Saturday 19th February,2000 G No.10005الطبعة الاولى السبت 13 ,ذو القعدة 1420 العدد 10005



بعد أن كان ميداناً لأسبوع الشجرة
المجاز ضحية الفوضى والتدمير المقصود

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركات,, وبعد
ينادي المختصون والمثقفون في هذا الوطن الغالي بضرورة المحافظة على البيئة بل وتقدم الحكومة ايدها الله الكثير والكثير في سبيل ذلك وقد لا يتصور احد خطورة الامر ما لم تحد به الصدف لمشاهدة شيء من انواع ذلك التدمير البيئي على يد الانسان اجاركم الله من تلك الصدف .
رحلة خلوية قصيرة كنت اظن ان اكون سعيدا بعدها، ولكن انتابني على اثرها شيء من التحسر ثم وقفت اتأمل ضاما صوتي لمن سبقني في هذا المنوال، ومناديا اخواني في هذا الوطن الغالي مسؤولا كان او مواطنا بالمحافظة على البيئة في كل مكان والعمل كل حسب قدرته بما يساعد على ذلك بل وان نتذكر ما اوصى به ديننا من ضرورة المحافظة على نظافة الطريق واماكن الظل والماء ثم الوعيد الشديد لمن خالف ذلك,
نعم يرى الانسان ما يحزن على الطرق العامة مما يفعله بعض الاشخاص هداهم الله في رمي القمامة على جانبي الطرق بشكل يقزز النفس ويسبب الاذى لعابر الطريق بل وحتى الاشجار والكائنات الحية بصفة عامة، فما يضيرك اخي الكريم لو صبرت قليلا حتى تصل بذلك لاقرب حاوية للنفايات على طريقك وبهذا تخرج من دائرة المسؤولية امام الخالق ثم الخلق وامام نفسك لو حدثتك بالمثالية يوما ما.
هذا ما يخص المواطن ولكن الموضوع اكبر بكثير عندما يغض المسؤول طرفه عن رؤية الحقيقة رغم وضوح الضرر وتحسر الصغير والكبير على اماكن التنفس العامة بل وحتى النادرة في بعض الاحيان كما سأورده بعد قليل قبل شروعي في الموضوع اوضح للقارىء الكريم انني لست من المجاورين للموقع الذي سأتحدث عنه ولا يعود علي نفع منه لا من قريب ولا من بعيد الا كلمة حق لزم علي ابلاغها .
بكل تلهف يتحدث العامة عما كانوا يعرفونه عن المكان الخلوي الجميل بطبيعته الرعوية النادرة في سراة عبيدة بل وما يحويه من اماكن لسقيا الماشية حتى في احلك ظروف الجفاف، الا وهو المكان المسمى المجاز ، فما هو المجاز؟ هي مساحة من الارض تقدر ب50 كم 2 تقريبا يحدها من جميع الجهات قرى قديمة السكنى وقريبة منه جدا، بصرف النظر في السابق عن استصلاحه زراعيا عند من يدعي ملكية جزء منه او كله اذا جاز التعبير وعند كافة المجاورين نظرا لاهميته الرعوية في زمن كانت الثروة الحيوانية من اهم ركائز الاقتصاد في هذا الجزء من وطننا الغالي, ومما يدل على انه فعلا مكان ذو شأن من الناحية الزراعية ويمكن الاستفادة منه,, اختير من قبل المكتب الزراعي في سراة عبيدة لتنفذ فيه ايام التشجير المعروفة اسبوع الشجرة , هكذا المحاولة قائمة وجادة واقتطع جزء منه فعلا, ولكن انظر ماذا يقول الواقع؟
لقد تناسى الجميع ما يحكيه الواقع الاصيل وما يضمره القلب الحزين وما يعلنه كل مخلص، تصور ان الزارع يزرع وان سيارات القمامة والمحارق تدمر، نعم انه مكان اصبح يجمع بين متناقضات الحياة الماء والخضرة والهواء الطلق من الله، والقمامة والتدمير الشرس من الانسان، زيادة على ما يجلبه ذلك التعدي من مخاطر صحية لا يمكن حصرها للمواطنين المجاورين وللكائنات الحية بصفة عامة, ثم ان هذا المكان الوحيد في المنطقة الجنوبية الذي تنطلق منه مياه الامطار ومن نقطة واحدة في ثلاثة اتجاهات لتغطي جزءا كبيرا من تراب هذا الوطن الغالي، الى بيش والى بيشة والى تثليث، نعم منه منابع تلك الاودية العريقة في الجزيرة العربية .
ومن هنا نقول ما هو مستقبل المساحات الزراعية المجاورة له مباشرة والبعيدة عنه ايضا وهو يحتل هذا المكان المهم، ثم يا ترى من المنتصر اخيرا؟ المكتب الزراعي في سراة عبيدة بطاقمه الصغير المتواضع الامكانات رغم دعائنا له واهتمام صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بالمساحات الخضراء وتنميتها, ام تلك الشاحنات المخيفة بجراراتها ونيرانها المتسعرة ودخانها المتصاعد كالضباب، ومن يصفق لها من العابثين غير المقدرين لاهمية المحافظة على البيئة من المواطنين الذين يرمون انواع المخلفات على الطريق المؤدية لمكان الحرق مدمرين الكيلو مترات العريضة قبله.
فالضرر لم يقتصر على مكان ضيق كما يخيل للقارىء بل تأثرت كل الطرق وما جاورها المؤدية لذلك المكان ثم ان الرياح تعمل باستمرار على نشر اكياس البلاستيك خاصة وما شابهها الى مسافات ليست بالبسيطة في كل اتجاه مشكلة مناظر تدمع لها العيون.
نعم اصبح ذلك المكان رغم جماله في السابق وقيمته الخلوية والرعوية ونضرة اشجاره، مكانا مخيفا يسكنه المجهولون والنسور والقردة وكافة الجوارح, وتتصاعد منه اعمدة المحارق التي لا يمكن ان تخطىء روائحها انوف البشر اين ما ذهبت يمنة او يسرة.
ومع انني قبل عدة سنوات اشدت في هذه الصفحة الموقرة بما تقوم به البلدية بمحافظة سراة عبيدة من جهود جبارة نحو الصالح العام وفعلا كان ذلك هو الواقع في حينه والمأمول حتى الآن ولكن اتساءل مثل غيري عسى ان الهمم ما زالت كما عهدنا وهل التفكير قائم لانقاذ ذلك المتنفس، ان كان الامر ايجابا ففيه اجر كبير ومصلحة عامة بل ودرء للخطر عن المواطن والحياة الفطرية بشتى صورها, فالموضوع لم يقتصر على محرقة فقط بل تضررت عشرات الكيلو مترات بالجملة وما حولها من القرى.
عوض سعيد آل شائع
سراة عبيدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved