Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



كلمات رثاء لأم التعليم ورائدته
أ,د, سميرة إبراهيم اسلام *

يارائدة في التعليم ,, يا أم كل متعلمة في هذا الوطن ها أنت تلقين وجه ربك الكريم بروح مطمئنة باذن الله.
وأنت على النعش اراك كما انت دوما شامخة بالعطاء,, ها انت ترحلين وتتركين الآلاف والملايين من بناتك المتعلمات اللواتي يدعون لك الله بالرحمة وانت في طريقك الى دار البقاء ترحلين عنا وتحملين صفحات بيضاء منيرة بالخير والعلم المثمر الذي انجزته في حياتك المديدة بالعطاء المخلص المتفاني.
ستفقدك كل فتاة متعلمة سنفقدك ايتها الأم الحنون,, سنفقد نظرتك الثاقبة للامور وتفكيرك العميق وافكارك النيرة وخططك المستقبلية التي تسعى لتنمية العمل.
انت التي ترعين الصغير والكبير، والفقير والضعيف واليتيم والمريض المحتاج سيفقدك كل هؤلاء انت من دعم تعليم البنات قبل ان يكون في بلادنا مدارس نظامية وانت من افتتح دارا للأيتام ترعاهم وانت من تبنيت التمريض وشجعته في المدارس والجامعات كنت ايتها الانسانة الام تلحقين بناتك فلذات اكبادك,, لتشجعي الامهات على الحاق بناتهن بالتعليم ولتكوني القدوة او كالجندي الذي يجابه الخطر قبل الاخرين انت الانسانة التي تضع بنفسها في المقدمة لاي خطوة جديدة حتى تصون الجميع عن مجازفة الجديد.
وانت على النعش تلقين وجه ربك الكريم حسناتك تشهد لك في كل موقف نصرت فيه مظلوما وكل مشهد شجعت فيه الضعيف ونحن بناتك ندعو لك بالرحمة وفسيح الجنان فانت التي مهدت لنا الطريق لبناء مجتمع متعلم وانت التي افتتحت الجمعيات الخيرية النسائية.
فاصبح العلم في بلادنا والعلم التطوعي صرحا شامخا ينير الطريق.
ايتها الام الحنون لقد رعيتيني شخصيا حين كنت في الغربة وعندما عدت لاساهم في بناء الوطن ساعدتيني بما حمل لي استقبالك البشوش وتشجيعك الدائم على تذليل الصعاب,, ولن انسى ما حييت اهتمامك الفريد حتى وانت على فراش المرض كنت تسألينني عن اخبار سير العمل في الكلية وتحثينني على العمل لقد قلت في حفل افتتاح مباني دار الحنان الحالية عبر كلمتك في ذلك اليوم ان حلمك ان تكون الدار صرح تعليم منذ الحضانة وحتى الجامعة.
وتساءل انذاك الحاضرات هل من الممكن ان تحوي هذه المباني جامعة للبنات وتساءلن ايضا هل يمكن ان يكون في بلادنا جامعات اهلية.
الان ايتها الام الحنون وعلى يديك افتتحت اول جامعة اهلية للبنات في الوطن هي كلية عفة الاهلية انني اتعهد امام الله ان يظل دعمك وتشجيعك حافزا ودافعا قويا لنبذل ما لدينا من علم وعمل لتحقيق حلمك في دعم مسيرة تعليم الفتاة.
فليرحمك الله بقدر ما منحت من محبة ورعاية وعطاء.
* أستاذ علم الأدوية/ كلية الطب والعلوم الطبية جامعة الملك عبدالعزيز العميدة المؤسسة لكلية عفت الأهلية

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved