*حوار: عبد الحفيظ الشمري
الأديب والقاص علوي طه الصافي صاحب تجربة ابداعية ومعرفية متميزة اثرت ساحتنا الثقافية بالكثير من الاعمال والابداعات والمساهمات المتميزة,, ليصبح اسمه ملازما للعديد من المراحل التي مرت بها نهضة الثقافة والأدب لدينا.
الأستاذ/ علوي طه الصافي انطلقت اولى اسهاماته الأدبية قبل عقود أربعة تخللتها سنوات متميزة من العطاء الاداري تمثل في رئاسته عجلة الفيصل لما يربو على ستة عشر عاما اسهم فيها باخلاص لان تكون مميزا من منابر الثقافة والفكر لدينا.
وحول جملة من القضايا، والهموم الادبية والثقافية التقينا الاستاذ الصافي ليضيء لنا قناديل هذه العقود الخصبة من الثقافة والأدب,, ليأتي الحوار على هذا النحو:
* علوي الصافي، عرف أديبا وقاصا انتهى به المطاف رئيسا لتحرير مجلة الفيصل ,, أين أنت من هاتين التجربتين؟
من قال لك ان المطاف حسب تعبيرك قد انتهى بي رئيسا لتحرير مجلة الفيصل ,, فأنا لم اتوقف,, ومازلت اشارك وأسهم بكتاباتي وأعمالي المتواضعة من خلال صحافتنا والتي تعد المنبر الأدبي والثقافي والاعلامي لكل كتابنا أدباء ونقادا,, ودارسين,, وباحثين فلي مثلا زاوية يومية في جريدة عكاظ عنوانها أو اسمها يقول الناس أطرح من خلالها قضايا اجتماعية,, ودينية,, وأدبية,, وثقافية,, وانسانية في حدود جهودي البسيطة المتواضعة.
وهذا النوع من الكتابات عن هموم الناس الفردية والاجتماعية تجعلك اكثر قربا واتصالا بكل شرائح المجتمع الكثيرة الواسعة,.
وفي الوقت نفسه تحتم عليك ضرورة الاطلاع على كل ,, أو أغلب ما ينشر في صحفنا اليومية,, ومجلاتنا الاسبوعية على تعددها,, وهو ما يشغل جزءاً من وقتي الذي اشغل الاجزاء الاخرى منه في قراءاتي الاخرى للكتب والمحاضرات والندوات,, والابداعات الأدبية المحلية على اختلاف أنواعها وأجناسها,, الى جانب الاطلاع على الدراسات والبحوث المتنوعة التي تتوفر لي بطرق مختلفة,, يساعدني في ذلك عدم التزامي بأية وظيفة تتطاول باهتماماتها الاستهلاكية الادارية اليومية على أية ساعة من ساعات وقتي.
وما أكثر السنين التي أضعتها من عمري في الوظيفة .
*هل بعد هذا الحديث ما يجعلك تتصور انتهاء المطاف بي.
وهذا الشق من سؤالك قد يعني او يوحي بأنني توقفت عن العطاء,, واختفيت في زوايا النسيان المظلمة,, وهذا غير صحيح مع افتراضي لحسن نواياك,, وكرم مشاعرك,, واهتمامك النبيل بشخصي وجهودي المتواضعة البسيطة في مجال الهم الأدبي والثقافي والاجتماعي .
ومرحلة عملي رئيسا لتحرير مجلة الفيصل التي أتمنى لها دائما من أعماق قلبي المخلصة كل نجاح وتقدم,, وتجدد، لأنها جزء مهم من عقلي ونفسي وتاريخي ولانني بدعم الأمير الصديق الانسان خالد الفيصل المادي,, والعقلي,, والنفسي طوال ما يقارب 16 عاما وفقني الله ان اضع لبنات تأسيسها من الألف الى الياء وتحقيق بعض النجاح لنشرها وانتشارها الى حد بلغت فيه اعداد ما كان يطبع منها شهريا 70 ألف نسخة,, وهذا رقم يبدو لي انه كبير بكل المقاييس بالنسبة لمجلة ثقافية أدبية علمية رغم قصر عمرها الزمني حيث استقبلها القراء العرب والمسلمون في منطقة الوطن العربي,, وبعض مناطق الدول الاسلامية,, والعالمية التي يوجد بها قراء عرب تحت قابلوها بحفاوة واهتمام وعناية.
