الغذامي ,, التراثي المعاصر ,, في رحلة المعنى والمعاناة عاشق النقد الحديث د, سلطان سعد القحطاني |
قد نتفق أو نختلف مع الدكتور عبدالله محمد الغذامي، في كثير من آرائه، وطروحاته، وهذه من وجهة نظري ظاهرة صحية، ولكننا متفقون حول حصوله على جائزة السيد سلطان العويس، تلك الجائزة التي تبرع صاحبها مشكوراً بتقديمها الى المبدعين والباحثين تحت تحكيم محكم، وما خاب ظن الزميل حمد القاضي الذي رشحه لهذه الجائزة، وما خاب ظن لجنة التحكيم، فجهود الدكتور الغذامي بكتابة المعروف عربياً عن الفكر النقدي قديماً وحديثاً ودرس العلاقة الفكرية البشرية في جزئيات الالتقاء، ومفارقات الايدلوجية الفكرية، باسلوب جريء، وقف دونه كثير من الباحثين، لا لجهل منهم، ولكن لإيثار السير في الظل، ورغم الاتفاق أو الاختلاف معه فإن صدور كتاب الخطيئة والتكفير قد أحدث جدلاً فكرياً استفادت منه الساحة الأدبية، والنقدية على وجه التحديد، وفتح الأبواب شبه الموصدة أمام كثير من النقاد والدارسين من فئة الشباب، وطبقات المثقفين, وحقق الدكتور الغذامي مرتبة علمية في النقد الحداثي عند عشاق هذا اللون الأدبي، وتحول عنها بسرعة إلى النقد الثقافي، ذلك الميدان الواسع، وصار بعد أن كان ينهل من بحر ينحت في الصخر، حول لغة المرأة وتأنيث القصيدة، ودروس المؤنث والمذكر، والممنوع من الصرف لعلَميته وتأنيثه؟! ولعل المرأة التي خلقت للعبادة، كما يستشهد بالآية الكريمة وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون لم تخيّب ظنه فيها عابدة سائحة, ان هذه الجهود الجبارة في زمن يمر فيه النقد بأسوأ مراحل حياته، كان للدكتور الغذامي فيها كبير الأثر، وهي جهود تدرس في كثير من جامعات العالم العربي، ويتلقاها جيل جديد ينظر إلى الدكتور الغذامي بعين التقدير والاحترام، ويحمله مسؤولية كل كلمة يقولها، وكل جملة يرمز بها في زمن العولمة , ان الدكتور الغذامي جدير بهذه الجائزة اضافة إلى ما حصل عليه من جوائز أولها القارئ والمتابع، فليحافظ على هذه الجوائز، ويستثمرها في صالح الأجيال القادمة,, وليست الصعوبة في الوصول إلى القمة، ولكن في التربع عليها,, هنيئاً بالجائزة وهنيئاً للجائزة بك.
|
|
|