* لا يمكن لنا,, أن ننكر أن وزارة المعارف خطت في السنوات الأخيرة خطوات نحو الأمام ونحو التطوير والتحديث والتجديد.
** ولا يمكن لنا,, أن ننكر أيضا,, أن الوزارة تحولت إلى شعلة من النشاط والحركة والعمل,, غير أننا أيضا لا ننكر أن لمثل هذه المستجدات سلبيات وإيجابيات,, إذ لا يمكن أن نقول إن كل شيء سلبي,, وإن كل شيء إيجابي,, لكننا نقول,, إن الإيجابيات بفضل الله هي الأكثر,, والنجاحات هي الأشمل,, وإن السلبيات لا تكاد تذكر,, ولكننا يجب أن نقول,, إن الوزارة شعلة نشاط,, وورشة عمل دؤوب,, وإن الوزارة أيضا,, وظفت القدرات واستقطبت الكفاءات,, وفتحت الفرص لكل من يحمل رأياً أو فكراً ناضجاً,, وأعطته الفرصة ليعطي ويقول ما عنده,, ولكن,, يظل مثل هذا العمل الذي أنتجته الوزارة محل تقييم الخبراء من رجال التربية والتعليم,, إذ نسمع ما بين وقت وآخر,, آراء لرجال تعليم قدامى ينتقدون بعض أعمال الوزارة,, وينتقدون بعض الأنظمة واللوائح وينتقدون بعض القرارات الأخيرة,, لكننا لا نسمع منهم أبداً,, أن كل شيء خطأ ,, أو كل شيء سلبي,, وإلا,, لما أصغينا لهم,.
** ومناسبة هذا الحديث الطويل عن نجاحات وزارة المعارف وما تقوده من تحديث وتطوير,, هو الحديث عن تلك المعارك التي تدور ما بين وقت وآخر في المجالس وفي المدارس وفي كل مكان عن هذه التحولات وما تحمله من نقلات وتجديد وتغيير,, فهذا مؤيّد,, وهذا معارض,, وهذا له بعض التحفظات,, وهذا بين هذا وذاك,, وهذا ينتظر النتائج,, وهذا يراهن,, وهذا يسخر,, وهذا مندفع ,, وهكذا يتحول المجلس كله الى ندوة تتناول ما حدث في وزارة المعارف,, ولا شك ان هذه الانعكاسات وهذه الندوات,, تضاف الى نجاحات وزارة المعارف,, إذ استطاعت تحريك الأجواء وتنشيط الحديث حولها,, واستطاعت توظيف العقول أياً كان اختصاصها لصالح العملية التربوية.
* الوزارة,, استقطبت كوادر متخصصة في أكثر من مجال,, فهذا تربوي ,, وهذا متخصص في المناهج,, وهذا في علم النفس,, وهذا في علم الاجتماع,, وآخر في الشريعة,, وفي مجالات لا حصر لها.
** ثم هي أيضا,, خاطبت جميع رجالات التعليم القدامى,, من مديرين ومديري تعليم,, ومديري مدارس وقالت,, هاتوا ما عندكم,, هاتوا خبرتكم,, فكوّنت رصيداً هائلاً من المعلومات,, وسعت لتوظيفه واستثماره.
** وميزة معالي وزير المعارف الدكتور محمد الأحمد الرشيد,, أنه يتقن فن الإصغاء لأي حديث ,, فهو يسمع ويسمع ويسمع,, متى كان الحديث نافعاً معلوماتياً,, يرتكز على حقيقة,, ويحاول التعقيب بهدوء,, ومتى اختلف مع هذا الرأي أو ذاك,, أبدى تحفظا مهذباً لا يجرح شعوراً لمتحدث.
** النقلة أو النقلات ,, التي نفذتها وزارة المعارف,, أو التي تعد لتنفيذها,, لا شك أنها نقطة تحول كبرى في تاريخ الوزارة,, ولا شك أنها تصب في الاتجاه الصحيح,, لأن التطوير مطلوب في كل وقت,, ولا شك أيضا,, أنها لن تسلم من النقد,, ومنه,, النقد اللاذع الجارح.
** كما أن على الوزارة,, أن تدرك ,, أن كل هذه الخطوات الجديدة ليست محل رضا كل الناس, فهناك من يعشق السكون,, وهناك من يعشق الهدوء القاتل,, مثلما أن هناك من يعشق التطوير والتجديد والتحديث.
** أتوقع,, أن وزارة المعارف اليوم,, مشبعة بالمعلومات المتضاربة والآراء المتباينة,, وأن مسئوليتها صعبة في الفرز وفي اتخاذ القرار المناسب,, ومع أننا قد نختلف مع معالي الوزير في بعض الأمور,, لكننا نثق في قدرته وكفاءته وخبرته في اتخاذ القرار الملائم والأنسب والأنجع للعملية التعليمية.