ومن الجدير بالذكر ان مجلة بانوراما البحرينية سبق ان نشرت استفتاء في وسط قرائها عن ابرز المجلات الثقافية الشهرية في الوطن العربي فجاءت نتيجة الاستفتاء باحتلال مجلة الفيصل للمركز الثاني بعد مجلة العربي الكويتية التي احتلت المركز الاول رغم التفاوت الزمني في عمري المجلتين فقد صدرت مجلة العربي الكويتية قبل مجلة الفيصل بما يقارب 15 عاما الى جانب كل ما تتميز به مجلة العربي من دعم مالي رسمي كبير بصفتها تصدر عن وزارة الاعلام الكويتية في الوقت الذي كانت مجلة الفيصل تقوم بدعم مالي محدود كان يقوم به رجل فرد هو الأمير خالد الفيصل يحفظه الله وهو دعم رغم محدوديته الا انه يعد دعما كبيراً,, فهناك فوارق كبيرة بين دعم مؤسساتي رسمي واسع,, وبين دعم انسان فرد واحد مهما كانت امكاناته المادية ,, ولكن دعم هذا الفرد الكبير الكريم المواطن السعودي المخلص العقلي والنفسي اكثر اثرا وتأثيرا في نجاح الفيصل من أي دعم مالي والمجلة ما تزال تتألق الى اليوم,, ولتواضع هذا الأمير الكبير في كل اعماله ومشاريعه لم يكن يسمح لنا بذكر مثل هذه الحقائق وغيرها التي يطول الحديث عنها,, ولأنه كان يؤمن بأن العمل الصادق والعمل وحده مع اخلاص الجهود في العطاء الثقافي والعلمي المستمر أكثر كفاية,, وأصدق ترجمة واقعية لتحقيق نجاح ومستوى المجلة من أساليب الدعاية بحثا عن الشهرة والذيوع فالعمل المخلص الجاد المتجدد كان هو أسلوب هذا الأمير النبيل الذي بلغ به حدا رفيعا انه لم يضع اسمه على المجلة كمؤسس وممول لها وصاحبها فأنشأ دار الفيصل الثقافية لتكون الواجهة والصدارة لها في صدور المجلة عنها.
كما بدأت اقول انني اعد مرحلة عملي في الفيصل من أخصب مراحل تاريخ حياتي المتواضعة عملا وعطاء وتأتي على رأس معطياتي الأدبية والثقافية المتمثلة في كتاباتي,, وفي اصدارات كتبي المتواضعة المطبوعة في مجال القصة ,, والنقد ,, والمقالة ,, والدراسات المختلفة الى جانب جهودي المتواضعة جدا في مجال أدب الطفل الذي رشحت بموجبها لجائزة الملك فيصل العالمية في العام الذي خصصت فيه جائزة الأدب العربي لأدب الطفل,, وقد تم ترشيحي لها من قبل جامعة الجزائر وجامعة وهران بالجزائر وجامعة القاضي عياض في مدينة مراكش المغربية وجامعة الخليج العربية بالبحرين,, وندوة شباب العالم الاسلامي بالمملكة.
فعليك وعلى القارىء الكريم حق الحكم على هذه التجارب وموقعي المتواضع من خلال هذه التجارب دون الاستطراد في هذا الحديث الذي طال على عكس ما كنت ارجو ان يكون قصيرا لكن سؤالك كان واسعا وفضفاضا لا يجنب الانسان هذا الاستطراد الذي قد يكون مملا ولهذا اعتذر ملحا في الاعتذار لمن تجشم عناء قراءة هذه الاجابة.
