صمت العصافير الأقلام المكسورة ناهد سعيد باشطح |
زقزقة:
النقطة الأخيرة هي التي تجعل الإناء يفيض
حكمة عالمية
عندما تقرأ خبراً هاماً كالحريق الذي حدث الأسبوع الماضي في كلية التربية أنصحك بأن تكتفي بالسطر الأول فقط!
إذ انك إذا ما تابعت ماتكتب الصحف فإن الحريق سينتقل الى قلبك ولن يجدي حينذاك أي محاولات للإطفاء!!
ما كتبته بعض الصحف على لسان مندوباتها اللواتي حضرن مضحك، حيث العبارات الدرامية والمتناقضة، هذا عدا الصياغة اللغوية المضحكة، تريدون مثالا إذن اقرؤوا: تقول بعض الصحف إن عميدة الكلية استطاعت أن تسيطر على الحريق وما أن جاء رجال الإطفاء حتى وجدوا الحريق قد انتهى!
وعلينا كقراء أن نتخيل أن العميدة كائن خرافي يمتلك قدرات هائلة!
مثال آخر ذكرته بعض الصحف من أن نائبة العميدة قد خرجت الى خارج الكلية تهدىء من روع الطالبات المحتشدات أمام مبنى الكلية!
أيضا علينا كقراء أن نتخيل كيف لامرأة أن تهدىء جمعا من الناس ليسوا في مكان مسقوف! والمضحك ما نشرته صحف أخرى أرادت ألا يفوتها هذا الخبر فكتبت تقول إن الطالبات (الصم) أسهمن في إطفاء الحريق، واستندت تلك الصحيفة على ما نشر من أن الطالبات غير الناطقات بالعربية (طالبات المنح) كان لهن دور كبير في إطفاء الحريق!!
والسؤال هنا من المسئول عن نقل الخبر في المؤسسات الصحفية؟
وأي شيء نرجوه إذا افتقدنا المصداقية أمام القراء؟
إن كتابة الخبر الصحفي مسئولية كبيرة وحمل جسيم، خاصة أخبار الحوادث فكيف تهمل بعض الصحف ذلك!
يجب أن نفكر قبل أن نكتب الخبر أي رسالة نريد أن تصل الى القارىء فإذا لم نجد إجابة إطارها الأمانة فالأحرى أن نكسر القلم!!
|
|
|