طرح السخرية كأسلوب أدبي لمناقشة مشكلة طارئة او مزمنة هو اقصى مراحل الجدية وان غلف بهذا الاطار الساخر شكلا واغرق في الجدية مضمونا، ويبقى ذا تأثير قوي ونافذ متى ما تمكن طارحه من ادواته.
والسخرية هي آخر وأقوى التداعيات نحو تلك المشكلة او ذلك الهاجس الذي يؤرق هذه الذات ويقلق راحتها.
والنتاج الادبي الساخر هو في الغالب نتاج ساخن,, قلبت نونه !! راء !! لترقيقه حتى يصل بسهولة للناس.
ويكاد يكون ذلك العمل اخطر واصعب الاعمال الادبية، لأنه يحتاج لمعايير لقط غاية في الدقة وادوات حبك دقيقة عند سبكه بقالب أدبي كما يحتاج لأرض بسيطة يسير عليها ويهيئها لنفسه، ولغة دارجة يتحدث بها تملك من المرونة ما يجعلها تصل الى اكبر شريحة من الناس.
الشعر يعتبر من ارقى فنون الادب وأكثرها ذيوعا لدى الناس.
وصياغة الشعر الساخر ستحظى بلا شك بنجاح كبير متى ما استطاع الشاعر امتلاك أدوات وآليات السخرية الهادفة.
الشعر هو لسان زمانه، والشاعر هو المنتج الوحيد لهذا الشعر الكثير من القضايا والهموم التي نعيشها مع كل دقيقة في حياتنا!! الا ترون معي انها تشكل ارضا خصبة لانتاج هذا الشاعر الساخر وظهوره من خلالها؟
كما انها مجال رحب يستطيع ان يلتقط بزواياه الخاصة اكثر واهم تلك الهموم والقضايا بأسلوب يكفل له النجاح في الوصول للناس.
الشاعر الساخر يستطيع ان يكون معول بناء في مجتمعه، وضميرا حيا له، يستطيع ان يسمو بالحميد من الصفات في ذلك المجتمع, وان يكون صوتا قويا ومسموعا يردع وينبذ الرديء من الصفات الدخيلة على ذلك المجتمع.
ان نجاح ذلك الشاعر يرتبط ارتباطا وثيقا بمقدار علاقة الشاعر بقضاياه التي يطرحها فمتى كان رباطه بها وثيقا وسعيه لحلها حثيثا فانه سيتمكن من النجاح كشاعر صادق.
يجب ان يفسح المجال لهذا النوع من الشعر، لتكون رقعة انتشاره اوسع مما هي عليه الآن.
عبدالرحمن حمد العتيبي