عزيزتي الجزيرة
كثر الكلام عن السعودة والندوات الموجهة لأرباب العمل واصحاب الشركات والمؤسسات للتخفيف من عبء البطالة الواقع على الدولة, ولكن حتى الان لم نبلغ الهدف المشنود في اقناع القطاع الخاص رغم الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة والمتمثلة في قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على القواعد الموضوعة من مجلس القوى العاملة لزيادة عدد العمالة السعودية في منشآت القطاع الاهلي وبمتابعة مشكورة من قبل وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التجارة والصناعة.
ومع ذلك نجد الخطوات نحو تحقيق ذلك لدى القطاع الخاص بطيئة التوجه بالرغم من انه مطالب بشكل كامل ولو بالتخفيف في امتصاص البطالة الواقعة ومطالب بتفهم ابعاد المشكلة كواقعة في مجتمع هو من افراده وعليه القناعة التامة بأبعاد المشكلة والاحساس بالمسؤولية تجاه بلده كما انه مدين لهذا الوطن الكريم بما استفاده من قروض وتسهيلات لبناء منشآته ومؤسساته فالأولى به ان تكون منه المبادرة الاولى في تخفيف الازمة ولو كان من مبدأ تبادل المنافع المشتركة على الاقل.
ولأنها ليست مشكلة حكومة وحدها فهي بالتالي مشكلة كل فرد لأنها تمسني وتمس كل شخص في مجتمعي بالضرر بصورة مباشرة او غير مباشرة, إذن فهي تنال مني ومن كل موظف ورب اسرة وصاحب عمل في مؤسسة وشركة ولكن ضررها ينال الدولة اقتصاديا بالدرجة الاولى من خلال تسريب العمالة المستوردة لثروات الوطن للخارج بسبب عدم قبول القطاع الخاص ورضاه في الايدي الوطنية المؤهلة ووضع العراقيل امامه فنحن علمنا اولم نعلم نسعى إلى استنزاف ثرواتنا للخارج وبالرغم من اننا لو احللنا الأيادي الوطنية مكان الأيادي المستوردة لكانت ثرواتنا اولا وأخيرا في حوزتنا ونحن الذين نتشدق ونقول المقولة الحلوة (سمننا في دقيقنا أحلى).
إن ذلك السلوك التجاري من قبل اصحاب القطاع الخاص وتلك النظرة القصيرة التي لا ترى سوى اقصر السبل والطرق للربح دون مراعاة أو إدراك لعواقب قد تحصل او تحدث جراء ذلك على مجتمعه وأقله ما يصاحب بعض العمالة المستوردة من عادات وتقاليد اعتادوها باسم الحرية والاباحة جهلا او يقينا فمن يأمن شرهم وسمومهم في هذا البلد الطاهر مع ما يمثلونه من خليط في الاديان والمذاهب وجهلنا التام عن السجل السلوكي لأي مقيم.
أنا وأنت وكل ذي عقل ندرك ذلك تمام الادراك ولكن هل يعقل ان نكون اعداء انفسنا واعداء ابنائنا وأحفادنا والاجيال القادمة تلك الفئات التي من حقها ان تعمل وتنعم وتعيش لتؤدي دورها المطلوب في بناء الوطن باعتبار ذلك حقا من حقوقه وواجب علينا كبارا ان نفسح لهم المجال ونذلل كل ما يعترض طريقهم فنحن السابقون في قطف حلو الثمار اليانعة من خير الوطن فحق علينا ان نترك لهم بعض القطاف في ظل تزايد الايدي وتعاقب الاجيال.
إن على القطاع الخاص ألا يرى بمنظاره التجاري الوحيد وانما عليه ان يترك ذلك المنظار ليرى بمنظار دولته بعيدا ينمو بحمايتها ويكبر باستشارتها ومساعدتها الذي هو الآن احوج ما يكون إليها في ظل ما توفره من دعم للقطاع الخاص وهو يخطو خطواته الاولى في الالفية الثالثة وما طرأ على العالم من ضرورة وتوجه نحو عولمة التجارة.
وأخيراً قد أكون لممت جوانب الموضوع قليلا او كثيرا ولكن اصدقكم القول اني عشت تلك المواقف الانانية من قبل اصحاب القطاع الخاص دون اي شروط مني قبل بضع سنوات عندما كنت اوزع صوراً من مؤهلاتي الدراسية على بعض المؤسسات والمهن التي لا تتطلب علوما بل سواعد قادرة على الحمل والتنزيل فقط، والآن وبعد تحسن الوضع بأفضل مما كنت انشد بفضل الله ثم بلدي الذي اجزم بأنه جاد ويجود بأكثر من طاقته اجد نفسي اقف مع اخواني ابناء وطني مؤازرا لهم وأقول من صبر ظفر وان الحلول قائمة بالبشر من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين فالمساعي حثيثة وجادة على قدم وساق لإيجاد التوازن الكريم بين ابناء الوطن حتى وان كلف ذلك الكثير والجهد العسير على سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز فتلك وكما يعلم الجميع من اولوياته الموضوعة وسموه لا يألو جهداً في سبيل ايجاد الحلول الملائمة والتي تكفل للكل حقهم في خدمة هذا الوطن الغالي ولن يغيب عن ذهني الجهود المتوالية من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع وزارة الصناعة لتسهيل كل السبل وتقديم الافضل وتيسيره لأبناء مملكتنا الحبيبة.
وفق الله الجميع وتوج كل اعمالهم ومساعيهم بكل خير وفير إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منصور محمد السبيعي