في يناير الماضي تسلمت اسرائيل أول غواصة من ثلاث غواصات من طراز دلفين ألمانية الصنع.
وجاء في تقارير وكالات الأنباء العالمية التي تناقلت أنباء الصفقة ان أي واحدة من هذه الغواصات الثلاث يمكن أن تطلق صواريخ مزودة برؤوس نووية!
وقبل أنباء هذه الصفقة لتعزيز قوة سلاح البحرية الإسرائيلية، أبرمت اسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية صفقة لشراء 60 طائرة قاذفة مقاتلة من أحدث طراز في الترسانة الأمريكية وهما طراز اف 16 واف 15 .
وتكلف الصفقة 4 آلاف مليون دولار أمريكي!
وكان وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين قد صرح في آخر زيارة قام بها لإسرائيل في نهاية القرن الماضي بأن الولايات المتحدة ستؤمّن تفوق اسرائيل العسكري في المنطقة,, وهو تفوق واضح على ما لدى جميع الدول العربية من سلاح وعتاد حربي!
ويوم الثلاثاء الماضي اقترح مارتن انديك السفير الأمريكي الجديد لدى اسرائيل إبرام معاهدة دفاع مشترك بين الولايات المتحدة واسرائيل اذا ما تم تحقيق السلام بينها وبين الدول العربية.
وتواترت الأنباء من واشنطن عن جهود حثيثة تبذل الآن لصياغة هذه المعاهدة!
ومع ذلك فإن اسرائيل أزعجها أول أمس نبأ يقول ان مصر تبذل مساعي من أجل الحصول على عدد من الغواصات الألمانية وسارعت السفارة الاسرائيلية في بون بإرسال تقرير الى القدس عن زيارة المشير محمد طنطاوي وزير الدفاع المصري لألمانيا بدعوة من نظيره الألماني حيث تم بحث صفقة الغواصات.
وكشفت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية ان ممثلين اسرائيليين رسميين سارعوا إلى مطالبة مسؤولين كبار في الحكومة الألمانية بعدم الاستجابة للطلب المصري، وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاسرائيليين قد أثاروا هذا الموضوع في محادثاتهم أول أمس مع الرئيس الألماني الذي انتهت أمس زيارته لاسرائيل!.
ومعنى كل هذا ان اسرائيل - كما قال وزير خارجية سوريا أول أمس - لا تريد سلاماً ولكنها تريد أن تعتمد على القوة العسكرية.
وليس هناك تفسير آخر غير رغبة اسرائيل في التعامل مع الدول العربية بمنطق القوة العسكرية التي تريد بها ان تفرض إرادتها عليهم وإجبارهم على التسليم لإرادتها.
وأصدق دليل على ذلك هو مواصلتها في مساعي بناء قوتها العسكرية وتزويد قواتها المسلحة بأحدث منتجات تكنولوجيا السلاح من أمريكا وغيرها مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا,, هذا بجانب أنها أصبحت حقيقة وواقعاً دولة نووية.
في حين تحاصر بجهودها السياسية والدبلوماسية كل تحرك عربي للتزود بسلاح حديث حتى لو كان سلاحاً دفاعياً وليس هجومياً.
حقيقة ان اسرائيل لا تريد السلام ولا تهتمّ بما قد تؤدي إليه عملية السلام الحالية من فشل وانهيار.
الجزيرة