لا اعرف كم مرة التقى الفلسطينيون والاسرائيليون لاجراء محادثات ضمن لجان التفاوض المتعددة سواء تلك المتعلقة ببحث الوضع النهائي او لقاءات اللجان المتعددة، او لقاءات الرئيس ياسر عرفات وايهود باراك,,, فاللقاءات كثيرة وتحتاج الى عداد الا ان الذي اعرفه ويعرفه الجميع ان كل الاجتماعات تبدأ بالمصافحة,, وتنتهي بابتسامات، وان عدسات الكاميرات تصور وفلاشات الاضاءة تومض,, الا ان المحادثات واللقاءات تنتهي بلا نتيجة,,!!
وللذين يمتلكون ذاكرة قوية كم من لقاء تم منذ بداية هذا العام,, عام 2000؟!!
في المقابل، ماذا تحقق من كل تلك اللقاءات,,؟ وماذا استفاد الفلسطينيون ,,؟!!
الجواب ,, لايحتاج الى ذاكرة قوية او ضعيفة ,, ولاحتى عداد لانه بكل بساطة لم يتحقق اي شيء، حتى الذي اتفق عليه في عام 1999 في شرم الشيخ,, لم ينفذ الجانب الاسرائيلي منه اي شيء,, في حين نفذ الفلسطينيون وبالذات الشق الامني كل شيء,,!!
ماذا يعني هذا وبماذا نسميه,,؟!!
وزير خارجية مصر عمرو موسى اجاب عن ذلك معبرا عن ضمير كل العرب، والفلسطينيين منهم بالذات في وصفه للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بانها لعبة مكشوفة تماما، مثل السلام على شاشات التليفزيونات والابتسامات دون مضمون ودون تحقيق تقدم حقيقي على ارض الواقع .
يواصل موسى وصف تلك المفاوضات بأن مجرد اجتماع المفاوضين في عدة لجان على مدى ايام بدون تقدم اصبح نوعا من التهريج والكوميديا التي بدأنا نضحك لها .
الرئيس ياسر عرفات سبق وزير الخارجية المصري بوصفه المفاوضات مع الاسرائيليين بأنها مفاوضات عبثية .
والنتيجة التي وصل اليها الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية المصري وقبلهما ملايين الجماهير العربية والفلسطينية بالذات تجعلنا نتساءل الى متى يقبل الفلسطينيون تلاعب الاسرائيليين بهم الى هذا الحد,,؟!! واذا كانت القيادة الفلسطينية لاتزال تأمل خيرا بالوسيط الامريكي فان كل ماحصل من الاسرائيليين من مماطلة وتسويف,, وصمت ولامبالاة من الامريكيين تفرض على القيادة الفلسطينية ان تواجه المماطلة الاسرائيلية والصمت الامريكي، ولعل اولى الخطوات التي يجب ان تقدم عليها القيادة الفلسطينية وتعلنها بوضوح لالبس فيه الا وهي وقف المفاوضات مع اسرائيل.
ثانيا: تسريع جهود اعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على اسس صحيحة لايمكن الخروج عنها دون النظر لما يقدم من إغراءات فتات السلام .
ثالثا: تعبئة الجماهير الفلسطينية داخل الاراضي الفلسطينية سواء في الاراضي المحررة التي تدار من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية او تلك التي لاتزال ترزح تحت نير الاحتلال فيما يسمى بمناطق ب وج وتهيئة هذه الجماهير لاستئناف انتفاضتها الفلسطينية.
رابعا: كخيار لابد منه، ولابديل عنه ، عندما لا تنفذ اسرائيل ايا كانت الحكومة التي تحكمها برئاسة باراك، او شبيهه نتنياهو ، فلابد الايترك الفلسطينيون الكفاح لانتزاع حقوقهم السياسية والانسانية المشروعة، والكفاح له صور متعدة، فالكفاح السياسي يعني التمسك بالقرارات الفلسطينية دون تميع او تراجع كاعلان الدولة الفلسطينية التي تأخر وتأجل اعلانها بسبب وعود، تأكد بأنها وعود كاذبة,, واذا تطلب الامر العودة للكفاح المسلح، فانه سيكون حتما افضل شرفا وعملا، من تأدية ادوار الممثلين في مسرحية السلام الموعود,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com