* كيف ترى ساحة الأدب والثقافة الان من واقع الحركة المعاصرة؟
الحديث عن هذه القضية وتقييمها أو تقويمها ربما جاء مسكونا بالافتئات,, التجاوزات غير الموضوعية التي لا تقرها المناهج العقلية العلمية الموضوعية المعاصرة التي يفترض فيها ان ترصد الظواهر الأدبية والثقافية,, وأبعادها وتأثر هذه الظواهر بغيرها من الظواهر العربية والعالمية,, ومدى تأثيرها المباشر او غير المباشر على الساحة - حسب تعبيرك - المحلية او غير المحلية وهذا هو مجال دراسات الموازنة العربية المرتبطة بلغة واحدة,, ومجال الدراسات المقارنة العالمية المرتبطة بلغات مختلفة,, واذا كانت دراسات تاريخ الأدب العربي المعروفة قد التزمت في عمومها بمسألة الزمن المرتبطة بالحكم السياسي فقسمت تاريخ الأدب العربي الى تاريخ الأدب العربي في الجاهلية ,, وتاريخ الأدب العربي في صدر الاسلام ,, وتاريخ الأدب العربي في العصر الأموي ,, وتاريخ الأدب العربي في العصر العباسي ,, وتاريخ الأدب العربي في عصر الانحطاط ,, وتاريخ الأدب العربي في عصر النهضة واخيرا وليس آخرا تاريخ الأدب العربي في العصر الحديث ,, وهناك دراسات حديثة تشير الى قسم جديد هو تاريخ الأدب العربي المعاصر ,, وهذا الربط الزمني السياسي لرصد حركة تاريخ الادب العربي اذا كان مقبولا في الماضي عرفا او اصطلاحا او واقعا لدى مؤرخي حركة تاريخ الأدب العربي فاننا نرى بتواضع جم ان تتخلص منه الدراسات التاريخية المعاصرة والحديثة والمستقبلية التي يجب ان ترصد حركات تاريخ أدبنا العربي بالظواهر الأدبية والفنية بمنأى عن زمن الحكم السياسي المتعسفة,, لأن حركة تاريخ أي أدب أبطأ من حركات زمن الحكم السياسي مع اعترافنا بتأثير تاريخ الزمن السياسي في رصد حركات تاريخ الأدب من خلال الظواهر الادبية والفنية وبالتالي الأخذ باعتباراتها لكنه من الناحية الموضوعية العلمية الفنية يجب ان يقوم تقسيم تاريخ الأدب العربي على تاريخ بروز وظهور الظواهر الأدبية والفنية التي لا تبرز وتظهر بمجرد ظهور الحركات الزمنية السياسية السريعة في قيام متغيراتها المتلاحقة والمتمثلة في أشكال وأنواع أزمان الحكم السياسي وافرازاتها ,, فاذا كان من الممكن قيام حكم سياسي معين على انقاض حكم سياسي سابق له,, فان كثيرا من المتغيرات الجديدة للحكم السياسي اللاحق تظهر في وقت أقصر من الوقت الذي يأخذه بروز وقيام ظواهر ادبية وفنية جديدة على انقاض ظواهر أدبية وفنية سابقة,, وهذا ماهو سائر وواقع في دراسات رصد تاريخ الحركات الأدبية في العالم القائمة في تقسيمها على الظواهر الأدبية الفنية,, فأنت تجد مثلا ما يسمى بحركة تاريخ الأدب الكلاسيكي ,, وحركة تاريخ الأدب الرومانسي ,, وحركة تاريخ الأدب الواقعي وغيرها من حركات تاريخ الظواهر الأدبية والفنية مثل الوجودية ,, ورالعبثية وأدب اللامعقول ,, وأدب اللامنتمي ,, وأدب الشيئية الخ هذا التقسيمات القائمة على الظواهر الأدبية والفنية,, وهذا ماهو حاصل في تاريخ ظواهر الفن التشكيلي من فن كلاسيكي ,, وآخر انطباعي ,, وثالث تكعيبي ,, ورابع,, سيريالي وخامس تجريدي وسادس وحشي ,, الخ ظهور او نشوء وبروز الظواهر الفنية التشكيلية العالمية,, فهم لا يؤرخون لأدب وفن قيصري ,, او نابليوني ,, او جورجي او بريطاني ,, او فرنسي ,, او اسباني ,, او يوناني ,, او ألماني ,, الخ هذه التقسيمات السياسية الخصوصية,, وحين يؤرخون لأي أدب,, أو فن يحرصون في الأساس على بروز الظواهر الادبية والفنية بشكل عام ثم يضعون او يحسبون لها خصوصيتها المكانية السياسية مثل تاريخ الأدب الكلاسيكي الانجليزي ,, او الفرنسي,, او الاسباني,, او الالماني,, او الامريكي وهذا ما يطبقونه على غيره من الظواهر الأدبية مع مراعاة خصوصيته المكانية السياسية والأمر نفسه بالنسبة لتاريخ الفن التشكيلي وظواهره الفنية العالمية التي أشرنا اليها.
