وزعت ادارات المدارس الحكومية الابتدائية على طلابها استبيانا دعت فيه الراغبين من اولياء الامور في تسجيل أبنائهم ومشاركتهم في دراسة مادة الحاسب الآلي بناء على التوجيه الذي تلقته هذه المدارس من وكالة التطوير التربوي بوزارة المعارف، المتضمن ادخال البرنامج المشترك بين وزارة المعارف وفيوتشركيدز العالمية بواسطة تربويين متخصصين في تصميم مناهج الحاسب الآلي للاطفال ودعت الراغبين في تسجيل ابنائهم الى دفع مبلغ خمسمائة ريال للفصل الدراسي.
ولا شك ان الجميع مدرك لما للحاسب الآلي من اهمية قصوى في الحاضر والمستقبل ونقول حسنا فعلت وكالة التطوير التربوي، حينما تنبهت اخيرا لاهمية هذا الجانب، ولكن ما نود الاشارة اليه هو توقيت الدراسة في الفترة المسائية, حيث ان هذه الفترة تعتبر غير مناسبة سواء بالنسبة للطالب صغير السن الذي يحتاج لهذه الفترة لعمل الواجبات المدرسية وجزء من هذا الوقت للراحة واللهو الحر غير المقيد الذي يعتبر ضروريا ومهما لمن هم في هذه السن ليستعيد نشاطه الذهني والجسدي ولا يخفى على التربويين اهمية هذا الجانب لهؤلاء.
اما ما يتعلق بأولياء الامور فربما ان الكثير منهم يكون لديهم عمل في الفترة المسائية او ظروف اخرى لا تمكنهم من احضارهم في الفترة المسائية واعادتهم مرة ثانية, ويكفيهم مشقة احضارهم للدراسة في الفترة الصباحية واخذهم في فترة الظهيرة.
وما دامت وكالة التطوير التربوي قد ادركت اخيرا اهمية هذه المادة وانها اصبحت ضرورة حياتية للطلاب لمواجهة مستقبلهم الاكاديمي والوظيفي، فلماذا لا تكون دراستهم لهذه المادة ضمن الجدول الدراسي الاسبوعي الصباحي كما هو معمول به في المدارس الاهلية الخاضعة لاشراف وزارة المعارف بحيث يخصص له حصتان او ثلاث بدلا او بالتناوب مع حصص مادة الرسم على ان تدفع الرسوم المقررة لادارة المدرسة ليحقق البرنامج الهدف المنشود ولتعم الفائدة الجميع.
اما الموضوع الآخر الذي اود طرحه على التربويين في الوكالة والذي لا يقل اهمية عن تعليمهم للحاسب الآلي وهو اللغة الانجليزية واقول لقد حان الوقت لاقرار تدريس مادة اللغة الانجليزية هي الاخرى للصغار بدءاً من المراحل الاولى في المدارس الابتدائية، ما دام اقر تدريس هذه المادة في رياض الاطفال والمدارس الابتدائية الاهلية الخاضعة لاشراف وزارة المعارف الا يكفيهم لاقرارها ما يعانيه ابناؤنا وبناتنا من تعثر في دراستهم واخفاقهم في النجاح في هذه المادة بسبب عدم تدرجهم في دراسة هذه اللغة منذ الصغر.
الا يكفي انها تقف حائلا امام قبول معظم أبنائنا الخريجين للعمل في اغلب الشركات التي اصبحت هي الخيار الوحيد امام الكثير منهم بسبب عدم اتقانهم للغة الانجليزية ام اننا بحاجة الى سنوات اخرى من السبات يليها الافاقة المتأخرة لندرك بعدها اهمية ذلك كما هو حاصل الآن بالنسبة للحاسب الآلي.