بيننا كلمة لا يطببها ,, ويعميها! د , ثريا العريّض |
خبر صحفي قرأته في إحدى صحفنا المحلية، تفاصيله أن شجرة سدر في منزل السيد,,,,, في مصر كان قد عاد ببذورها أحد أجداده من أرض الجزيرة بعد زيارة حج اكتشف في أوراقها علاج مرض السكري, والوصفة هي تناول خلاصة ست أوراق منها غليت في ماء يشرب على الريق يوميا فيعدل مستويات السكر في الدم ويعالج دون حاجة للطبيب,,!! ولاحظوا هنا إضافة التفاصيل التي تقنع بكرامة الشجرة إن لم يكن قدسيتها, إذ هي حصاد جذور أصلها ارض الجزيرة مجلوبة بعد زيارة حج!! وتعود الى البال هنا التغطيات الأخرى الشبيهة التي تلفت الانتباه الى حليب التيس الفلاني ملك فلان أو علان من الناس الذي يدر بصورة غير طبيعية وتناوله يعالج شتى الأمراض,, إيهام مضر يؤدي الى وهم قاتل.
مرض السكري مرض خطير ونتائجه وخيمة إذا تركت لتستفحل بلا علاج، منها العمى وغرغرينا الأطراف التي تنتهي بضرورة بتر الطرف المصاب, ولابد من متابعة تعديل مستوى الإنسولين في جسد المريض كي لا تصبح هذه النتائج المحزنة نهاية حتمية.
بودي هنا أن ألفت نظر الصحفيين الباحثين عن أمور وأخبار مختلفة عن المعتاد لتشد انتباه القارىء أن ينتبهوا الى توخي الحذر في التعامل معها ونتائجها الجانبية غير المقصودة وعدم التورط في الخطأ والإضرار الاجتماعي عبر المشاركة غير المتعمدة في نشر معلومات خاطئة تدفع الجمهور الى ممارسة الخطأ وجلب الأذى لأنفسهم,, خاصة تلك التي تشجع المرضى على طلب العلاج من مصادر مشبوهة وغير موثوق بها بالإضافة الى إهمال العلاج الطبي من الطبيب.
أقل ما يقال في هذه التغطيات انها مضللة بما هو أبعد من الإثارة الصحفية العسرة الاستساغة, حتى لو لم نتهمها بالمشاركة في التسويق واستباحة أموال الغافلين.
نشر مثل هذه الأخبار الخطأ والتغطيات المضخمة لأمور لاتخرج عن نطاق الإشاعات الفارغة أو المغرضة، أمر يستحق وقفة لوم وعتاب وتعذير, كما يدفعني لوقفة متأنية مع التصريحات الواعية الهادفة للتوعية تمر بأقل مما تستحق من الاهتمام في حين تضخم الأصداء الصحفية تصريحات وأحداثاً هامشية بل ضارة.
أذكر الرسالة التي نشرتها جريدة المدينة يوم الثلاثاء 23/11 الموافق 15 شعبان 1420ه للدكتور اسامة شبكشي وزير الصحة ردا على مقال المهندس حمود المحمدي بتاريخ 24/5/1420ه عن العطارة والتجاوزات الفردية التي استغلت حاجة الناس الى التطبيب فأدخلوا في هذه المهنة ماليس فيها، مقترحا أن تقوم وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإعداد لوائح تحكم وتنظم هذه المهنة فتسترشد بها اللجان المشكلة للرقابة على هذه المهنة.
سعدت يومها بمقالة المهندس ورد الوزير الطبيب وسأعود الى تفاصيلها غداً.
المهم الآن نصيحة لمرضى السكر: لا تستبدلوا الدواء الرسمي بورق الشجر ما لم تصرح الجهات الصحية المسؤولة أنه دواء أثبتت المختبرات الطبية الرسمية جدواه العلاجية, ونصيحة لأي مريض نفسي أو بدني,, ابحث عن العلاج لدى طبيب حقيقي,, مؤهل ومجاز.
|
|
|