هذا باختصار مع ان التوسع فيه يطول,, ويطول,, ولا أدري فيما اذا كانت اجابتي لم تخرج عن صلب السؤال حسب فهمي القاصر المتواضع,, وفوق كل ذي علم عليم.
ولا ننسى ان نشير اخيرا الى ان حركة الساحة الأدبية والثقافية المحلية كما يحدد السؤال من الطبيعي ان تمر بمراحل نشاط وكمون ,, ومراحل مد ,, وجزر بحكم ظروف الأدباء الشخصية,, والبيئية والزمنية.
* هل تجد في الأدب ضالتك المفقودة اذا ما أنصتنا الى تلك المقولات التي تشير الى تقلص الهموم الانسانية المقنعة في طروحات الأدباء؟
وهذا يا عزيزي سؤال واسع وفضفاض ومركب تصعب الاجابة عليه أو عنه بالصورة الموضوعية المطلوبة,, ولهذا اسأل:
* من هم اصحاب هذه المقولات من الدارسين والباحثين والنقاد التي تفترض تقلص الهموم الانسانية؟
ان الهموم الانسانية تزداد,, وتتعدد,, وتتنوع حدة وتفاقما في هذا العصر الأقشر أكثر من العصور السابقة,, والقضية لا تحتاج الى توسع في الشرح وايراد الأدلة,, والبراهين والحجج,, والقرائن,, ولدى العارفين والعالمين بظواهر الأمور,, وبواطنها الخبر اليقين ثم اسأل,, ماذا تقصد بمصطلح المقنعة في طروحات الأدباء؟
انني في الوقت الذي أسألك فيه هذا السؤال اعترف انني فهمت من ناحية,, ولم افهم من نواح أخرى عديدة.
* هل تتابع ما ينشر اليوم من ابداعات,, وهل لفت انتباهك توهج العمل الروائي؟
أتابع الى حد ما,, وفق جهودي المتواضعة,, أما العمل الروائي المحلي فقد استطاع رغم عمره القصير أن يثبت وجوده بشكل جيد وملموس,, وهناك كوكبة ناجحة من اسماء الروائيين المحليين استطاعت ان تضع بصماتها الخاصة على تضاريس فن الرواية والمستقبل كفيل بالاعتراف بجهود هذه الكوكبة المتوهجة الواعدة بعطاءات اكثر في هذا الجنس او النوع السردي الأدبي,, وسوف يكون للرواية المحلية كما هو ملموس حاليا خصوصيتها,, وبروزها على مستوى العالم العربي,, والعالمي ان شاء الله,, وسوف تكون مجالا خصبا لدراسات متنوعة مهمة فنيا,, واجتماعيا,, وانسانيا وحقلا مثمرا للبحوث المختلفة,, وان كنت اشعر بغياب الدراسات النقدية لمعطيات الفن الروائي والقصصي للابداعيين المتأخرين رغم وجود نقاد على درجات رفيعة من المستويات الجيدة نقاد لهم تخصصاتهم الأكاديمية,, واهتماماتهم الخاصة بالرواية,, والقصة القصيرة,, والأقصوصة القصة القصيرة القصيرة جدا المتميزة بتكثيف الرؤية,, والحدث الدرامي والجمل القصيرة المتلاحقة في تتابع وايقاع سريعين بحيث لا يتعدى طولها صفحة,, أو أسطر صفحة من كتاب من الحجم الصغير.
* من وجهة نظركم,, هل تغيرت احوال الثقافة والمثقفين هذه الأيام؟
هذا التغير امر وارد,, وحتمي بحكم ايقاع هذا العصر السريع,, المتلاحق الخطوات,, والأحداث,, والافرازات,, والركود والجمود من صفات,, الموتى لا الاحياء,, والمتغيرات عديدة,, ومتنوعة ليس على مستوى احوال الثقافة والمثقفين فحسب اليوم بل على كل المستويات,, والاصعدة,, شئنا أم لم نشأ,, وهذه سنة الحياة,, والاحياء في كل زمن,, وكل مكان,, فلا توجد مقاعد اليوم للمتثائبين,, والمتفرجين ومقاعد الحياة كلها اليوم حركة,, وركض ولهاث.
