* لقاء :خالد الخليفة
الاعاقة ليست حجر عثرة أمام المسكونين بالثقة والطموح ان لم تكن حافزاً للمزيد من العطاءات عند ذوي الرؤية الواعية للحياة,, وفي مجتمعنا نماذج مشرفة تؤكد ذلك,, والشاب عبيد تركي الحربي (17 عاما) الذي يتلقى تعليمه في الصف الاول الثانوي في المعهد العلمي بمحافظة الرس احد هذه النماذج التي تعكس روح الانفتاح على الحياة غير عابئة بالاعاقة,, فهو طالب متفوق,, مرح,, متفائل,, يشدك بطموحه وثقته واصراره الذي يزداد قوة يوما بعد يوم وهو ما أكده لنا العاملون في المعهد.
الجزيرة التقته وحاورته فكانت حصيلة ذلك هذه السطور:
إعاقة وإصرار
في بداية حوارنا معه يقول يقول عبيد:
ولدت معاقا بكفين غير سليمتين وساعدين قصيرين ورجلين قصيرتين بدون قدمين او ساقين الى جانب قصر بالغ في طول القامة ونشأت في مقتبل العمر على ذلك وبعد ان بدأت أعي الحياة شعرت بمدى اعاقتي ولكنني لم اصب بالاحباط بل ازددت اصرارا على مواجهة الحياة وكان الله معي الذي لا يحمد على مكروه سواه، كما ان اسرتي تتعامل معي كما لو كنت سليما وهذا كان له دور كبير في تأقلمي مع وضعي.
أسرة واعية
* وعما إذا كان لديه إخوة معاقون في الأسرة قال:
ترتيبي في اسرتي الرابع وكل افرادها سليمون ولله الحمد ولكن اخي الذي وُلد بعدي يعاني من الاعاقة ايضا وهي اعاقة تشبة اعاقتي ويدرس الآن في الصف السادس الابتدائي ولديه نفس المشاعر والطموح، وكما قلت الاسرة تدعمنا وتشجعنا ولم نشعر يوما بأية مشاعر مؤلمة حيال وضعنا فنحن راضون بقضاء الله وقدره.
مراحل الدراسة
* وحول دراسته يقول الحربي:
بدأت الدراسة في مدرسة سمحة الابتدائية، أما المرحلة المتوسطة فقد اكملتها في متوسطة الخشيبي وكلتاهما تابعتان لمحافظة الرس,, وبعد ذلك انتقلت لاكمال تعليمي في المعهد العلمي بمحافظة الرس فوجدت كل التجاوب والتشجيع والتقدير من قِبل الجميع إدارةً وهيئة تدريس وطلابا ولا اشعر حاليا بأي تأثير لاعاقتي على مسيرتي التعليمية فأنا ولله الحمد من الطلبة المتفوقين داخل المعهد واطمح الى مواصلة دراستي حتى النهاية فالدولة وفقها الله يسرت لي ولغيري من المواطنين كل سبل التطور العلمي.
إحراجات,, ولكن!
* وعن بعض الإحراجات التي يتعرض لها خارج المعهد قال:
الاحراجات واردة حتى ولو كان الإنسان سليما ولكنها بالنسبة لي تنحصر في صعوبة المشي والتنقل وعدم القدرة على ممارسة الرياضة الى جانب قصر القامة الذي يجعل بعض ضعاف العقول يضحكون او يتندرون أو يزعجونني بتعليقاتهم الساخرة لكنني مع ذلك اتقبلها واتجاوزها واسير دون التفات لهم لأن ثقتي بالله وبنفسي خير معين على مواجهة هذه المواقف.
هوايات متعددة
* وحول هواياته وتطلعاته يقول عبيد:
لدي هوايات كثيرة في مقدمتها الكتابة الادبية والقراءة والشعر والرحلات مع الاسرة واتطلع الى امتلاك كمبيوتر وعربة كهربائية تساعدني على التنقل، كما اتوق الى دورة في الحاسب الآلي.