نوافذ قانون الرمال أميمة الخميس |
كم قافلة تعليمية مرت من هنا؟ مرت بأوراقها وألفاظها وقوانينها وأجراسها، ومن ثم غيبها الأفق وتكفل بالباقي الرمل.
في البداية وفد إلينا معلمو الهلال الخصيب، أهل الشام وعلمهم الوافر الغزير الذي يشبه بردى في التواءاته، وتخريجاتهم واضافاتهم على المناهج المحدودة ونضالهم العسكري بغرض جعل العملية التعليمية مؤسسة منضبطة تقود أجيالاً وتحرك شعوباً، صبوا فيها صبابات أجيال من الثورة والأحلام ولعب الفلسطينيون دوراً بارزاً في هذا، فبعد أن خسروا الوطن استبدلوه باليقين، اليقين الذي يعيد انتاج شعوب تمتد من الخليج إلى المحيط عبر بوابة المدرسة.
وقدمت قوافل العراق والطبع الناري، والكلمة التي تلعب مقام السيف والاستغراق التام في المهمة والاستبسال الشرس في الانضباط، ذلك الانضباط الذي قد لا يتوافق تماماً مع المدى الصحراوي الرحب العصي على قوانين الثكنة, ولكنها خلاصة الحضارة وحقائب من لواعج سوق المربد.
وما لبث ان هلت قافلة اهل الكنانة، مرطبة بهواء النيل، والعلم الأليف المتاح المباح الذي لا يتعالى على طالبيه ومريديه بل هو بسيط منبسط كسهول مصر,, والمعلومة التي تخرج من فم المعلم المصري ببساطة ومرح (تتشخلع) كما نسمة رفت فوق مركب نيلي,,وهؤلاء أيضا غادروا، فماذا بقي لنا من تركة القوافل الثقيلة؟
يخرج الطلبة الى المدارس كل صباح خماصا إلى زادهم العقلي، فتمتلىء الحقيبة ولكن يبقى الدماغ فارغاً.
هل للرمل قانونه الصارم الخاص الذي لا يتغير ولا يتبدل ولكن يعيد كل شيء إلى عصر الكتاتيب؟
كم قافلة مرت من هنا؟ وكم قافلة اقتنصها الرمل؟
|
|
|