عُرس خارج المقارنة سلمان بن محمد العُمري |
القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي أنزله على رسول البشرية النبي الأمي محمد - صلى الله عليه وسلم - ليبين المنهج الرباني الذي ارتضاه الله تعالى لعباده سبيلاً لهم إلى السعادة في الدنيا والآخرة - بإذن الله -.
لقد تكفل الله - سبحانه - بحفظ الذكرالحكيم :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، وهذا كان بوسائل عديدة سخرها الله تعالى على مر العصور، ليكون القرآن الكريم محفوظاً في الصدور والعقول قبل السطور والحمد لله ، وكانت الوسائل تختلف من وقت لآخر ومن جيل لجيل، ولكن بالنهاية كانت تصب كلها في سبيل واحد ألا وهو حفظ كتاب الله تعالى.
ما أغلاه من كتاب، وهو الذي تلهج به ألسنة أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في أرجاء الأرض قاطبة، ما أعظمه من منهج ، وهو الذي وضعه رب العباد لخير عباده وصلاحهم ، ما أثمنه من كتاب وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
لقد كانت بلادنا الخيرة وعلى مر العصور البلد الأمين الذي أراده الله لنصرة الإسلام والمسلمين على الدوام وفي كل مكان، وكان الدعم يأتي على كل المستويات قيادة وحكومة رشيدة وشعباً كريماً معطاءً، لقد سخرت بلادنا الحبيبة كل إمكانياتها لخدمة الإسلام والمسلمين، أما كتاب الله فقد حظى بنصيبه الذي يستحقه من الرعاية، فقد كانت الطبعات المتميزة والتي بفضلها تم توزيع كتاب الله بملايين النسخ وبلغات متعددة، وفي كل أرجاء العالم، وكانت هناك الجمعيات الخيرية لحفظ القرآن الكريم، وقد وصلت بيوتها إلى كل أرجاء المملكة.
أما الدعم فكان من الجميع كل حسب طاقته، وكان الدعم الكبير والمميز على يد رجل الخير وصاحب الخير الذي جعل من مسابقته الطيبة وسيلة لحفظ كتاب الله، وتشجيع أبنائنا على حسن حفظه وتجويده.
إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض- حفظه الله - ،صاحب الجود والكرم والمآثر الطيبة الكريمة التي لا يمكن حصرها بسطور وصفحات، لا بل كتب.
في مسابقة هي عرس بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، عرس رباني يرتضيه الله لعباده ، عرس مادته كتاب الله ، وحضوره أناس كرماء، جعلوا القرآن الكريم روحهم وحياتهم، وحفظوه في صدورهم وأتوا به لينطلق به لسانهم، إنها المسابقة التي انطلقت فعالياتها، ويا لها من خير الفعاليات، ضمت (82) متسابقاً، ويا خير السباق، سباق نحو الخير وفعل الخير، في جو إيماني بديع له خصوصيته الجميلة.
لقد كان الاستعداد على المستوى المطلوب، فقد جندت وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إمكاناتها المادية وطاقاتها البشرية في وقت مبكر لاحتضان وتنظيم مسابقة الجائزة المباركة، كي تظهر بالمظهر اللائق بها، والمناسب لها، وشكلت لجان متعددة تعمل دون كلل وملل، وعلى مدار 24 ساعة في اليوم الواحد، ومن أبرزها وأهمها لجنة العلاقات العامة والإعلام التي تضطلع بمسؤوليات كبيرة، ويحرص معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على متابعة هذه الجهود خطوة بخطوة، موجهاً ومعيناً وداعماً لكافة خطوات العمل الخيرة، وذلك حتى تحقق تلك المسابقة الخيرة أهدافها المباركة بما يليق بها، وبراعيها الفذ، والمشاركين فيها حملة كتاب الله الكريم.
ومن الاهتمامات والعناية أنه قد تم تشكيل لجنة تحكيم خاصة بالذكور، ولجنة أخرى خاصة بالأخوات من الإناث، وذلك ليتم التحكيم والاختيار في عرس لأهل القرآن، تزف فيه كوكبة مباركة من الناشئين والشباب من أبناء وبنات وطننا الحبيب بعد تنافس استمر عدة أيام، تزفهم للفوز ، وأي فوز ، إنه أعظم فوز وأغلى هدية ، لقد كان التنافس كبيراً، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، في لقاء صافٍ، وتجمع طيب مبارك.
أما أولئك المتسابقون فإنهم يمثلون كل المملكة، وقد تم إعدادهم بالشكل اللائق، وكان وراء ذلك جنود مجهولون، لا يجوز لنا أن ننساهم، إنهم المسؤولون عن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الذين يعدون، ويشرفون، ويتابعون منذ البداية إعداد الأبناء والبنات لتأهيلهم للالتحاق بالمسابقة الطيبة، وقد أكد لي عدد من رؤساء الجمعيات خلال لقائي بهم أن هذه المسابقة بمعانيها السامية وهذا التشجيع الذي لا يعرف الكلل من الدولة المباركة - أيدها الله - تجاه الجمعيات والحفظة كان له الأثر الكبير والواضح والجلي لزيادة الإقبال على هذه المسابقة، وزيادة حدة التنافس بين النشء ، لقد صدق من وصف دويهم في الحلقات بدوي النحل، ويا له من نغم محبب للعقل لذيذ على النفس.
إن عطاء صاحب السمو الملكي قد أدى لاتساع جو المنافسة الشريفة والبريئة في أعظم ميدان وذلك ثمرة طبيعية لهذه المكرمة النبيلة وجزاء الأمير سيكون ما تنطق به عقول وألسنة الحفظة وكل أهلهم وذويهم ، لا بل كل الوطن من دعاء له بالتوفيق والسؤدد، دعاء وشكر على الرعاية الكريمة المتميزة، إنها الرعاية والمبادرة النبيلة التي تعودنا عليها من صاحب الخير، وإن شمولية الرعاية للبنين والبنات ستزيد من رصيد مملكتنا الغالية من الحفظة، وهؤلاء أغلى من ذهب الأرض وجواهرها، لأنهم حفظة لكتاب الله، لأنهم يعيشون الحياة الإسلامية الصحيحة والتربية الإسلامية القرآنية التي تحقق سلامة الفطرة واستقامة السلوك للأبناء والبنات.
إن المسابقة تعتبر شاهداً مميزاً على عناية ولاة الأمر بالقرآن وأهله، وهي امتداد للنهج الذي سار عليه الملك المؤسس الموحد المغفور له بإذن الله عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -.
هذه هي الأمة الواعية التي تشد من عزم أبنائها، وتحضهم على التسابق في دروب الخير والعطاء، كي نعيد للأمة الإسلامية عصورها الزاهية، إنها جائزة الأمير سلمان التي جاءت من أمير تشهد له الساحة الإسلامية على اتساعها في داخل المملكة وخارجها على أنه صاحب الخير ورجل الخير، إن أياديه بيضاء مباركة في العون والمؤازرة للأفراد والجماعات والهيئات والمؤسسات.
لقد اقترن اسمه الكريم ، وبشكل وثيق، بكل فعل للخير، وهذا ليس بمستغرب إطلاقاً، فهو ابن موحد المملكة وصقر الجزيرة الملك المغفور له عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله -.
إن رعاية سموكم الكريم للجائزة ولحفظة كتاب الله لهو وسام على صدورنا جميعاً، وإن مكرمتكم لهي تواصل لرسالة المملكة في رعاية الإسلام والمسلمين وفقكم الله وسدد خطاكم وأنار بجهودكم طريق المسلمين ,, والله ولي التوفيق.
|
|
|