في الذكرى الخمسين لتشريد ستالين شعب الشيشان بوتين يلغي زيارة معلنة لشمال القوقاز خشية الانتقام |
* موسكو واس:
قرر الرئيس الروسي بالنيابة فلاديمير بوتين إلغاء زيارته المقررة لشمال القوقاز ومن ضمنها جمهورية الشيشان خشية وقوع عمليات انتقامية في الذكرى السادسة والخمسين لتشريد الشعب الشيشاني إلى آسيا الوسطى.
وتحل الذكرى السادسة والخمسين على ترحيل وتشريد الشعب الشيشاني إلى منطقة آسيا الوسطى في 22 فبراير عام 1944 على أيدي الزعيم السوفيتي المعروف جوزف ستالين بحجة تعاون الشيشانيين مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية مقابل وعود القيادة الألمانية لهم بالاستقلال في حال تحقيق النصر على الدولة السوفيتية.
ويتذكر الشعب الشيشاني هذه الاحداث بكثير من الألم في النفس والكراهية لسياسات موسكو تجاه بلادهم اذ عايش قطاع كبير من الاجيال الحالية المعاناة بعد أن زجت بهم السلطات السوفيتية في قطارات عسكرية واعتقلتهم من ديارهم وشتتتهم في عدد كبير من بلدان آسيا الوسطى السوفيتية السابقة خاصة في كازاخستان أملاً في طمس قضيتهم العادلة وصرفهم عن مطلب الاستقلال.
واليوم تحل الذكرى السادسة والخمسون لهذه الأحداث المفجعة ليستقبلها الشعب الشيشاني في معسكراته خارج حدوده التاريخية بعد أن اسفرت الحرب الروسية الحالية عن تشريده من جديد وبوحشية تزيد عما حدث في الثاني والعشرين من فبراير عام 1994,ولقد أتت الحرب الروسية التي دخلت شهرها السادس دون توقف على الأخضر واليابس في الشيشان وأزالت قرى ومدنا من على الوجود ومن بينها العاصمة جروزني بعد أن أسفرت عن تشريد أكثر من 300 ألف شيشاني ومقتل أكثر من عشرة آلاف آخرين.
وبينما يتذكر الشيوخ الشيشانيون احداث عام 1944 بوصفها حلقة من مسلسل تشريدهم وصرفهم عن الاستقلال يرى أطفال الشعب الشيشاني الذين عايشوا الحربين الأولى عام 1994 والثانية عام 1999 في العمليات العسكرية الروسية فوق أراضيهم حلقة من مسلسل ابادتهم بعد أن فقد الشعب الشيشاني أكثر من عشرة آلاف قتيل في الحرب الدائرة الآن.
وحذرت أجهزة الأمن الروسية من وقوع عمليات انتقامية ضد الوجود الروسي في شمال القوقاز وربما خارجه بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لتشريد الشعب الشيشاني,ويعود قرار الرئيس الروسي بالنيابة فلاديمير بوتين بإلغاء زيارته المقرر لها الثالث والعشرين من الشهر الحالي للمشاركة في حفل توزيع الأوسمة على القادة العسكريين، الى الخوف من الانتقام الشيشاني وتهديدات المقاتلين بإشعال النيران تحت أقدام الجنود الروس أينما وجدوا.
|
|
|