أعلن استقالته على كرسي متحرك الحزب المسيحي الألماني يضحِّي برئيسه للخروج من أزمته |
* برلين د,ب,أ
لقد بذل فولفجانج شويبله جهودا جبارة للخروج بحزبه المسيحي الديمقراطي من أزمة الأموال غير المشروعة إلا انه أخفق وتم ذبحه سياسيا أول أمس على يد أعضاء حزبه الغاضبين.
فبعد أسابيع من التكهنات حول مصيره، اعترف شويبله بالهزيمة وقال انه لن يسعى الى اعادة انتخابه في كلا المنصبين اللذين كان يشغلهما وهما رئاسة الحزب ورئاسة الجناح البرلماني.
وقال شويبله في مؤتمر صحفي دون بداية جديدة واضحة بما في ذلك الاشخاص فإن الحزب المسيحي الديمقراطي لن يستطيع تحرير نفسه من تلك الأزمة التي تمسك بخناقه , واضاف قائلا بامكاني ان أخدم بصورة أفضل هذه البداية، من خلال عدم ترشيح نفسي .
لم تكن هناك أي دموع أثناء تلاوة شويبله صاحب الارادة الحديدية بيان استقالته, لقد اصبح شويبله 57 عاما قعيد كرسي متحرك منذ تعرضه لطلق ناري من جانب رجل مخبول في عام 1990, وهو لا يؤمن بالعروض العاطفية العلنية.
وفي مواجهته بقرع طبول يومية مع كل جديد يكشف عنه في الفضيحة المالية، لم يستطع شويبله مطلقا سحب الحزب المسيحي الديمقراطي من الهوة العميقة التي غرق فيها نتيجة الأزمة التي تزداد تفاقما للتبرعات المالية غير المشروعة وللحسابات البنكية السرية وللأعمال الرديئة التي بدأت في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي.
واهتز الحزب المسيحي الديمقراطي بالدوار بعد تعرضه للطمة يوم الثلاثاء الماضي تمثلت في تغريمه 41,3 مليون مارك 20,8 مليون دولار بسبب هذه الفضيحة, وتلك الغرامة هي أكبر عقوبة مالية على الاطلاق، يتم فرضها على حزب سياسي الماني في فترة ما بعد الحرب.
لقد بدأت كل الأشياء بداية طيبة جدا بالنسبة لشويبله الذي اصبح رئيسا للحزب بعد هزيمة المستشار هيلموت كول على يد الاشتراكي الديمقراطي جيرهارد شرويدر في انتخابات عام 1998, وتمكنت المعارضة تحت قيادة شويبله من انزال الهزيمة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في سبع انتخابات للولايات والبرلمان الأوروبي خلال عام 1999، واصبح شرويدر نتيجة لذلك هو المحاصر بالمشاكل والأقرب كما كان باديا للانهيار.
|
|
|