جميل ان يتفضل تلفزيوننا العزيز بوضع مساحة زمنية تقارب الدقيقة يوميا لعرض اسعار سوق الاسهم المحلية وجميل ان تحتوي النشرة الآن على الحقول التالية: اسم الشركة وعدد الاسهم المتداولة وسعر الاغلاق مع العلم ان نشرة الأسهم في السابق كانت تحتوي حقول اسم الشركة وسعر الافتتاح والاعلى والأدنى فقط.
ولكن يبدو ان تلفزيوننا العزيز قد اكتفى بتلك الخطوة ولم يدرك الأهمية البالغة لسوق الأسهم المحلية الذي بلغ عمره اكثر من عشر سنوات عبر النظام الآلي لتداول الأسهم والمشرفة عليه مؤسسة النقد العربي السعودي حيث تزداد يوما بعد يوم اهميته في نفوس المواطنين بصفته شريكا ملازما ومنافساً ان لم يتفوق على سوق العقار في القيمة السوقية التي تشكل مئات الملايين من الريالات يوميا تنتقل بين البنوك المحلية لصالح مواطنين ومحافظ مالية تديرها بيوت مالية وبنوك محلية ومن المعروف ان سوق الأسهم المحلية قد وظف فيه المواطنون على اختلاف مشاربهم الاستثمارية عشرات المليارات من الريالات عبر تملك أسهم الشركات المساهمة المدرجة أسهمها في سوق الأسهم المحلية حيث تقدر مصادر سوقية أن عدد المساهمين المواطنين في الشركات المساهمة يربو على ثلاثة ملايين مساهم مستقل باسمه فمثلاً في عام 1991م وصل عدد المساهمين المنفردين في شركة صافولا لحظة زيادة رأس مالها فوق المليون ومائة الف مساهم مكتتب جديد، ومن هنا نرى مدى الاهمية القصوى التي يوليها المواطنون بمختلف شرائحهم الاستثمارية لسوق الاسهم المحلية والذين تتنامى قناعاتهم بسلاسة الاستثمار فيها دونا عن القطاعات الاستثمارية الأخرى عاما بعد عام.
فلو القينا نظرة اقليمية على الدول الاخرى نجد ان مدى اهتمام وسائل اعلامها بسوق الأسهم يكبر ويتطور فمثلاً سوق الاسم في الكويت نجد فيه رصداً دقيقا لمتغيرات السوق منذ افتتاحه وحتى اغلاقه عن طريق بث شريط صغير يمرر في التلفزيون اثناء دوام السوق ويبث بشكل مباشر وحي ولايؤثر على التركيز على المادة الإعلامية المبثوثة مما يشبع رغبة المتابعين والمتداولين في السوق فتصل مدة بث الشريط الخاص بعرض حركة الأسهم 4 ساعات يوميا بينما تلفزيوننا العزيز يسرد سوق الاسهم المحلية والمستهلك يوميا في عرض نشرة اسعار الأسهم التي تقارب الدقيقة خالية من تبيان سلوك المؤشر الوطني لمسار السوق، فنجد أن الدول المتقدمة تتعامل وسائل اعلامها مع اسواق المال بشكل موسع فتبث بشكل منسق بافراد جميع حقول نشرة الأسهم الرئيسية بدءاً من سعر الافتتاح ومروراً باسعار الاعلى والأدنى والاغلاق وكمية التداول وذبذبة المؤشر الوطني عند الاغلاق يوميا ومقارنته باغلاق المؤشر لليوم السابق إضافة الى ماتقوم به من اجراء تحليلات لمعطيات السوق في مستويي الصعود والهبوط وإيضاح المعلومات الحقيقية التي تواكب متغيرات السوق كميزانيات واخبار اقتصادية تتعلق بالشركات المساهمة.
فنأمل من تلفزيوننا العزيز ان يحظى لديه سوق الأسهم المحلية باهتمام اكبر حيث اصبح سوق الاسهم في جميع انحاء العالم المرآة الصادقة لوجه الاقتصاد اضافة الى مايتمتع به سوق الأسهم في قدرته على الاستشعار عن بعد بالاحداث المتغيرة سواء ايجابية او سلبية في جسم اقتصاديات الدول فنأمل من تلفزيوننا العزيز مرة اخرى ان يشبع نهم المتعاملين في سوق الأسهم.