لن تسفر عن كوارث كبرى في أنحاء العالم مشكلة السنة الكبيسة في الكومبيوتر تعيد مشكلة الصفرين مرة ثانية |
* ميونيخ - بون د,ب,أ:
الآن وقد انحسرت المخاوف من مشكلة الصفرين مشكلة الألفية تحول الانتباه في عالم الكومبيوتر إلى تاريخ حرج آخر هو التاسع والعشرون من شباط / فبراير/ الجاري.
والسبب في ذلك هو أن العام الحالي يعتبر من السنوات التي يطلق عليها كبيسة، وبالتالي فان روزنامات التقويم لهذا العام، بما في ذلك الالكترونية منها، تشتمل على يوم 29 فبراير، ولكن إذا لم يتعرف الكومبيوتر على ذلك اليوم فإن الروزنامة الموجودة به قد تصاب بالارتباك، مما قد ينجم عنه نتائج تشبه تلك التي كان من المتوقع حدوثها عند التحول من عام1999 الى عام 2000.
وتعتبر كل سنة تقبل القسمة على رقم 4 سنة كبيسة، أما السنوات التي تنتهي بصفرين فلا تصنف كبيسة إلا في حالة قبولها القسمة على 400 أيضاً، وهو ما ينطبق على سنة 2000.
ولسوء الحظ فإن بعض أجهزة وبرامج الكومبيوتر غير مصممة للتعامل مع مثل هذه القضايا, وقد يتخطى التاريخ في تلك الأجهزة يوم التاسع والعشرين من فبراير مما يجعل التاريخ غير متوافق مع اليوم.
ولكن هناك أخبار طيبة يعلنها الخبراء وهي أن مشكلة السنة الكبيسة في الكومبيوتر لن تسفر عن كوارث كبرى في أنحاء العالم.
بيد أن عدداً من السلطات مثل الوزارة الفدرالية الألمانية للتكنولوجيا والاقتصاد تحذر من أن بعض المشكلات قد تطرأ في أنظمة التحكم في عمليات الوصول، فعلى سبيل المثال قد تقوم أنظمة التوصيل الآلية بارسال شحنات مطلوب تسليمها في يوم خاطئ كما قد تتعطل عمليات الانتاج الصناعي التي تعمل بموجب أجهزة التوقيت اذا أخفقت تلك الأجهزة في التعامل مع السنة الكبيسة.
ويفهم اخصائيو الكومبيوتر الموقف ويحثون الناس على التحلي بالهدوء.
فيقول مايكل هانج الخبير في أمن تكنولوجيا المعلومات الأوروبية: لا ينبغي ان يتم تهويل القضية ويرى أن الجهود المعقدة والمكلفة التي بذلت من أجل اصلاح مشكلة عام 2000 تجعل مشكلة السنة الكبيسة تبدو هينة.
ويضيف: ليس هناك ما يدعو لتخزين المواد الغذائية أو اعداد مولدات طاقة للطوارئ ، غير أنه ينصح المستهلكين بتدقيق النظر في تعاملاتهم المصرفية وفواتير الحساب بعد التاسع والعشرين من الشهر الجاري للتأكد من عدم وجود أخطاء في الحسابات.
وقد ذكرت عدة مستشفيات في دول مختلفة انها كانت مستعدة جيداً للتحول للعام الجديد، وقد اخطرت تلك المستشفيات بمسألة السنة الكبيسة التي باتت وشيكة.
وتشير شركات الاتصالات الهاتفية إلى أنه لن تطرأ مشكلات ذات أهمية وان كانت عملاقة الاتصالات دويتشه تليكوم أقرت بأن نموذجين قديمين أو ثلاثة من الهواتف قد لا تتعرف على التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ولكن حتى تلك النماذج ستواصل العمل ، كما يقول ستيفان بروفزيج من تليكوم.
وستنحصر مظاهر العطل في الهواتف التي تتعرض لهذه المشكلة في توقف التاريخ عن الظهور على شاشاتها.
ولا تتوقع مايكروسوفت منتجة البرمجيات حدوث أي مشكلات كبرى، اذ تقول سابين لوبميير من الشركة إن نظامي تشغيل قديمين فقط قد يتعرضان لخلل ملحوظ .
ففي نظام التشغيل ويندوز 3,11 لن يمكن للمستخدمين في أعقاب التاسع والعشرين من شباط فبراير تغيير التاريخ بالفارة وسيضطرون لاستخدام لوحة المفاتيح فقط، ونظام التشغيل الآخر الذي قد يصاب باعطال هو ويندوز إن تي, 3,51 وتقول لوبميير: هناك برامج ترميم مجانية لكلا النظامين متاحة على الانترنت .
كما يرجح أن تعمل أغلبية الأجهزة المنزلية والترفيهية دون أي مشكلات.
وقد قامت فيليبس، مصنعة الأجهزة وتكنولوجيا الترفيه، باختبار توافق كافة منتجاتها مع السنة الكبيسة في نفس الأثناء التي اختبرت فيها مدى التوافق مع مشكلة الصفرين.
ويقول كلاوس بتري من فيليبس: لقد فحصنا حتى تلك الأجهزة التي يعود انتاجها الى بداية الثمانينات ولم نعثر على مشكلات إلا في نموذجين لأجهزة الفيديو التي لم تعرض للبيع أساساً في بعض الدول .
وبمرور التاسع والعشرين من الشهر الجاري ستنتهي أخيراً المخاوف المتعلقة بمشكلات التواريخ، وتقول لوبميير من مايكروسوفت انها لا تعتقد ان هناك أي تواريخ حرجة أخرى قد تتسبب في اعطال في الكومبيوتر، ولكن أحداً لا يمكنه ان يعلم .
|
|
|