بيننا كلمة محيط جهيّر,, وسعاد د , ثريا العريّض |
صديقة متابعة لكل ما يستجد على ساحة الكتابة خاصة من القلم النسائي سألتني: هل قرأتِ ما كتبته جهير المساعد عن المرأة وحق الخلع؟ وما ذكرت بإسهاب عن رفض الرجال لموضوعها؟ عجيب أن يتصدى أحد مطالباً بعدم إثارة الموضوع,, حقوق المرأة في الإسلام معروفة والخلع واحد منها,.
قلت: معلوم,, ولكن ما تثيره جهير هو: أين ذلك من الممارسة؟
حوار مع صديقة ثانية قرأت قصيدة الدكتورة سعاد الصباح الأخيرة في ضوء ملاحقة أدب المرأة في الكويت,, وسألتني عن مدى امكانية التزام الصراحة في كتابات المرأة في مثل هذا الجو.
أولا قصيدة د, سعاد الصباح الأخيرة حول موقع المرأة العربية المبدعة في ضغوط المحيط الصارم قصيدة جديدة تبرئها من التهمة الجائرة التي حاصرتها، استئجار قلم توقع له على فاتورة,, وقديمة في أسلوبها ولغتها ومحتواها تؤكد أنها هي ذاتها الشاعرة التي كتبت كل تلك القصائد التي نشرتها من قبل بفحواها الأنثوية الصريحة, رافعة راية التمرد والرفض على ضغوط القبيلة,, صريحة ومباشرة، شاكية وعاشقة وغاضبة ومستنكرة.
قالت: دائماً قصائد سعاد تفيض بالانفعال والغضب والألم,, أترينها تعبر عن واقع المرأة العربية المبدعة عموماً أم إنها تستبطن في ذلك شكوى خاصة, الصدق في التعبير أهم سمات العمل الأدبي، فما مدى توفر ذلك عند الأديبات الخليجيات؟
سؤال في الصميم,, ولكل منا تبرير ما تسمح لنفسها به من الجرأة أو الجبن المغلف بلثام اللغة مجيّرة بضرورات الابداع والتفرد! المبدعة الخليجية، شاعرة أو قاصة أو روائية بصورة عامة تتحمل من تعليمات ومحظورات المجتمع ما لا تعاني مثله الأديبة العربية, ولكن إلى حد كبير ما ينطبق على الأديبة العربية من الضغوط التي تؤثر في ما يتاح لها من امكانية ممارسة صدق التعبير ووضوحه، ينطبق على الخليجية ولكن بصورة أكثر حدة.
ما قرأته وأقرؤه للأديبة السعودية مثلاً يشي بالكثير من الحساسية الاجتماعية والشعور الضاغط بأن المجتمع القارئ يراقبها ويحاسبها ولذلك تأتي كتابات المرأة عندنا محملة بالكثير من الوعظ الاجتماعي والتشوق للمثاليات والحديث عن واقع منفصم بين الأبيض والأسود وازدواجية الرؤية,, عالم المرأة عندنا يدور في مسار مغلق بين المرغوب والمرفوض، والحيرة أمام التناقض الاجتماعي والإنساني، خارج اطار الواقعية الذي يتسم بدرجات الرمادية,, وتكاد تبدو عاجزة عن تقبل ظاهرة طبيعية عامة وهي احتواء الخير والشر في الذات الواحدة.
لن أقول ان في ذلك ابتعاداً عن الصدق في التعبير، وإنما هو انعكاس للمثاليات التي ما زلنا نعايشها حلماً وتلقيناً، ونفتقدها في الممارسات الفعلية السائدة,, مبدعتنا تعكس واقع المرأة اليومي، حيث تعيش بأحلامها في المثاليات وتعايش في واقعها ما لا تستطيع تقبُّله وتحمُّله الا بإغلاق عينيها عن وجودها في براثنه فعلاً، وهي حتى لو استطاعت تصوير الرجل منفصماً ومتناقضاً كما تعايشه في الحقيقة، إلا أنها لا تستطيع تصوير المرأة الا بصورة مثالية، لأن هذا هو ما يفرضه عليها المجتمع.
|
|
|