحُرِّ
سرَّ الذبيحاتِ والذابحاتِ
فلا تطلب الآن مني رحيلاً
هنا برُّ ذاتي
وصلتُ إلى آخري كاملاً
كالبداية كالماء والظلماتِ
فلا تفتح الليلَ لي كي أفرّ إلى الفجرِ ثانيةً
أو شتاتي
قتيلُك؟!! لا بأسَ
لكنني لن أكون قتيلَ نجاتي.
|
|
|