Saturday 19th February,2000 G No.10005الطبعة الاولى السبت 13 ,ذو القعدة 1420 العدد 10005



نعم ولا,, يا فياجرا,.
د, محسن الشيخ آل حسان

عودني الأقارب والأهل والأصدقاء والجيران وزملاء العمل في كل سفرة من أسفاري خارج الوطن أن يوصوني باحضار بعض الحاجات لهم بحجة أن وقتهم لا يسمح لهم بالتسوق بالرغم أن نسبة 99,9% من هذه الحاجات متوفرة في أسواقنا العامرة والتي تضاهي أكبر أسواق أوروبا قاطبة والأمريكتين وآسيا وأفريقيا واستراليا,, وباسعار أقل بكثير من سعرها في الخارج,, ولكن كما قلت ان هذه الطلبات أصبحت عادة ويصعب عليّ رفضها لأنني عودت الجميع أن اتصل بهم شخصياً وأسألهم قائلاً:
أنا مسافر إلى فرنسا,, أو بريطانيا,, أو أمريكا,, هل تأمرونني بشيء,, عبارة مجاملة ولكن الجواب دائما يأتي نريد هذا,, وهذه,, وتلك,, وذلك,, إلخ,, الطلبات,.
ويجب ان أضع في اعتباري احضار جميع الطلبات وبدون مقابل بالطبع,, وإذا نسيت حاجة شخص,, فقدته إلى الأبد,, لذا كنت أحرص على شراء جميع الحاجيات قبل أن تلتهم السفرة ما حملت من نقود,.
وفي سفرتي الأخيرة إلى الولايات المتحدة اتصلت بالجميع كالعادة، وسجلت طلباتهم التي لم تختلف عن طلبات المجموعة,, حيث كان الطلب فياجرا ,, وتعجبت من هذا الاتفاق على هدية واحدة,, ومتشابهة من الجميع.
وتساءلت بيني وبين نفسي عن سبب اختيار الفياجرا؟
إنني أعرف أن اكتشاف الفياجرا قبل أقل من سنتين يعتبر أهم المكتشفات في مجال الأدوية منذ فترة اكتشافها حتى الآن.
ويرى بعض المحللين العلميين أن اكتشاف دور الفاجرا في جسم الإنسان، يوازي كثيرا من الاكتشافات العلمية التي تمت في القرن المنصرم، من حيث الأهمية، فهذا القرص الأزرق الصغير حل معضلة من أكبر المعضلات التي يواجهها الإنسان في حياته، وهي التي يعبر عنها الآن خطأ بالعجز الجنسي، وهي حالة تصيب الرجل في أي سن من سني عمره، ولكنها أشد ما تكون عند كبار السن.
وكتمت تساؤلاتي الكثيرة عن سبب حاجة زملائي إلى الفياجرا,, وسافرت إلى أمريكا,, وذهبت إلى أول صيدلية بالقرب من الفندق,, واحترت في كيفية طلب الفياجرا من الصيدلية الأنثى,, خصوصا وأن طلبي يزيد عن العشرين علبة وكل علبة تحمل ثلاثين حبة وكل حبة تحتوي على خمسين مليغراما,, وتشجعت ورسمت على وجهي ابتسامة الخجل وقلت للصيدلية:
أريد فياجرا.
ونظرت إليّ بخبث وقالت:
هل لديك تقرير من الطبيب؟
قلت:
تقرير لماذا؟
قالت:
التقرير يشمل خلوك من أية حالة مرضية في كل من الكبد والكلى، وعدم انسدادات في الشرايين والأوردة والمحيطة بالجهاز البولي,, وأمراض أخرى.
قلت لها:
وما هي أعراض الفياجرا؟
قالت:
أشهر الأعراض الصداع وإحمرار البشرة ونوع من الإمساك واحتقان الأنف والزوغان البصري.
قلت:
وما نسبة نجاح الفياجرا؟
قالت:
تشير الإحصاءات إلى نجاح الفياجرا بنسبة 80% بالنسبة للرجال حتى سن 86 سنة, ونسبة النجاح بين المصابين بالسكر كانت 60%.
قلت لها:
أعطني عشرين علبة من فضلك.
قالت باستغراب شديد:
والتقرير يا سيدي؟
قلت لها:
هذه هدايا لأصدقائي في الخارج.
قالت: آسفة يا سيدي,, النظام هو النظام,, في الداخل أو الخارج,, أجلب التقرير وأبيعك ألف علبة.
وتأسفت أنني لم احضر التقارير المطلوبة من زملائي,, وأنا لا استطيع احضار تقرير لها عني,, حيث إنني مصاب بأحد الأعراض التي ذكرتها وتمنعني من استعمال الفياجرا.
وبالرغم من عدم صرف الدواء لي,, إلا أنني عرفت شيئاً عن هذا الاكتشاف الخطير الذي اندفع له الناس في حالة لم يسبق لها مثيل,, ففي إنجلترا وحدها صرفت الصيدليات ما مقداره مائة مليون جنيه فياجرا في عام واحد, أما في الولايات المتحدة، فإن كمية الفياجرا التي وزعت، تجاوزت عشرة أضعاف الرقم الإنجليزي,, ولا توجد احصائيات عن الكميات التي صرفت في الشرق الأوسط أو الخليج العربي.
واكتفيت بشراء بعض الحبوب المهدئة التي لا تحتاج إلى تقارير طبية,, وكانت حبوبا زرقاء,, ولكنها لم تكن فياجرا,,
وحينما اعطيتها إلى أصدقائي ضحكوا جميعاً وقالوا:
ربما ليس لنا باع في الشعر أو الأدب أو الرياضة أو الفن ولكن حبوبك هذه ليست حبوب فياجرا,, يا مغفل!!



رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved