بعد أن اسدل الستار وانفض السامر وودعنا مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية بدأت الآراء والانطباعات تأتي تباعاً عن هذا المهرجان الوطني الحافل بجميع النشاطات المختلفة, والكثير منها اقتراحات تدور حول تطويره وتوسعة فعالياته مستقبلا,, وهذا المهرجان الحيوي هو بلا شك جهد مميز وثمرة يانعة زكية وخطوة حضارية يقدم عليها الحرس الوطني كل عام للمشاركة في البناء والنماء والترويح وربط الماضي المجيد بالحاضر الزاهر السعيد، وقد وفر له جميع مقومات النجاح بسخاء,, ومن هنا فإنني اضم صوتي الى صوت من ينادي ويطالب بأن تظل أبواب وأسواق القرية التراثية مفتوحة طيلة العام بعد تطويرها وتهيئة الكوادر المتفرغة المؤهلة لتشغيلها لتكون متنفسا سياحيا وترفيهيا وتسويقيا لسكان هذه العاصمة الكبيرة المتطورة ولزوارها,, ويكون الدخول اليها برسوم رمزية مناسبة,, واتخاذ مثل هذه الخطوة وتنفيذها ليس بغريب ولا مستكثر ولا مستحيل ففي كثير من عواصم العالم الكبرى ومنها بعض العواصم العربية تحتضن مراكز تراثية وحضارية تحكي تاريخ وتطور هذه العواصم بنماذج وصور حية للسائحين والزائرين طيلة أيام السنة,
والجنادرية انموذج حي ومشرف لمثل هذه المراكز وتحمل صورة زاهية لحياة الآباء والأجداد وتاريخ حافل وناطق يحكي الواقع بأمانة عما كانت عليه بلادنا في الماضي قبل ان تدب فيها مظاهر الحياة الحديثة وعهود الطفرة وأسباب التقدم المادي في هذا العهد الزاهر,
وفكرة استمرارها طيلة العام أمنية يتطلع اليها الجميع,, فياحبذا لو تم تنفيذها ولو بالتدرج بحيث تكون مفتوحة يومي الخميس والجمعة ومن ثم يضاف اليها الأربعاء وهكذا,, والتجربة كما قيل أكبر برهان,, والله الموفق,