عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم 9999 تحقيقا تناول الكتاب السعودي الذي ما يزال يعاني من ازمة في التوزيع والانتشار، مع انه لا يشكو من قلة الجودة ومما يؤكد ذلك ان بعض مؤلفينا استطاع ان يصل بمؤلفاته الى العالمية، حيث ترجمت مؤلفاته الى لغات عالمية مختلفة، وبالتالي فانني اعتقد من وجهة نظري الخاصة ان مما قلل من انتشار مؤلفات بقية مؤلفينا هو ارتفاع سعرها سواء داخل المملكة او خارجها، فمن غير المنطقي مثلا ان يدفع رب اسرة متوسطة الحال او طالب عشرين ريالا أو اكثر لكتاب واحد مع توفر كتب لادباء عرب وعالميين مشهورين بسعر اربعة ريالات بل بريالين وهي سلسلة كتب الجيب، ثم اعتقد ايضا انه اذا تحملنا نحن كسعوديين ارتفاع سعر كتب ادبائنا لمعرفتنا بهم وبتميز انتاجهم، فان من لم يقرأ لادباء سعوديين قبل ذلك قد لا يكون مستعدا لدفع هذا المبلغ، واذا كان ادباؤنا الافاضل يرون ان نوعية الورق المستخدم في طباعة كتبهم وجودته وفخامته هي المؤدية الى هذا الارتفاع، حينها سأتساءل هل نحن نشتري كتبا لنضعها ديكورا لمكتباتنا؟!
لا اعتقد ذلك، فهواة القراءة يقتنون الكتب ليقرؤوها بغض النظر عن فخامة الورق المستخدم في طباعتها أو بجودته، فالمهم في نظرهم المضمون، ومما يؤكد ذلك الازدهار الكبير لمحلات الكتاب المستعمل التي يوجد بها كتب ذات ورق اصفر باهت ومع ذلك يقبل هواة القراءة على اقتنائها.
وختاما اوجه رسالة الى ادبائنا الافاضل مضمونها، انه اذا كان ولا بد من طباعة مؤلفاتكم طبعات فخمة ومرتفعة السعر، فلما لا يكون معها طبعة شعبية تكون متاحة للجميع، خاصة انه كانت لصاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في كتابه الموسوم مقاتل من الصحراء تجربة ناجحة في هذا المجال، تستحق الاشادة والاحتذاء.
علي بن زيد بن علي القرون
حوطة بني تميم