انطلقت الرياض عاصمة للثقافة العربية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياضة حفظه الله ، الذي لايألو جهداً في جعل الرياض في مقدمة المدن في كافة الانشطة ، خصوصا الانشطة الثقافية.
وترجع فكرة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الرئيس العام لرعاية الشباب، رائد النهضة الرياضية والثقافية، الذي استطاع بحكمته ان يجمع، ويدمج بين الرياضة والثقافة، وجعلها في بوتقة واحدة، وتم هذا الترشيح بناءً على موافقة من وزراء الثقافة العرب، وبقرار من المنظمة الدولية للتربية والعلوم الثقافية اليونسكو ، وذلك للنهضة الثقافية الكبرى التي تشهدها مملكتنا الحبيبة، وبخاصة الثقافة الإسلامية التي يتميز بها هذا الوطن.
وقد أصبحت الثقافة معياراً حقيقياً لقياس تقدم الأمم وتحضرها، وانطلقت هذه المناسبة متزامنة مع انطلاقة فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الخامس عشر في الجنادرية، والذي اشتمل على عقد المحاضرات والندوات، وعرض لتراث كل منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة، وفي تصوري ان هذا التوافق والتزامن اعطى زخماً من الثقافة، وأبرز دور المملكة أكثر لعرض ثقافتها وتراثها المجيد، وذلك لمشاركة عدد كبير من المثقفين من دول العالم.
وفي اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، تكريماً لهذه المدينة من قبل وزراء الثقافة العرب، ومن المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة، لما تتميز به من وجود عدد من الكليات، والجامعات والمدارس، والأندية الرياضية والأدبية التي تقوم بدور فاعل في ابراز ثقافة المملكة العربية السعودية، وكذا وجود جمعيات متخصصة في هذا المجال ، كجمعية الثقافة والفنون السعودية وفروعها المنتشرة في أنحاء المملكة.
وفي هذا المقال لا ننسى دور مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي بنى هذا الوطن على أسس راسخة في نشر العلم والثقافة في جميع ارجاء الوطن، وهانحن نجني ثمار هذا الغرس الطيب في كافة المجالات الثقافية، حيث نجد ان نسبة الأمية في المملكة تصل الى اقل معدل بالنسبة لبعض الدول، وفي مجال تعليم المرأة بلغت أعلى الدرجات، حيث نجد الاعداد الكبيرة من المدارس والكليات التابعة لرئاسة تعليم البنات المنتشرة في المملكة، والعدد الهائل التي تخرجه هذه الكليات والمدارس من الطالبات في كل عام، متسلحات بالعلم والثقافة والمعرفة بما يعود على المجتمع بالنفع العميم، حيث تعتبر المرأة عنصراً هاماً في تنشئة شباب هذا الوطن العزيز على قلوبنا، والأم مدرسة حيث يقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق |
وبهذه المناسبة الطيبة، نرى الاستعدادات التي تمت في كافة الأجهزة الحكومية للمشاركة في فعاليات هذه المناسبة، خير دليل على حب الوطن لهذا الوطن وحكومته، وذلك بالمشاركة في الندوات، والمحاضرات، والمعارض، وكافة الأنشطة الثقافية سواء على مستوى الاجهزة الحكومية او الأفراد.
وفي الختام أقول: ان اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، يأتي تكريماً لحكومة هذا الوطن، وماقتوم به من جهد كبير في ابراز دور المملكة على كافة الأصعدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يأتي ايضاً تكريماً لهذا الشعب الكريم الوفي لوطنه، وحكومته,, والله من وراء القصد.
سراب عبدالرحمن
سدير