* هل استرعى اهتمامكم من طروحات الأدباء اسماء ادبية يمكن لها ان تتبوأ مكانة مناسبة؟
الطروحات التي استرعت اهتمامي لا بأس بها,, وان كنت لا أميل الى الطروحات الفانتازية والمتمردة حتى على ثوابتنا,, والجانحة في افكارها بتأثير دراسات اصحابها في جامعات خارجية تحث على التمرد وتشجع على الجنوح من خلال مناهجها الغريبة,, الطارئة,.
انني انسان اميل الى توظيف العقل الانساني السليم في عمليات الاخذ والعطاء,, والفرز الموضوعي بين ماهو جيد وانساني,, وبين ما هو عبثي وصاحب هوى,, ونزعات نفسية شاذة,, وثقتنا في عقليات ابنائنا المثقفين كبيرة ان شاء الله وكل النزعات والأهواء تأخذ حدها ثم تعود الى جادة الصواب,, ومشكلة البعض القليل والمحدود جدا انه حين يعود الى بلاده من دراسته في الخارج يحرص ساعيا,, وبالحاح واصرار قد يصلان الى حد العناد في محاولات لاثبات وجوده,, ونحن لا نعترض على ذلك لانه حق من حقوقهم لكن ليس على حساب ثوابتنا وقيمنا واخلاقياتنا ومشكلة هذا البعض القليل والمحدود، الاولى انه يتعجل الامور في ممارسة حقه في اثبات وجوده,, مع ان المجتمع يرحب به,, ويكرمه,, ويعطيه كل الفرص المعقولة في حق اثبات الوجود دون شطط او تمرد,, او جنوح او عبث!!
ومشكلته الثانية,, والطامة انه يتصور انه المثقف الوحيد الذي له الحق في صنع المتغيرات الاجتماعية,, والثقافية على هواه,, وهوى نزعاته وهذه المشكلة,, او الطامة نرى ان الزمن كفيل بكبح جماحها وجنوحها واعادتها الى الطرق الصحيحة السليمة,, ويجب ان نحتويه,, ونحتضنه,, ونسكنه في عقولنا وقلوبنا حتى لا نخسره,, ونخسر طاقاته الانتاجية الواعدة!!
واعذرني في عدم استطاعتي ذكر الأسماء,, لأن ذكر الأسماء وسيلة غير مجدية,, وأهم ما يجب ان تتميز به هو العطاء المثمر والانتاج المفيد للمجتمع,, وأقول لهذا البعض القليل المحدود ما قاله الشاعر العربي:
جاء شقيق حاملا رمحه
ان بني عمك فيهم رماح
* الابداعات الشعرية والنثرية هذه الأيام هل ستخلد كمرحلة,, أم انها ستكون مجرد أصوات عابرة؟
دع الزهور يا عزيزي تتفتح,, وتتنفس,, وتفرز همومها,, والتنبؤ بخلودها او عدم خلودها قضية تحكمها أيام وشهور وسنوات المستقبل,, وان كان بعضها يؤكد حضوره بشكل جيد,, وبعضها الآخر يزحف على بطنه وبعضها ينطط ,, ولله في خلقه شؤون.
* نود أن تقيم لنا دور الأندية الادبية,, ترى هل خدمت الأدب والأدباء بحق؟
سؤالك يوحي بأنها لم تخدم الأدب والأدباء بحق,, وهذا شعورك الخاص,, لكنني أرى ان بعضها استطاع ان يقوم بدوره بشكل جيد,, وبعضها يتثاءب,, وبعضها يصرخ وبعضها يزعق,.
الشيء الملاحظ واللافت للنظر هو هذه الديمومة ,, والاستمرارية لرؤساء اغلب الاندية,, في غياب التجديد,, وضرورة ادخال دماء جديدة والذي اعرفه او اتذكره ان نظام الاندية لا يقر هذا الديمومة لرؤساء الاندية,, وانه لابد من اجراء تغييرات من خلال انتخابات مجالس الاندية.
