عندما طلبت من احد اعضاء هيئة التدريس في احد الجامعات السعودية التي تزود اعضاءها في الانترنت عنوانه البريدي وجدته لم يأ ذ بريد الكتروني رغم حبه المفرط للحاسب الآلي فسألته من باب التطفل ولماذا لم تسجل في بريد الجامعة المجاني فقال يا اخي جامعتنا معقدة؟ قلت وما وجه التقعيد؟ قال ان الجامعة تقوم كل شهرين بل اقل بتغيير الكلمة السرية بدعوى الامان من الدخول على المعلومات وبناءً عليه فيجب على الشخص ان يتذكر كلمة جديدة كل شهرين, قلت وهل تعتقد بصواب هذه الاحتياطات الامنية؟ قال لا اعتقد ان الداخلين على البيانات الى هذه الدرجة! ولكنه احتياط زائد!,, الخ, وبنفس الوقت نقل لي احد الاخوة المتخصصين في مجال الحاسب ان بعض الجهات التعليمية في المملكة العربية السعودية لديها شعور لم يثبت رسمياً حتى الآن باختراق يتم اسبوعيا على البريد الالكتروني بهذه المؤسسة ويقومون بتغيير الرقم السري لدى العاملين في هذه المؤسسة التعليمية,.
وبالامس القريب ولاول مرة في تاريخي الانترنتي الذي تجاوز السنة الثامنة تقريبا يتم الدخول على بريدي الخاص من قبل المخربين hackers الهاكر , واستهلاك جميع الساعات 190 ساعة مدفوعة الثمن مقدماً المخصصة لي في تلك الشركة المقدمة للخدمة خلال ايام قليلة الا انه يبدو لي حتى هذه اللحظة ان بريدي الكتروني لم يلحقه اي اذى من حذف للملفات او ارسال رسائل لا ارغب فيها لكنني مازلت خائفاً من ان هؤلاء المخربين قاموا بارسال رسائل لا ارغبها الى جهات معينة او الى احد لا اعرفه بقصد الوقيعة بيننا,, ولا ادري حتى هذه اللحظة ماذا تم في بريدي المخترق!!!
وللامانة لم اقم بتقديم اي شكوى على الشركة المقدمة للخدمة لمعرفتي ان الامر اكبر من حجم هذه الشركة التي مازالت في مرحلة المهد مقارنة بالشركات العالمية الكبرى, ولان الامر صار مألوفاً لدى كثير من المتخصصين وانه يتم رغم انوفهم واحتياطاتهم!,, فقد اعلن في الاسبوع الماضي عن هجمات تخريبية على المواقع العالمية المتخصصة والمشهورة مثل CNN. com, Yahoo.com, Ebay. com, Buy. com, Amazon. com التي قامت ببذل قصارى جهودها فنياًومالياً في تأمين الحماية المطلوبة ولم تفلت من زمام المخربين, ويتنبأ المتخصصون في مجال المعلوماتية بنمو هذه الفئة في العالم لانها تحقق مبالغ عالية, وبما ان هذا يهدد الامن القومي لكل بلد فقد تدخلت الحكومة الامريكية في الموضوع واعلنت وزيرة العدل الامريكية جانيت رينو وفقا لرويترز عن بدء تحقيق جنائي في هذه الاحداث وحذرت من العواقب الوخيمة للمخربين,, ومازالت القضية قيد البحث,.
حقاً ان الاختراق الانترنتي للمواقع وللبريد الالكتروني اصبح امراً ميسوراً وسهلا بل مفصلاً ومحبباً وممتعاً وهواية لدى فئة الشباب المراهقة والمستعرضة وبواسطته يمكن الاطاحة بالشركات والافراد وافلاسهم او ادانتهم وقد تم هذا فعلاً, وبنفس الوقت فقد اصبح هذاالهاجس هو حديث الساعة وحديث المجالس العالمية السياسية والتجارية والاجتماعية واذا كان الامر كذلك فحري ان نشارك العالم في تفكيره وان نساهم في تطويره وتنظيفه وتطهيره من المعتدين المعلوماتيين الذين يتسللون مع اسلاك الهاتف ليلا ونهارا ويعيثون في المعلومات فساداً؟
الامر الذي اريد ان اصل اليه هو ان الامن بجميع انواعه في بلادنا هو هاجس ولاة امرنا حفظهم الله وادام عزهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لكن السؤال هو ما دور رجال الامن في هذا الموضوع وهل هناك لجنة امنية معنية بهذا المرض الذي بدأ يستفحل يوماً بعد يوم؟ وماذا عن التحقيق في الرسائل التي تم ارسالها من بريد الكتروني مخترق وكيف سيتم التعامل معها والتحقيق فيها؟ وماذا عن مكافحة الجريمة بأنواعها التي تتم من خلال الانترنت وكيف يمكن معالجتها؟ اعتقد اننا نحن بحاجة الى دراسة يتم فيها تشخيص واقع الجريمة وصورها على الانترنت وكيفية حدوثها وكيف يمكن معالجتها والتحقيق فيها,,؟ ونحن ايضا بحاجة الى ان يكون لدينا رجال امن متخصصون في الامن الانترنتي حتى لا يؤخذ الابرياء بجرم غيرهم؟ اخيراً هل يمكن القول بأننا بحاجة لمركز يسمى مركز مكافحة الجريمة عبر الانترنت التي تنمو يوماً بعد يوم ومن صورها الاختراق، تدمير الاخلاق، الاعلام وتشويه الحقائق، والرسائل المزيفة، المجموعات المشبوهة,, الخ ؟ املنا ورجاؤنا بصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز كبير بأن تعطى هذه التقنية الجديدة نصيبا من امننا الوطني,.
قبل ان يؤذن بالتجارة الالكترونية وتعلن الشركات افلاسها؟ وقبل ان تدمر اخلاق شبابنا ويستدرجون الى مهالك الردى؟ واخيراً قبل ان يؤاخذ الآخرون بتربص اعدائهم بهم كفانا الله واياكم شرهم وشرورهم؟ آمين.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية