عزيزتي الجزيرة
في عودة الطيور إلى اوطانها بعد هجرتها وارتحالها من مكان إلى آخر، لونٌ جميلٌ من ألوان العشق للمكان الاول, والحب والحنين الذي يتدفق من انفاس هذه الطيور إلى تربتها الاولى، وأوكارها الصغيرة.
وبتجدد الوقت,, تتجدد الطيور معلنة الهجرة والرحيل من مكان إلى مكان, ومجسدةً في أسرابها معنى الصراع القائم في هذا الزمن من اجل البحث عن العيش الكافي, والحياة الآمنة.
نعم إنها الهجرة التي يعيشها جنس البشر كذلك, عبر هجرات زمنية متتالية، يقوم بها البشر جماعات أو افراداً، ليعيشوا مهاجرين من مكان إلى آخر بحثا عن المكان الأفضل.
وربما فراراً من مكانٍ قاس على نفوسهم وحياتهم والمسلمون وحدهم هم الذين يمارسون اليوم بكل ألم وبدون انقطاع هذا النوع المحزن من الهجرة المريرة من مكان إلى مكان .
فتحية للطيور المهاجرة التي تجسد لنا في هجرتها معنى التلاحم والترابط الروحي في سبيل الحياة الآمنة المطمئنة لها ولأجيالها من بعدها.
وتحية للذين مارسوا الهجرة وعايشوا لحظاتها فأبدعت مواهبهم وأحاسيسهم ليعودوا وهم اجمل ابداعا، وأخلص شعورا وتفانيا في العمل.
وتحية خاصة لأمثال اولئك الافراد العائدين إلى مجال صحافتهم وكتاباتهم والجزيرة عاشت بالأمس لحظات الابتهاج بعودتهم ورجوعهم.
أجل ,, إنهم العائدون من هجرتهم إلى أوكارهم الاولى التي ألِفتهم وملؤوها ابداعاً وفناً وحياة.
عبدالله زبن البدراني