لكن من ابرز ايجابياتها هي نجاحها في تحريك جانب النشر,, واصدار الكتب بحيث اثرت مكتبتنا المحلية,, الى جانب اصدار بعضها لدوريات او مجلات متخصصة لها قيمتها واثرها وتأثيرها,, وكان لنادي جدة في هذا الجانب الصدارة والاولوية في الكم ,, والكيف ,, وبعضها له دورية لكنها تتعثر فلا تصدر بشكل منتظم,, وما يميز اي عمل,, وأي نشاط أدبي او ثقافي ليس في البداية ولكن في الاستمرارية .
ومعروف ان بعض الاندية رغم عمرها القصير,, ونشأتها المتأخرة الا انها استطاعت ان تقدم شيئا يذكر مثل نادي حائل في اصداراته وتشجيعه للاقلام الواعدة وتقديمه دورية مثل رؤى .
واختصر حديثي عن الاندية او النوادي الأدبية في بلادنا هو ان لا تعتمد في الحكم لها او عليها على الآراء الفردية المتسرعة والعابرة,, بل يجب ان يكون الحديث عن كل ناد على حدة,, ومناقشة سلبياته,, وايجابياته ولهذا اتمنى رافعا صوتي بصدق واخلاص وامانة ان تقوم الصفحات الادبية بفتح ملف لكل ناد من خلال طروحات موضوعية دقيقة ومنصفة من واقع نشاطات كل ناد هذه الطروحات التي يجب ان تقوم على زيارات ميدانية لكل ناد ورصد نشاطاته منذ نشأته,, مع التعرف على مشروعاته المستقبلية ومن خلال هذه الملفات الميدانية المباشرة يمكن ان نتوصل الى حقائق الامور دون الاعتماد على الاراء والامزجة الشخصية الفردية المتعجلة,, وان نربط بين نشاطات هذه الاندية بعمرها الزمني كما وكيفا وبالتالي الخروج بنتائج الاستقراءات,, والاستنباطات الموضوعية العملية لكل ناد ومن ثم الحكم له او عليه.
وحبذا لو قامت الصفحات الأدبية في جريدة الجزيرة بهذا العمل التاريخي بفتح هذه الملفات التي سيكون لها أثرها واسبقيتها,, وهو عمل سوف يحمد لها على كل المستويات,, فما رأيك يا عزيزي لو اخذت بهذا الاقتراح وتنفيذه من خلال صفحات الجزيرة الأدبية,, وبتحقيق هذا الاقتراح سوف نحقق مجموعة من الأهداف أبرزها:
* التأرخة لهذه الأندية.
* رصد نشاطاتها ايجابا وسلبا .
* وضع حد او نهاية للآراء الفردية والشخصية المبتسرة,, والأمزجة المتقلبة المحكومة بالسطحية واصدار الأحكام على عواهنها,, هذه الآراء الفردية والشخصية والأمزجة التي قد تضر اكثر مما تفيد,, وقد تسيء الى الاندية أو بعضها دون ان تحسن اليها.
* كشف العقبات,, والمثبطات,, والعوائق التي يتعرض اليها بعض الأندية سواء من خلال سوء الادارة,, وضعف الامكانات العامة,, او الخاصة المتمثلة في ضعف حينا,, وعجز أحيانا لكفاءة القائمين عليها.
* المطالبة بالحاح في انشاء اتحاد عام يجمع شتات نشاطات هذه الاندية,, ويحقق حسنة او ميزة التنسيق بين نشاطات كل ناد وناد منعاً للتكرار والمفارقات,, والتنافرات.
* دراسة مشكلات النشر,, وعمليات التوزيع المعدومة التي تحد من فعاليات نشاطات الأندية.
* والمهم ايجاد جسور للاتصال بالكتاب والمبدعين في المملكة وحفزهم للعطاء,, وتشجيعهم.
* تشجيع الاقلام الشبابية الواعدة,, واتاحة الفرصة للظهور واثبات الوجود بداية والنضج والعطاء نهاية,, اكتفي بهذا,, واستغفر الله العظيم!!
* ماذا قدمت للطفل من أدب,, وابداع؟
لا أدعي انني قدمت شيئا يذكر مقابل ما قدم البعض من زملائي,, وهو عطاء لن يتوقف عند هذا الحد فالطموح متوفر,, والامكانية والحمد لله موجودة,, والرغبة في زيادة العطاء وتنميته لن تتوقف ان شاء الله.
|