يخطىء من يعتقد أن التعلم أو التعليم يقف عند كم من المعلومات أو المعارف يتم حفظها وتخزينها في الذاكرة الانسانية من أجل استعراضها واستخراجها متى دعت الحاجة اليها, ثم تعاد بعدها الى مقرها ومستودعها الدائم لتحفظ كما تحفظ الأوراق في ارشيفها, لغياب دورها الحقيقي ومعناها العملي والتطبيقي، والذي بغيابه يفتقد الهدف الاساسي والحقيقي منها, فيصبح بالإمكان الاستغناء والاستعاضة عنها, وذلك عن طريق رصدها وحفظها على الأقراص والاشرطة وغيرها من وسائل حفظ المعلومات المتوفرة، وخصوصا نحن في عصر المعلومات والإلكترونيات، عصر الحاسوب والانترنت، كما يكون بالامكان الاكتفاء بتوفر هذه المعارف والمعلومات في صفحات الكتب والمجلدات التي تزخر بها المكتبات, ولكن الامر يتعدى هذه النظرة وهذا التصور القاصر الذي يعتقده البعض, ليتمثل هذا التعلم في ترجمة هذه المعارف والمعلومات الى واقع عملي تطبيقي، تمثله القدوة ويترجمه السلوك المثالي الواعي، الذي يبرز الشخصية المتعلمة مدرسة متكاملة في الحكمة والخبرة وفي التوازن وبعد النظر، قادرة على الانتاج والاستنتاج.
مدرسة متكاملة في حسن الخلق وفن التعامل، تتحلى بالصبر وضبط النفس وغيرها من الصفات التي تمثل حقيقة هذا التعلم, فمتى ادرك البعض هذه الحقيقة ادرك القيمة والثمن الحقيقي لهذا التعلم, وشكرا جزيلا.
علي المغيولي
عنيزة