متابعة شرفية وجماهيرية جلبت اللقب الأغلى لجزيرة تتابع الأبطال قبل وأثناء وبعد الإنجاز التاريخي |
متابعة:طارق العبودي
نجح الهلاليون بامتياز في تجهيز فريقهم الكروي الأول من الناحية النفسية لخوض المباراة النهائية على كأس الملك عبدالعزيز المؤسس يرحمه الله بعد ان كانوا قد حققوا نجاحا كبيرا بتجهيزه فنيا رغم بعض الظروف التي واجهها ليقطفوا ثمار نجاحهم بطولة تساوي كل بطولاتهم التي أحرزوها سابقا وكأسا ذهبية غالية لا تقدر بثمن.
ابعاد اللاعبين عن جو المباراة الهامة والحاسمة بالغاء المعسكر الخاص لها والاكتفاء بالتمارين الاعتيادية وعدم اغلاقها أمام الجمهور والاعلاميين,, والمتابعة الادارية والشرفية المكثفة وعدم فرض أي برنامج خاص للاعبين كانت كل هذه العوامل من أهم الأسباب التي دفعت بلاعبي الفريق للاستقرار النفسي الواجب توفره في مثل هذه المباريات والمناسبات الهامة.
الجزيرة تابعت لحظة بلحظة ما دار داخل البيت الهلالي قبل وأثناء المباراة وبعد الفوز بكأسها الغالية لتنقله لكم بحذافيره.
تمرين واحد فقط جهز الفريق
لم يدخل لاعبو الفريق الهلالي معسكرا خاصا قبل المباراة كما تفعل الفرق الأخرى بل لم يتدربوا بشكل مكثف,, انما اكتفوا بتمرين رسمي واحد وهو مران يوم الثلاثاء الذي شرح من خلاله المدرب الروماني يوردانيسكو خطة المباراة ووضع التشكيل الذي سيلعب به.
وكان قبلها قد منح جميع لاعبيه راحة تامة يوم السبت بداية الأسبوع لأن الفريق خرج للتو من مباريات قوية ومتتابعة في تصفيات البطولة الآسيوية,, أما في يومي الاحد والاثنين فكان اللاعبون يتدربون لبضع دقائق لياقيا ثم يتجهون للمسبح لاكمال حصتهم التدريبية قبل ان يغادروا النادي,, وهذا ما منحهم شعورا اضافيا بالراحة النفسية الواجب توفرها في مثل هذه المباريات بل وأبعد عنهم الارهاق البدني.
الرئيس,, وأعضاء الشرف
في معسكر الثلاثاء
بعد أن فرغ اللاعبون من أداء حصتهم الأخيرة مساء الثلاثاء توجهوا لدخول المعسكر ولحق بهم سمو رئيس النادي الأمير بندر بن محمد ومعه عدد من أعضاء الشرف يتقدمهم سمو الأمير سلطان بن محمد وسمو الأمير نواف بن محمد وسمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذين شاركوا اللاعبين طعام العشاء,, لم يتحدث أحد منهم مع أي لاعب في أمور المباراة بل كان كل شيء طبيعيا جدا,, باستثناء الأمير بندر بصفته رئيسا للنادي حيث حث اللاعبين على الفوز وأوضح لهم أهمية المباراة وتاريخيتها,, وقال لهم حرفيا: لا نطالبكم بشيء لن تستطيعوا تحقيقه وانما نطالبكم فقط باللعب بمستواكم المعروف عنكم وان تتعاونوا فيما بينكم من أجل اسعاد جماهيركم الوفية التي ستحضر المباراة.
اللاعبون بدورهم وعدوا سموه بأن يبذلوا كل ما يستطيعون من أجل الحصول على هذه الكأس الغالية واستلامها من يدي والد الجميع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله,كان كل شيء داخل المعسكر طبيعيا وكأن مباراة الغد تدخل في نطاق المباريات الدورية العادية.
هذا ما دار يوم المباراة
في صبيحة اليوم التالي الاربعاء وهو الذي سيشهد اقامة المباراة سار الوضع طبيعيا جدا حتى الساعة الرابعة عصرا عندما استدعى المدرب لاعبيه ال11 الذين سيخوض بهم المباراة واجتمع بهم وشرح لهم الخطة وأسند لكل واحد منهم مهمة خاصة.
وبعد أن أدى اللاعبون صلاة المغرب حضر الرئيس الأمير بندر للاطمئنان على وضع الفريق قبيل مغادرته للملعب وحثهم مرة أخرى على الفوز لأنه يرى أن هذه البطولة توازي البطولات ال28 التي حققها الفريق الهلالي سابقا.
سلطان بن محمد: أسعدونا نسعدكم
وبعد ان وصل الفريق الى استاد الملك فهد الدولي وداخل غرفة تبديل الملابس حضر بعض أعضاء الشرف لزيارة اللاعبين يتقدمهم سمو الأمير سلطان بن محمد الذي كرر ما طلبه شقيقه سمو الأمير بندر حاثا اللاعبين على الفوز وقال لهم حرفيا: فوزوا واسعدونا لنكون مجبرين على اسعادكم .
المدرب يطلب من
لاعبيه التسخين داخل الغرفة
وقبل المباراة بحوالي نصف ساعة طلب يوردانيسكو من جميع لاعبيه أداء حركات الاحماء داخل غرفة تبديل الملابس باستثناء محمد الدعيع الذي طالبه بالتوجه للملعب,, وكان يهدف من ذلك الى مفاجأة الخصم بالتشكيل الذي سيلعب به,, وحتى يكسب تشجيعا جماهيريا أكبر مع بداية المباراة.
هذا ما دار بين الشوطين
انتهى الشوط الأول والفريق في وضع جيد جدا لأنه تقدم بهدفين نظيفين,, وداخل الغرفة في استراحة ما بين الشوطين منح المدرب لاعبيه راحة لمدة 10 دقائق أو تزيد قليلا وتركهم وجلس في غرفة أخرى هو واداريا الفريق فهد المصيبيح ومنصور الأحمد ثم طلبهم قبل عودتهم لبدء الشوط الثاني وهنأهم على تقدمهم بهدفين وشرح لهم خطة الشوط الثاني مطالبا اياهم بالمحافظة على التقدم مع محاولة اضافة مزيد من الأهداف.
وانتهت المباراة وعاش
الجميع فرحة غامرة
بعد نهاية المباراة وتتويج الفريق بالكأس الذهبية امتلأت غرفة الملابس بعشرات الهلاليين,, الكل سعيد وتسابقت وسائل الاعلام على أخذ أحاديث اللاعبين والاداريين والجهاز الفني,, فرحة وسعادة عاشها الجميع باستثناء الدوخي الذي بدا حزينا لأنه كاد ان يتسبب في احراج الفريق بعد ان تلقى بطاقة حمراء دار الحديث حولها كثيرا وتوجه اللاعبون جميعا لزميلهم الخلوق وقدموا له الكأس هدية ثمينة.
أنواع الفنون في طريق العودة
وفي طريق العودة للنادي الذي استغرق قرابة ساعتين نظرا للزحام الشديد الذي كانت عليه طرقات وشوارع الرياض التي شهدت احتفالات جماهيرية كبيرة,, في طريق العودة تحول أغلب اللاعبين الى مطربين يؤدون الأغاني مشاركة منهم في الفرحة التي شارك بها كل أعضاء الفريق.
المصيبيح يطلب إيقاف الفرح فجأة
وفي غمرة الفرح الأزرق قام مدير الكرة فهد المصيبيح فجأة وطلب من اللاعبين التوقف عن الغناء والفرح والتصفيق ليعلن لهم خبرا سعيدا وهو تقديم مرتب شهرين لكل لاعب مع بعض مكافآت الفوز في مباريات سابقة هذا بخلاف مكافآت الفوز بالبطولة التي ستعلن في وقت لاحق وهو ما دفع اللاعبين لمضاعفة فرحتهم من جديد.
زيارة خاصة لمؤسس الكيان الأزرق
ولم ينس الهلاليون في غمرة فرحهم أن يقوموا بزيارة خاصة لمؤسس ناديهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي يرقد على السرير الأبيض واطمأنوا على صحته أولا ثم هنأوه بالفوز وقدموا له الكأس هدية تقديرا لجهوده ومتابعته,, وقد شاركهم الفرحة رغم معاناته من آثار المرض.
استقبال جماهيري كبير للأبطال
وبعد وصول الفريق البطل لمقر النادي وجد اللاعبون صعوبة بالغة في الدخول الى المعسكر نظرا للازدحام الجماهيري الهائل من الذين كانوا في استقبال الفريق البطل.
راحة لنجوم الفريق في الغد
ورغم ان المباريات المقبلة هامة جدا إلا ان الجهاز الفني لم ينس ان اللاعبين قدموا جهدا كبيرا في المباراة والأيام التي سبقتها فمنحوهم راحة اضافية يوم الخميس حتى تتضاعف الفرحة لديهم من جديد.
خبر حزين أفسد الفرحة
لم تتوقف فرحة الأبطال إلا بعد ان أعلن أحد الاداريين ان المدرب القدير العالمي انجل يوردانيسكو سيغادر فجر الخميس الى بلاده بعد ان تلقى خبرا يفيد بوفاة والدته.
هذا الخبر أحزن اللاعبين كثيرا تعاطفا مع مدربهم الذي أعاد لهم الاتزان من جديد وقادهم للانتصار تلو الآخر.
ثم توافد اللاعبون تباعا لتقديم التعازي لمدربهم الذي طالبهم بعدم الاكتراث وقال لهم افرحوا بكأسكم ولا يحزنكم أمر آخر.
والهويدي أيضا يوقف الأفراح مؤقتاً
كان الشغل الشاغل للاعبي الهلال قبيل مغادرتهم الى منازلهم الاطمئنان على اصابة زميلهم الدولي المتألق جاسم الهويدي وبعد أن أوضح لهم الاخصائي فرناندو ان ما تعرض له زميلهم هو اشتباه في قطع رباطه الصليبي,, اصابهم الحزن وغادروا بعد ان توقفت الفرحة متمنين لهدافهم الشفاء العاجل والعودة للملاعب.
|
|
|