الحقيقة تُحتم علينا دائماً ان نكون أكثر واقعية ومصداقية فالطموح والمجد لايمكن الوصول إليهما بيسر وسهولة بل يحتاج منا الى صبر وجهد وتعب واخلاص وتضحية حتى يتحقق لنا مانصبو ونطمع الى تحقيقه من هذا المنطلق يمكنني ان اوجه رسالة الى معلمي الفاضل.
عزيزي ومعلمي بالأمس وزميلي في المستقبل ان شاء الله ماذا جعلت من مهنتك وماذا قدمت لطلابك؟!
فلاشك الكل منا يعلم ما للمعلم من مكانة عظيمة في المجتمع فهو المحور الرئيسي وركيزة من ركائز العملية التعليمية.
عزيزي المعلم، مهنة التدريس أمانة في عنقك، نعم مهنة التدريس شاقة ولكنها ممتعة تحب من يعطيها وقته وجهده وهنا تكون ذات طابع خاص ومميز تجد فيه نفسك وكأنك تبحر في جو من المتعقة يسوده الأخلاص وحب الكفاح والمجد للوصول الى الغاية المنشودة والأمل المتجدد لتحقيق طموح المستقبل بإعداد جيل يصارع ويكافح ليجني ثمار جهده وجهدك معه، فهؤلاء الطلاب هم أمل المستقبل، ألا تعلم كم تسعد النفس بلقياهم!!
عزيزي المعلم دعني أهمس في اذنك ربما غفلت او نسيت أنك تتعامل مع أغلى مايملكه المجتمع إنهم فلذات أكبادنا إنهم جيل المستقبل.
عزيزي المعلم انك عندما تستفتح يومك بطلابك فإنه لابد لك ان تشعر بالفخر والاعتزاز وبحجم المسؤولية على عاتقك لأنك انت من تزرع في نفوس طلابك حب العمل والتعلم، انت من تسهم بعد توفيق الله في ابداع الطلاب وذلك بصقل مواهبهم وتوظيفها لما فيه مصلحتهم، انت من له الفضل بعد الله في ان يصبح ذلك طبيباً، وذلك مهندساً، وذلك ضابطاً، لابد انك لم تنس انك كنت يوماً ما طالباً ولك ذكريات مع معلميك تدين لهم بالفضل بعد الله في وصولك الى ما انت عليه الآن، ضع عزيزي المعلم نفسك مكان هؤلاء الطلاب وتذكر انك في يوم من الأيام كنت طالباً وتعلم كم للمعلم من قيمة ودور فاعل وكبير في مستوى الطلاب وفي تعامله معهم وفي ايصاله للمعلومة بأسلوب شيق وممتع وبسيط، وتعلم مايعانيه الطلاب من مشاكل ومايواجهونه من صعوبات، ألا يستحق ذلك منك عزيزي المعلم وقفة صادقة تحاسب فيها نفسك وماعملته تجاه طلابك.
عزيزي المعلم,, رسالتك كبيرة وعظيمة يجب عليك مراعاتها والجد والمثابرة من أجلها فما الذي يمنعك من الإبداع في اضافة الجديد لمستقبل طلابك؟!
تأكد انك دائماً تمثل لهم الأب والأخ والصديق الذي يقدرونه ويحترمونه ويأخذون بنصائحه وآرائه وأنك في نظرهم القدوة الحسنة في تصرفاته وفي معاملته وفي حسن خلقه، عزيزي كن دائماً صادقاً مع نفسك أولاً ثم مع طلابك ثانياً لكي ترتسم في نهاية المطاف بسمة النجاح يعلوها أمنيات صادقة بالتوفيق وبمواصلة المزيد من العطاء ولدي قناعة بأن معلمينا في هذا البلد الحبيب على قدر من الثقة والمسؤولية وقادرين بإذن الله على إعداد جيل يكمل المسيرة ويخدم دينه ونفسه ووطنه.
وفي ثنايا رسالتي هذه لا بد لي من ذكر من يستحق الاشادة فأنا مدين لمعلمين كثر ولكن هناك من ترك له مكانة خاصة في نفسي واتمنى ان يسمح لي المقام بذكرهم وهم استاذي ومعلمي الفاضل سليمان صالح الزيدي استاذي ومعلمي في المرحلة المتوسطة والثانوية عبدالله غزازي الحربي، وأيضاً الاستاذ علي سليمان الدغيم واستاذي ومعلمي العزيز عبدالله محمد البطاح، واستاذي علي عبدالله الجربوع، واستاذي علي عبدالله الجدعي فلقد كانوا لي الموجه والناصح ان أخطأت.
أتمنى لهم مزيداً من التوفيق والنجاح.
عبدالله صلاح الحربي
كلية إعداد المعلمين بالرس