رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية بعد ظهر يوم الثلاثاء 9 ذي القعدة اللقاء الثامن لمديري التعليم بالمملكة الذي استضافته المنطقة الشرقية وبحضور معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد.
وقد طرح في هذا اللقاء مايزيد على 30 ورقة عمل وبحثاً, ويتضح من الرعاية الكريمة لهذا اللقاء ومن إشراف معالي وزير المعارف عليه الاهتمام المعطى للإدارة المدرسية والإشراف التربوي, فلقد أصبحت الإدارة المدرسية التربوية التعليمية عنصراً يمثل محور ارتكاز لنجاح العملية التعليمية حيث تتكامل وتندمج الإدارة مع المنهج المدرسي والمبنى المدرسي والمعلم وطرق التدريس, ولايمكن ان نفصل بين عملية تعليمية ناجحة ومايتخللها من نشاطات مختلفة وبين إدارة وبإشراف يتماشيان معها ويؤديان دورهما على أكمل وجه.
وفي هذا العصر أصبح تطوير الإدارة المدرسية ضرورة لابد منها حيث تتطلب عمليات التحديث والتطوير تطويرا في المجال الإداري والإشرافي والارتقاء به الى مستوى يمكنه من بلوغ الأهداف وتحقيق الطموحات.
وضرورة العصر تفرض على الإداري وجوب تعدد المهارات والقدرة على التعلم الذاتي والاندماج مع الموظفين والمدرسين والمناقشة والمجادلة العلمية وايضاح الحقائق ووضع الأهداف والمبررات والقابلية لإعادة التدريب والتأهيل لعدة مرات في حياته الوظيفية والأخذ بالنظريات الحديثة في مجال الإدارة المدرسية والإشراف وتعلمها والقراءة عنها بتركيز وتمعن, وبعقد مثل هذه اللقاءات والندوات حول الإدارة التربوية فإن مستقبلها في المملكة سيكون طيباً بإذن الله فمع الاهتمام المعطى للإدارة التربوية وجوانبها من وزارة المعارف ووزارة التعليم العالي ومع الأخذ بالأساليب العلمية الحديثة في هذا الجانب ودراستها وتطبيقها فان مستوى الاداء سيرتفع وستكون الإدارة المدرسية ليست إدارة بالخبرة فقط ولكنها إدارة علمية تعتمد على أسس نظرية وأسس علمية وفلسفية, وسيندمج جانب الخبرة بالجانب العلمي ليكون الناتج ادارة مدرسية لا نقول خالية من الأخطاء ورائعة المستوى لأن هذا صعب التحقيق مهما بذل ولكن نقول إدارة مدرسية علمية تحيط بها الخبرة وتحقق الأهداف التربوية والمدرسية والتعليمية بما تتطلبه هذه الأهداف من أساليب علمية جيدة وهذا لن يؤدي فقط لتحقيق الأهداف المبتغاة ولكنه سيؤدي لتحقيق أهدافنا بشكل أسرع وأكثر تكاملاً, ويعد التعليم كما نعرف استثمارا لمصادرنا السعودية البشرية حيث يقوم بتأهيل وتدريب شباب وشابات الوطن للسير به نحو الرقي والتقدم ونحو الاكتفاء من المهارات المطلوبة في المجتمع بدلاً من الاعتماد على الغير وهذا هو هدفنا جميعاً حيث نسعى لتأهيل وتدريب ابناء الوطن ليتبوءوا مكانهم في هذا المجتمع ويدفعوا به بقوة وسرعة لمصاف الدول المتقدمة وهذا هدف سام لنا وهو افضل انواع الاستثمار مهما كلف من أموال طائلة فالنتيجة والمردود والمحصلة ستكون مجزية وسنسترجع حميع ما انفق على هذا الجانب اذا احسنا استغلال الموارد وخططنا جيدا لنصل الى هذا الهدف, ولهذا فإن هذا النوع من الاستثمار يحتاج لإدارة علمية وتخطيط سليم حتى نستطيع المضي والسير نحو تحقيق هذا الهدف والاهداف التعليمية الاخرى, وبدون شك فقد ناقش هذا اللقاء هذا الهدف ووضعت رؤى ومقترحات حول سرعة تحقيقه وتنفيذه حتى لايبقى شيء يقال ولايفعل والإدارة الناجحة تساهم في هذا المجال وتدفع به الأمام فقد اصبح كل شيء في أيامنا هذه يعتمد على المنهجية والتخطيط العلمي وليس هناك مايترك للمصادفة اوالخبرة وحدها لان المصادفة وعدم تعمد وإحداث فعل الشيء وهو هنا التنمية البشرية بعد إذن الله لن تحقق مانصبو اليه ولكن بالإدارة العلمية والإصرار سيتحقق كل ما نريد بإذن الله.
