Wednesday 23rd February,2000 G No.10009الطبعة الاولى الاربعاء 17 ,ذو القعدة 1420 العدد 10009



الساعات الأربع لمبارك في لبنان
تحذير لإسرائيل من السقوط في الهاوية

* تحليل اخباري:محمد سلام * بيروت
الساعات المصرية الاربع للرئيس حسني مبارك في بيروت دقت ناقوس الخطر على وجهيه: وجه للبنان نصح بالابتعاد عن حافة الهاوية، ووجه لإسرائيل حذر من اسقاط المنطقة في الهاوية.
بهذه العبارة اختصر سياسيون لبنانيون النتيجة المباشرة للزيارة المفاجئة والاولى لرئيس مصري الى بيروت والتي تمت وسط تلبد الافق السياسي بغيوم تصعيد عسكري بين اسرائيل ولبنان كان يمكن ان تؤدي، وفق الحسابات المصرية، الى حرب اسرائيلية لبنانية يدفع لبنان نفقاتها الباهظة وتتوزع خسائرها على الدول العربية مجتمعة.
ورغم ان العلاقات السياسية والاجتماعية والإدارية بين لبنان ومصر تتكىء على 169 عاما من التحالف بدأها أمير الجبل بشير الشهابي ووالي مصر محمد علي باشا في العام 1381، فإن زيارة مبارك التي لم تتعد الساعات الاربع هي مصيرية في مفاعيلها، اذ ان الرئيس مبارك تحرك بسرعة انطلاقا من قلق جدي على مصير لبناني ، وفق رأي سياسي لبنان مخضرم.
ويوضح السياسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ان مصر لمست بحسها السياسي المرهف ان لبنان واسرائيل، مع الفارق الكبير في حجميهما وفق موازين القوى، اصبحا في مسار تصادمي، رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك اسير الموعد الذي ضربه لناخبيه بالانسحاب من لبنان قبل تموز/ايلول واسير اصراره على وقف عمليات حزب الله ضد جنوده في الجنوب كي لا ينسحب مهزوما .
ولبنان يضيف المصدر، أسير موقفه المبدئي بدعم المقاومة حتى انجاز التحرير واسير تصاعد هذا الموقف الذي بات يحمل، ولأول مرة تهديدا لبنانيا رسميا لاسرائيل برد موجع إذا استهدفت المدنيين اللبنانيين .
وكان رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود قد اعلن يوم الجمعة الماضي ان اسرائيل، إذا نفذت تهديداتها بضرب المدنيين اللبنانيين، تكون اسقطت ايضا حصانة مواطنيها ومنشآتها ومصالحها، ونحن نعتقد ان ضرباتنا ستكون اكثر ايلاما في هذه الحالة في ضوء تشعب المصالح الاسرائيلية المعروفة .
وقبل وصول الامور الى الحافة، كانت مصر قد قررت ارسال وزير خارجيتها عمرو موسى الى لبنان لابداء تأييدها له وتعاطفها معه ضد الضربات الجوية الاسرائيلية التي دمرت محطات التحويل الكهربائي في شرق وشمال ووسط لبنان، ولكنني قررت الحضور شخصيا ، وفق ما قاله مبارك لرؤساء تحرير الصحف اللبنانية الذين التقاهم في ختام مباحثاته مع لحود.
ويقول المصدر ان مبارك وبعدما ايقن ان لبنان واسرائيل شارفا على الوصول الى نقطة الصدام الفعلي طرح على الطاولة ثقل مصر محاولا الحؤول دون وقوع الكارثة، وضع مبارك ثقل مصر أمام لبنان محافظا في نفس الوقت على ثابتتين: حق لبنان في تحرير ارضه وحقه في خياره التفاوضي بالتلازم مع سوريا .
ويضيف المصدر ان ثقل مصر صاحبة اول معاهدة سلام عربية اسرائيلية والأم الحاضنة لجامعة الدول العربية، ألقاه مبارك ايضا في وجه اسرائيل والولايات المتحدة، محذرا من ان حربا اسرائيلية شاملة على لبنان ستفجر العنف في الشرق الاوسط برمته ولن تتمكن حتى الدول الموقعة على معاهدات مع اسرائيل من حماية هذه الاتفاقيات .
واشار المصدر الى انه لا يمكن الجزم بنتيجة محاولة مبارك الانقاذية، علما ان الولايات المتحدة، لا اسرائيل، ابدت تفهما لقلقه، فهل يتحول هذا التفهم الى تعاطف؟ .
ويبدو ان تفهم واشنطن للقلق المصري يستند الى انزعاجها، ولو غير المعلن، من حصر قرار الحرب على لبنان بلجنة وزارية اسرائيلية مصغرة اقتصرت عضويتها على ثلاثة من اليهود الشرقيين غير المعروفين بعلاقتهم الحسنة مع جماعة الضغط اليهودية الغربية في الولايات المتحدة، والتي تدعم عملية السلام الشرق اوسطية باعتبارها مفتاحا رئيسيا لدخول رأس المال اليهودي العالمي الى سوق استهلاكية كبيرة.
وتشير معلومات دبلوماسية الى ان واشطن لم تنظر بارتياح ابدا الى اختيار باراك، السوري الاصل، ووزير الخارجية ديفيد ليفي المغربي الاصل، واسحاق موردخاي المتحدر من اصول كردية عراقية، لاقرار خيار الحرب على لبنان، ولاسيما ان تنفيذ مثل هذا القرار يتم ايضا عبر يهودي شرقي هو رئيس الاركان شاوول موفاز ذو الاصل الايراني.
ويوضح السياسي اللبناني ان عراقة الدبلوماسية المصرية لمست هذا الخلل الذي يضع قرار الحرب في دولة اسرائيل، وللمرة الاولى، في يد اليهود الشرقيين كليا ويبعدهم عن ضوابط المصالح التي تحرك جماعات الضغط اليهودية الامريكية,، فسجلت خرقا في خرم الابرة هذا سمعت واشنطن صداه بوضوح .

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved