عزيزتي الجزيرة
كل عام وانتم بخير
تستعد مملكتنا الحبيبة هذه الايام باتخاذ كافة استعداداتها الامنية والصحية وغيرها وذلك من اجل استقبال وفود حجاج بيت الله الحرام دوليا ومحليا حيث ان الوفود الدولية تبدأ انطلاقها مع بداية شهر ذي القعدة وذلك كما هو معتاد من كل عام حتى يتمكنوا من زيارة مدينة رسول الله صلى عليه وسلم.
ولذلك تجد جميع الجهات الامنية ذات العلاقة بخدمة الحجاج بمختلف انواعها سواء بالمنافذ الجمركية التي على الطريق البري او بالمطارات الدولية تستعد وتبذل اقصى جهودها ويرابط جميع منسوبيها مرابطة مضاعفة وكل ذلك من اجل خدمة الحجاج الذين اتوا من مختلف بلدان العالم لاطهر بقعة على وجه الارض وكذلك تجد الجهات الصحية التابعة لوزارة الصحة والتي لا يقل دورها اهمية عن دور الجهات الاخرى تجدها ايضا تتخذ كافة استعداداتها.
ولعل ما جعلني اتطرق الى هذا الموضوع هو ما يشاهده كل مسافر يعبر الطريق الدولي الذي يمر في ام الجماجم والارطاية وذلك اثناء قدومه من جهة الشمال ودخوله في ام الجماجم بوابة المنطقة الوسطى كما يطلق عليها الكثير وبالتحديد عند المركز الامني الموجود هناك حيث زحام الحجاج الشديد وخاصة الحافلات التي تأتي من الدول المجاورة احد العاملين بالمركز قال بأن مركز ام الجماجم الامني يعتبر بمثابة منفذ وذلك لما يشهده من عبور مستمر للمعتمرين في شهر رمضان وللحجاج في موسم الحج لذلك تجد جميع المسؤولين في المركز من ضباط وصف ضباط يقومون بالمرابطة طيلة هذه الفترة اضافة الى الضباط والافراد الذين يتم تكليفهم من الرياض ليساندوهم في هذا الموقع الهام.
لذا فاننا لا نغفل هذا الدور الامني وكذلك الصحي الذي يشارك فيه منسوبو المركز زملاءهم بكل موقع في جميع انحاء المملكة في الاخلاص وخدمة حجاج بيت الله الحرام التي نطلب من الله الا يحرمهم الاجر من عنده سبحانه وتعالى مستمدين توجيهاتهم من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي العهد وسمو نائبه وسمو وزير الداخلية من اول حاج وحتى مغادرة آخر حاج من المملكة ولقد حرص رجال المركز الامني في ام الجماجم على سرعة انهاء اجراءات الحجاج اثناء مرورهم مع هذه البوابة الهامة وذلك بمتابعة مستمرة من المسؤولين بالمركز والتأكد من نظامية الاوراق التي بحوزتهم وعدم تأخيرهم بل مضاعفة الجهد والاخلاص والحرص على مباشرة الحوادث التي تحصل للحجاج في وقتها وتقديم كافة الخدمات الاسعافية لهم ومساعدة كل محتاج منهم والاستماع الى مطالبهم وان هذا الشيء ليس بغريب على ابناء هذا الوطن الغالي الذي اعتاد كل مواطن فيه ان يقدم الخدمة للحاج بنفسه تعاونا مع رجال الامن وحيث ان خدمة هؤلاء الحجاج شرف عظيم يفتخر فيه قادة هذا الوطن المعطاء ورجاله الاوفياء وذلك كما نسمع هذه الايام من قيام امراء المناطق وخاصة التي تقع فيها منافذ برية بتفقد هذه المنافذ والاطلاع على استعداداتها للحجاج وحث منسوبيها والقائمين عليها بالحرص على الشديد على تذليل كافة الصعوبات التي تواجه حجاج بيت الله الحرام وعكس الصورة الطيبة عن هذا البلد التي اعتاد كل حاج في جميع الاعوام الماضية ان يلمس فيه الخدمة الطيبة والمعاملة الحسنة رغم كثافة الحجاج ابتداء من هذه المنافذ وانتهاء بالمشاعر المقدسة التي يلاقون فيها رجالا ايضا يستقبلونهم هناك بكل فرح وسرور ويسهلون لهم جميع ما يحتاجونه وذلك كما شاهدناه خلال الاعوام الماضية حيث ان كلا يقوم بمسؤوليته بصبر وتحمل تجد الضابط ينظم السير والآخر يتابع انسياب الحركة وجندي يفك الزحام وآخر يأخذ بيد تائه حتى يسلم لذويه وآخر يقدم الخدمات الانسانية النبيلة وينقذون المصابين وتجد الجميع خلية نحل وفي نشاط مستمر بكل شرف وبكل فخر وبكل ما تعنيه الكلمة من معاني الابتهاج وهذه نعمة كبيرة منّ الله بها على هذا الوطن الغالي وحكومته الرشيدة ومسؤولية المخلصين ورجاله الاوفياء.
وفي الختام ادعو الله واقول اللهم لا تحرمهم اجر حجاج بيتك العتيق، واقول لهؤلاء الحجاج سعيا مقبولا وذنبا مغفورا وتجارة لن تبور ان شاء الله.
مناور صالح الجهني
مندوب الجزيرة بالارطاوية