أنت الاجتماعي والانطوائي عبدالمحسن بن عبدالله الماضي |
تتأثر صورة أي منا بمدى الانفتاح أو الانطواء في شخصيته,, والواقع أنه من الصعب تصنيف الناس وفق هاتين الخصلتين, فقد تجتمع الصفتان في شخص واحد كأن يكون ودوداً واجتماعياً في معظم الأحيان بينما يكون منطوياً في أحيان أخرى, وفي المقابل ، هناك أشخاص هادئون ومنطوون على أنفسهم ولكنهم قد يطورون مهارات اجتماعية، وذلك مجاراة لمتطلبات معينة في الحياة.
إن معظم الناس يجمعون بين هاتين الصفتين بالرغم من استحواذ إحداهما على الشخص أكثر من الأخرى.
تتملك الاجتماعيين نزعة خارجية قوية أي أنهم يستمتعون كثيراً بصحبتهم للآخرين، كما يفضلون الحركة والعمل على التأمل، وهم حريصون على كسب محبة الناس لهم وايجاد مكان بينهم.
ومن ناحية أخرى، تتملك الانطوائيين نزعة داخلية قوية ، ويعني هذا أنهم يكونون سعداء بالانفراد طويلاً بذواتهم، يبحثون أموراً في أذهانهم ويكوّنون آراءً محددة.
وعليه فإن الشخص الاجتماعي بشكل عام يكون بحاجة أكثر للاندماج والمشاركة مع الآخرين، عكس الشخص الانطوائي الذي يكون بحاجة أكثر إلى تحقيق استقلاليته بانفراده بذاته.
الانطوائيون والاجتماعيون يمتلكون أساليب مختلفة لتقديم أنفسهم، فالشخص الاجتماعي يسعى لتلقي مؤثرات أكثر من الخارج، بينما يتجنب الشخص الانطوائي المجازفة بالوقوع تحت مؤثرات الآخرين.
ولربما سعى الاجتماعي للتأثير على الآخرين من حوله، لكي يجعلهم يستجيبون له، وبذلك يشترك ويندمج معهم بشكل أوسع،وذلك من خلال,, استخدام لغة الجسد بطريقة أوسع وأكثر تعبيراً,, والظهور بمظهر ودي والتحدث كثيراً.
أما بالنسبة للشخص الانطوائي فإنه يتجنب فرض المؤثرات كالاجتماعي ويكون مشغولاً بنفسه بدلاً من اندماجه مع الناس وتتصف شخصيته وتصرفاته باستخدام لغة الجسد بشكل محدود، وعدم السعي الى التأثير على الآخرين، أو التعبير بحركات تمثيلية أو ارتداء ملابس قد تثير أية ردود فعل من قبل الآخرين,, كما يستطيع العمل بنجاح بالرغم من وجوده في محيط مليء بالفوضى، فالانطوائي يستطيع تحمل الكثير من الفوضى الخارجية حوله مادامت نزعته الداخلية منظمة.
إن كل واحد منا يشكل واقعه الذي يخصه، وحتى نطور أنفسنا فإننا بحاجة إلى تقدير هذا الأمر، وإلى إدراك أن واقع الآخرين قد يكون مختلفاً كثيراً عن واقعنا، وأن أية رغبة في تطوير قدراتنا ستكون محكومة بالفشل، ما لم نعززها بإرادة قسرية للتنفيذ.
|
|
|