سلام,, ورحمة,, وطمأنينة أ, د, هند بنت ماجد بن خثيلة |
صاحبة السمو الأميرة عفت يرحمها الله:
سلام عليك وانت تغادرين دنيا من يحبونك الى آخرة من تحبين، وتهجرين الفناء بلا عودة الى الخلود بلا انقطاع,
سلام عليك وانت تحملين بين جنبيك قلبا يفيض ايمانا وتوحيدا، وفي عينيك كتاب يزهو بفعالك الصالحة المباركة، وفي وجهك نور يضيء السبيل امام خطوتك الميمونة الى جنان الله,, باذن الله,
سلام عليك اذ ترحلين الى ربك وصدقاتك حيثما كان، لا يحصيها العدُّ، ولا يأتي على طيباتها لسان,
فما الذي سنحصيه من تأسيس وبناء,, جمعيات البر والاحسان، ومن دور العلم ومؤسسات الخير والعمل التطوعي؟
هل نأتي على ذكر جمعية النهضة الصرح الخيري السخي بعطائه، أم دار الحنان، أم الفيصلية، أم كلية الاميرة عفت، أم,, ماذا؟
وما الذي سنعده من طيبات فعالك، وفضائل خصالك؟ انذكرك نصيرة للمرأة، ام مناصرة للمظلومين، ام صاحبة العقل الراجح والرأي السديد الذي ورده الساسة والقادة واستأنسوا بهداه، واستناروا بسناه؟
أم سنذكرك الام الرؤوم المحبة المحبوبة، العاطفة المعطوفة، صاحبة المكانة العليا نبلا وطهرا وكرما ومحبة لله,, وفي الله؟
ستبقين دائما حكاية بياض الطهر بسواد هذه الحروف التي تنزف حزنا، واكثر، اماً للجميع ومثلا وقدوة للجميع,, تماما مثلما ندرك اليوم انك قد رحلت عن الجميع وقد أعطيت امتك عطاء كريما,, فعندما اختارك الفيصل طيب الله ثراه، كنت تدركين ان مهمة زوجة الحاكم البطل العادل، مهمة عظيمة وشاقة، تحتاج الى الشريك الصادق الوفي، الذي يحمل الكلمة المؤمنة بالنفس الطيبة، والاخلاق النبيلة الكريمة، فطوبى لتلك الرسالة التي اتت عن ايمان صادق وروح تدفق به حقيقتها المؤمنة، كينبوع يمتد ولا ينقطع,, تفيض ولا تغيض,,
وستبقى نبراس خطى ثابتة لنا ولاجيالنا، ينهلون من معينه الطيب الرقراق كما نهلنا,, فارتوينا من منهج العقيدة والعلم والعمل الذي ورثّته لنا عن الفيصل رحمه الله,
سلام عليك اذ ترحلين الى ربك وخلفك خلف صالح,, يدعون الله تضرعا بأن يسكنك فسيح جناته، ويجعلك من المقربين الفائزين بنعيمه الخالد الابدي الى حياة اخرى باقية ذات ظل ظليل وماؤها عليل,, ستبقى سيرتك متجسدة الوعي في دنيا من حولك، لتكون حكايته، حكاية العطاء، وراعية التجلي في صورة نبل المرأة المشرق في صدر الزمن,
فسلام عليك يا صاحبة السمو وانت لا تنقطعين عن الخير والعمل الصالح,
سلام من محبيك الذين تتفطر قلوبهم حزناً على فراقك، وتفيض عيونهم ألماً لفقدك,, وهاقد استودعتهم الرسالة رسالة العقيدة والعلم والعمل هو دستورنا الذي لا تزيع عنه القلوب والاكف,
سيبقى بين الضلوع ما بقي للإنسان عرق تمشي فيه نبضة حس رفيع من ابنائك أبناء هذا الوطن,, الذي كان رحيلك عنهم خطب جلل تفزع منه كل القلوب المسلمة الصادقة,
بالايمان الصادق,, والرحمة الالهية,, نتجرع عظم الخطب,, فالقلوب حزينة والعيون دامعة,
سلام عليك ورحمة,, سلام عليك ومغفرة,, سلام عليك وطمأنينة,,
فارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ,
|
|
|