ومدير المدرسة عليه مسؤوليات وواجبات ونحن لسنا بصدد الحديث عنها ولكن يجب عليه ان ينظر الى المدرسة هذه المؤسسة التربوية كبيت له يحتوي هذا البيت على أسرة كبيرة أتت لهذا المكان وتقيم فيه لساعات من النهار لأسباب وأهداف معينة تخص الأمة بأسرها وتتعلق بها, لذلك فمدير المدرسة ينظر الى كل فرد في هذا البيت سواء كان تلميذاً او معلماً على انه كيان مهم يسهم في تحقيق الأهداف التي كما ذكرت تتعلق بالأمة بأسرها عن طريق التعليم إن كان معلماً وعن طريق التعلم ان كان تلميذاً او تلميذة لأن كلامنا هنا يشمل المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات والتلاميذ والتلميذات.
وهنا يكون دور مدير المدرسة أو مديرة المدرسة دور المسهل والممكن لحدوث هذه العمليات وتحقيق هذه الاهداف وليس دور المتسلط والمعارض والمتحكم فهذه ليست اهداف الإدارة ولم يوضع علم الإدارة بنظرياته الكثيرة ليكون المدير والمديرة متسلطاً أو هوائياً أو إدارياً حسب الميول والاتجاهات الشخصية, ان الإداري في اي قطاع ومجال يحتاج للتدريب المستمر حتى يتعرف على مستجدات مجاله والإدارة التربوية احد هذه المجالات التي تتطلب استمرارية التدريب فبواسطتها يتسع أفق المدير ويتعرف على اتجاهات عديدة ومختلفة ويقابل ويناقش اقرانه الإداريين ويتعلم منهم ويتعلمون منه وهنا تحدث الفائدة ويحدث تغيير وتطوير الاتجاهات للافضل وبما يخدم مصلحة الإدارة المدرسية ويطور من مستواها.
وللتقنية دور في الإدارة المدرسية حيث اصبحت الحاسبات الآلية عنصراً هاماً ومسهلاً لجميع العمليات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية فوجود هذه الوسائل والتسهيلات واستخدامها ينظم العمل ويوفر الكثير من الوقت ويطور الاساليب الإدارية من حفظ وطلب للمعلومات وغيرها.
وقد ابتدأ اللقاء الثامن لمديري التعليم بالمملكة بثلاث ورش عمل كانت في كل من شركة ارامكو السعودية ومعهد الادارة والهيئة الملكية بالجبيل حيث كانت مواضيع ورش العمل التعليم والتدريب والتعليم عن بعد والتعليم التعاوني وإدارة الجودة الشاملة والإدارة المدرسية الفعالة وورشة المدرسة الإلكترونية, وهذه الورش وفكرتها الجيدة تتكامل مع اللقاء ومع موضوعاته واهدافه وتعطيه بعدا عملياً يساعد على التنفيذ الفعلي لموضوعات وتوصيات اللقاء.
اللقاء الثامن لمديري التعليم بالمملكة نشاط تربوي وتدريبي رفيع المستوى يتضح ذلك من خلال الابحاث وأوراق العمل المقدمة وورش العمل المقامة والاساتذة والخبرات المشاركة وفوق ذلك رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية واهتمام معالي وزير المعارف الشخصي, كل هذه الامور والنشاطات والمؤتمرات واللقاءات تنصب لمصلحة وطننا الغالي ولتنمية الإنسان السعودي ثروة هذا البلد الحقيقية.
وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى.
* كلية التربية جامعة الملك سعود