قال سبحانه وتعالى:ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف البقرة: 238
وقال تعالى ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة,, .
فقد نادى الاسلام بحسن العشرة بين الزوجين وحث على التعاون، والتكامل فعلى كل من الزوج والزوجة احسان المعاشرة للآخر ويكون ذلك بالعمل في الخير وتجنب الشر واظهار العطف والتسامح من القلب والاحترام المتبادل واحترام رأي الآخر والاخلاص بكل معانيه.
وعندما تتمعن في القرآن الكريم نجد كثرة استخدام كلمة المعروف بين الزوجين, فقد قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف .
وحسن المعاشرة بين الزوجين تتعلق بها اشياء كثيرة ينفرد لكل جزئية منها مقالاً منفصلاً مثل حسن المعاشرة والصبر والاحتمال، الاعتدال في الغيرة، والنفقة وغيرها.
ولا مانع من الاستعانة بأهل الزوجين عند تصاعد الخلاف بينهما وذلك للاستفادة من خبرة الآخرين وحكمتهم فقد قال تعالى: وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من اهله وحكماً من اهلها ان يريدا اصلاحاً يوفق الله بينهما ان الله كان عليماً خبيرا النساء: 35 .
ليس في عالم الانسان نعمة تقربها النفس عيناً اعظم من نعمة الصلاح في الزوجة والابناء، لذا كان من دعاء عباد الرحمن ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ولا ينكر احد ما للزوجة الصالحة من الاثر الحميد في استقرار البيت وانتظام شمل الاسرة وتسيير دفة الحياة فيها ووقوفها وراء زوجها تعينه في كل شدة، وتخفف عنه كل كربة، وتجدد في نفسه الآمال وتدفعه الى جلائل الاعمال، بما جعله الله بين الزوجين من المودة والرحمة من اجل تحقيق ما ينشده الزوج من زوجته من السكن والراحة فيجب على من يريد الزواج، ان يحصر تطلعاته في شيء واحد هو الدين فليس الجمال والمال يدومان حتى يقام عليهما صرح الاسرة، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة فمن سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح الفسيح والمركب الصالح ومن شقاوة ابن آدم المرأة السوء والمركب السوء .
فعلى الآباء ان يعلموا بناتهم حقوق الزوج وتعلم المرأة طاعة زوجها بعد طاعة الله ورسوله فعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الناس اعظم حقاً على المرأة قال زوجها قالت فأي الناس اعظم حقاً على الرجل؟ قال امه تلك هي المرأة الصالحة التي تعرف هذه الحقوق، وتعيها المرأة الوفية التي تدرك ان الوفاء من اعظم الصفات التي يجب ان تتحلى بها ليقر الزوج بها عينا، ولتهنأ بها الاسرة فحين تكون الزوجة وفية لزوجها في عشرتها تعترف له بالجميل وتقوم على اولادها وماله خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة اذا نظرت اليها سرتك واذا امرتها اطاعتك وان غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك .
وعلى الزوج كي يكون ناجحا ان يبث مشاعر الامان الحقيقية لدى زوجته، والرجل الحقيقي هو القادر على منحها هذه المشاعر لان المصدر الاول لامان المرأة هو حب الرجل لها الحب الحقيقي.
فاذا شعرت بحب زوجها اطمأنت والزوج الناجح هو الذي يرى ان الزواج علاقة مقدمة علاقة ابدية خالدة.
كما ينبغي ان يكون مصدر قوته الحقيقية في صدقه فالرجل الصادق صادق مع نفسه ومع الناس وعليه ان يكون قادراً على تحمل المسؤولية مسؤوليته عن نفسه وعن زوجته واسرته، فالرجل الحقيقي لايتهرب من المسؤولية وانما يسعى اليها.
والزوج الناجح بالتأكيد هو رجل ناجح في عمله يعتز بعمله ويتقنه ويقبل عليه ويبرع فيه لان نجاحه في عمله يثري حياته الزوجية, انها علاقة تبادلية تحفظ للرجل توازنه النفسي وتحفظ للزوجة توازنها النفسي وتحفظ للحياة الزوجية استقرارها وتكون احدى دعائم نجاحها ثم ان الزوجة القادرة على احتواء الزوج بالحنان والاهتمام وتدرك احتياجاتها فهي زوجة ناجحة بالتأكيد تعرف ان الرجل يتوقع دائماً الاهتمام من زوجته يتوقع التقدير لذا فهي تعيش احلامه، وانتصاراته وامجاده حتى وان كانت هي الشاهدة الوحيدة عليها وتعيش حياته واهتماماته وعمله لحظة بلحظة لا تفارقه لحظة.
هي زوجة تملك روحاً سمحة ونفساً طيبة وطباعاً هادئة ارتبطت برجل تحبه وتثق به وتطمئن اليه مخلصة وفية واعية ناصحة تحرص على مشاعر زوجها من خلال سلوك اجتماعي متوازن راق,, زوجة تقية مؤمنة خير متاع الدنيا .
محمد بن حيدر منصور الشيخ
جازان