Wednesday 23rd February,2000 G No.10009الطبعة الاولى الاربعاء 17 ,ذو القعدة 1420 العدد 10009



ترانيم صحفية
لا نعلِّم أطفالنا قيم الأشياء؟!
نجلاء أحمد السويِّلِم

ليست التربية بالعملية السهلة كما يظن البعض خاصة في وقتنا الحالي فكيف تحرم ابنك من امور تريد ان تحرمه منها لتربيه وكيف في المقابل تترك له الفرصة لنيل ما يريد لأنك انت تريد ذلك ايضا لتربيه، فالقضية ليست الحرمان او العكس وانما هي كامنة في توقيت ذلك حسب الموقف وهذا يعتمد على مهارة المربي وهي العمود الفقري لتربية الطفل وتوجيهه, ومن الامور التي قد لا نلتفت لها كثيراً في تربيتنا لأطفالنا في الحقيقة هي تحسيس الطفل بقيمة الاشياء التي بين يديه فمثلا لو ان لديك خادماً او خادمة وقام بكسر شيء ما في المنزل او اي شيء آخر يخصك فسرعان ما يتخذ كثير من الناس اجراءات معينة مثل (الخصم من راتب هذا الخادم) وهذا طبعا فيه نوع من الافتراء او تأنيبه او توبيخه او عتابه وتختلف الاساليب حسب طبيعة هؤلاء الناس ولكن من الانسب ان يكون الانسان (رحيما في عقابه) ومنصفا الطرف الآخر غير ظالم له,,, اذاً المهم اننا نحاول تحسيس الخادم بقيمة الشيء الذي كسره حتى لا يكرر ذلك ثانية هذا منطق رائع اذا كان في حدود الانسانية والعقاب المعقول ولكن لم لا نلتفت لذلك مع ابنائنا فكثير من الآباء نجد ان اطفالهم يقوم احدهم بكسر لعبة له مثلا وسرعان ما يبكي الطفل ومقابل ذلك (يطبطب) الأب على كتفه ويبادر بقوله: (لا تزعل بكرة اشتريلك غيرها) ليحاول اكفاف الطفل عن بكائه ليس للطفل ربما وانما لكي لا يزعج الاب رأسه بالصياح والبكاء من ابنه ومرة ومرتين وثلاث مرات فإننا نحاول ان نكتفي ازعاج اطفالنا عن طريق حقنهم بالطمع والانانية وعدم تقدير مسؤولية ما معهم لماذا اذاً في بعض الدول الفقيرة نجد ان الطفل يحافظ على اغراضه وألعابه ويضع ممتلكاته الخاصة نصب عينيه طبعا لأنه لن يستعيضها بأخرى فيما لو كسرها او فقدها ولكن احيانا نجد ان (بعض) الأسر او الافراد لدينا يقيمون المواقف حتى بطريقة خاطئة ولا يدركون رجعيتها على الطفل اساسا كمبدأ وليست كناحية مادية بمعنى انه طالما ان اللعبة التي كسرت غير ثمينة فهذا أمر لا يستحق العقوبة لأن الثمن قد لا يكلف الاسرة شيئا وان الموضوع كما يقال (مايستاهل) ضرب الطفل او توبيخه او حرمانه من اجل اشعاره بالخطأ والذنب!! اما لو كانت اللعبة أثمن فقد يختلف الموقف وهذا صميم الجهل!! نعم,, فالطفل لا يدرك هذه اللعبة كم كلفت وهذه كم كلفت كما نحسبها نحن احيانا فحسابات الطفل مختلفة عنا لأنه ينظر الى ما قام به من عبث فيما يملك بغض النظر عن القيمة المادية!! هذا جانب,, هناك جانب آخر يتعلق بهذا الموضوع ايضا ألا وهو استعراض بعض الآباء احيانا امام ابنائهم انهم يستطيعون تنفيذ كل ما يريد هؤلاء الابناء بحجة انهم حرموا أي الآباء ما يخشون ان يحرموا منه ابناءهم وفي هذه الحالة ان كان الأب ثريا اغدق على ابنائه بغير حساب وان كان فقيرا فقد يقترض او يستدين او غيرذلك ليلبي لابنائه ما حرم هو منه ولو لم يقدر ابناؤه مسؤولية ذلك!! لأن الاب يحرق في دمه واعصابه اما الابناء فيتلقون ذلك باردا مبردا دن ان يشعروا بتكلفته المعنوية قبل المادية ودون ان يدركوا الطعم الحقيقي لمعنى التعب والصبر والانجاز والنجاح والمثابرة,, وهنا ما الفائدة من ان ازرع ما قد تنقلب عاقبته في يوم من الأيام عليّ,, لِمَ يحفر البعض ما قد يقعون فيه مستقبلا؟ فالامر ليس موقفا عابرا وانما هو شخصية يبنيها الانسان او الاب والام والهدف ان تكون سوية لتخوض في المجتمع وتمر بأدوار ومناصب منها ما هو رئيسي ومنها ما هو ثانوي فهل نجعل من ابنائنا شخصيات فعلا يعتمد عليها المجتمع في مسؤولياته,,؟
والله الموفق,.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved