الى الرجال المخلصين من ابناء هذا الوطن العظيم، اهدي هذه القصة لبطل من ابطاله اسدى لوطنه جميلاً لن ننساه له.
في يوم الجمعة 5 من ذي القعدة اندلعت النيران في احد اودية الرياض وبالتحديد في الوداي الواقع بين حي البديعة وحي الزهرة بجوار مصلى العيد.
ووقفت لاشاهد ما يجري شأن جموع كبيرة من المواطنين واذ بي اجد بطلاً من ابطال الدفاع المدني وهو يغامر بحياته وسط ألسنة النيران المتصاعدة من هنا وهناك ويصارع النار في وسط الظهيرة لانقاذ حياة الآخرين ولسان حاله يقول: في سبيل الله وخدمة لوطني تهون الصعاب ومن شفقتي عليه وددت ان اكون بجانبه لانقذه اذا ما اصابه مكروه ولكن هيهات هيهات.
واذا بالدخان الكثيف يغطي المنطقة ويتوارى هذا البطل وسط سواد الدخان المتصاعد وكأنه بركان ثائر وكأنه الجراد المنتشر وكاد البعيدون عن موقع الحادث ان يختنقوا فما بالنا بهذا البطل وهو يتلاعب بخرطوم المياه ويوجهه يمنةً ويسرةً بمهارة فائقة تنم عن تدريب وخبرة كبيرة.
وكادت ألسنة النيران ان تمتد اليه لولا عناية الله به وخبرته في مثل هذه الحالات وكان من خلفه رجال بواسل يوجهونه ويتابعونه، وينادي الضابط المرافق لهؤلاء الرجال بأعلى صوته: هنا يا عبدالله فعرفت ان اسمه عبدالله, فقلت في نفسي هؤلاء هم الرجال حقاً الذين يستحقون التقدير والاحترام لانهم وهبوا حياتهم لله وعاشوا لغيرهم قبل ان يعيشوا لانفسهم فتحية تقدير واجلال لهذا البطل وحسبه انه يعمل لله.