* بيروت أ,ف,ب
دانت القاهرة وبيروت اليوم السبت الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة على المنشآت المدنية في لبنان والتهديدات الاسرائيلية التي تلتها ودعيا الى استئناف مفاوضات السلام وذلك في بيان مشترك صدر عن الرئيسين المصري واللبناني حسني مبارك واميل لحود في ختام زيارة مفاجئة قام بها مبارك الى بيروت.
وشدد الرئيسان في ختام الزيارة التي استمرت ساعات معدودة على حق المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي حتى التحرير وعلى ان المقاومة هي نتيجة للاحتلال وليست سبباً له .
واكدا ادانتهما للاعتداءات الاخيرة التي استهدفت المدنيين والبنى التحتية في لبنان والمرافق الاقتصادية,, التي تشكل خرقاً سافراً لتفاهم نيسان/ ابريل .
وحذرا من استمرار اسرائيل في محاولة تجاهل التفاهم لأن ذلك لن يؤدي الى تغيير المعادلة الحالية بين المقاومة والاحتلال بل من شأنه ان يؤدي الى تصعيد غير محدد النتائج .
واعربا عن تمسكهما بعملية التسوية وفقاً للمبادىء والاسس التي انطلقت منها في مدريد (1991) مشددين على ضرورة استئناف مفاوضات السلام العادل والشامل.
كما ادانا التهديدات الاسرائيلية التي اطلقت بعد الاعتداءات على المنشآت المدنية لانها تتعارض مع القوانين والمواثيق والاعراف الدولية ولا سيما لجهة استخدام القوة العسكرية والتعرض للمدنيين .
واكد الرئيسان المصري واللبناني على ضرورة التحصين العربي لكل المسارات بما فيه التلازم اللبناني والسوري .
وشددا على ان الركيزة الاولى لتحقيق السلام تكمن في الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة قائلين: إن القاعدة الاولى للسلام تكمن في انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي العربية المحتلة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي حتى الحدود المعترف بها دولياً ومن الجولان حتى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 ومن الاراضي الفلسطينية وعلى تأكيد حق العودة للاجئين .
واوضح البيان ان المباحثات التي جرت في جو من الاخوة والتفاهم شملت العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك والاوضاع الاقليمية الراهنة وبصورة خاصة مصير عملية التسوية وتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد وصل امس السبت الى بيروت في زيارة مفاجئة هي الاولى من نوعها يرافقه وفد من كبار المسؤولين المصريين يضم خصوصاً وزير الخارجية عمرو موسى ووزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية محمد ابراهيم سليم ووزير الكهرباء علي فهمي الصعيدي ومستشار الرئيس للشؤون السياسية اسامة الباز.
وتأتي زيارة مبارك الى لبنان بعد ان عبرت القاهرة عن قلقها ازاء الجمود في عملية السلام العربية الاسرائيلية وانتقادها الغارات الاسرائيلية التي اسفرت عن تدمير منشآت كهربائية في لبنان وجرح 22 مدنياً ليل السابع الى الثامن من شباط/ فبراير.
هذا وفي رد فعل امريكي للتظاهرات في بيروت ضد واشنطن اكد مسؤول امريكي ان بلاده تراقب باهتمام وقلق التظاهرات المناوئة لها في بيروت خاصة وانها تتزامن مع وصول تقارير من سفارتها في المنطقة والتي تحدثت عن عمق الاستياء العربي من هذا الموقف.
ونقل راديو مونت كارلو امس عن المسؤول نحن نحترم حرية التعبير والتجمع ولدينا الثقة بقدرة الحكومة اللبنانية على صيانة الامن وحماية المنشآت الدبلوماسية .
واوضح ان هناك اصوات في الاوساط الرسمية الامريكية طالبت باتخاذ موقف مع معاناة الشعب اللبناني وخلق مسافة بين واشنطن واسرائيل مشيرا الى ان مصداقية امريكا كوسيط نزيه قد ضعفت في المنطقة.