نوافذ د, الغذامي أميمة الخميس |
لا أعتقد بأن الجائزة التي حصل عليها د, عبدالله الغذامي، تخصه وحده بقدر ما تمثل وساماً معلقاً فوق المشهد الثقافي المحلي، الذي يشغل فيه د, الغذامي حيزاً واسعاً ومميزاً، وأهم من هذا كله,, فاعلا,.
وتتخذ تجربة د, الغذامي خصوصيتها من خلال عدة محاور:
1 كونه يمتلك مشروعه الادبي والفكري الخاص، هذا المشروع الذي يمتلك هيكلية أكاديمية ثابتة ومتينة، ومن ثم يكتمل بناؤها عبر الحرص والدأب والالتزام، والصلة الدائمة مع المحيط الثقافي المحلي والعالمي إما عبر الصحافة أو عبر الانتاج المنتظم والجاد في الوقت نفسه.
وهذا بالضبط ما يفتقده كم وافر من الأكاديميين والنقاد المحليين حيث تنحصر انتاجاتهم في نثار مشتت بين هناك وهناك دون الالتزام بمشروع متكامل والعمل ضمن اطاره.
2 ذهنية متوقدة ونادرة في قدرتها على مقاربة الاسئلة ومن ثم تفتيقها وتفتيتها ومن ثم إعادة بنائها من جديد في شكل مبدع ومشرق، طروحاته استطاعت أن تقفز فوق (الشرك) الأكاديمي الممل والرتيب الذي يجعل من الكتابات الأكاديمية سلعة ممجوجة تقتصر على البحاثة او المريدين، لتتحول تلك الكتابات إلى مغارة عجائبية، تشعل قناديل الدهشة والتوهج في الأماكن الخاملة والراكدة.
3 يمتلك حساً نضالياً في الدفاع عن مشروعه الثقافي، بحيث يستطيع السير به بمهارة وحذق وسط حقل من الألغام, ولعل هذا الحس لا يكون إلا لأولئك الذين يؤمنون بأن الجوهرة هي بين فكي التنين,, ولا ينالها إلا الندرة.
لا أريد أن أفتقد الكثير من الموضوعية وأبدو مسرفة في كيل المديح ل د, الغذامي، ولكن أعتقد بأنها كلمة شكر ووفاء لأستاذ كريم نعتز بتميزه على مستوى العالم العربي.
وابن لهذه الرمال التي تنتج عقولاً وأدمغة وليس (عسبان نخيل) وشركات لتكرير النفط فقط.
|
|
|