عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
اطلعت في عدد الجزيرة رقم 9989 الصادر بتاريخ 27:10 مقالاً للأخت/ حصة الجهني بعنوان عودة إلى دفتر التحضير: دلوني مالفائدة من وجوده حيث تطرقت الأخت في مقالها إلى العبء الذي يشكله دفتر التحضير على المعلمين والمعلمات، الذي لا تزال وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات متمسكة به إلى الآن رغم مرور أكثر من عقد من الزمن عليه فهما يعتبرانه كما يبدوا جزءاً مكملاً لأدوات التعلم، والمعلم التي لا يستغنى عنها حتى أصبح من المؤسف حقاً ان ينصب اهتمامات مديري ومديرات المدارس وبعض المشرفين التربويين ضمن تقييمهم لأداء المعلم خلال الفصل الدراسي بالتركيز على مادون في دفتر التحضير على الرغم أن ما يكتبه المعلم فيه قليل مقارنة بالمجهود الكبير الذي يبذله كل يوم داخل الحصة من شرح ومناقشة وتصحيح الأخطاء، وما يدونه فيه قد لا يصل إلى نصف الصفحة لأنه لن يكتب فيه كل ما سيفعله داخل الحصة من شرح وحركة وأخذ وعطاء ومناقشة مع الطلاب فهذا بلاشك في علم الغيب عندما يأتي الغد قد تلوح في الأفق الكثير من الأمور التي لم تكن في الحسبان ولم تكن آنذاك واقعة في ذهن المعلم كأن يرى أن طريقته في شرح درس معين غير مجدية في إيصال المعلومة فيستخدم لذلك أكثر من طريقة ووسيلة بهدف الوصول إلى الغاية المطلوبة ورغم ذلك نجد أن البعض من مديري ومديرات المدارس يجعلون من همهم اليومي في المدارس اصطياد الأخطاء في دفتر التحضير إلى درجة إجبار المعلمين والمعلمات على استخدام شتى ألوان التجميل في تحضير الدروس وجعل دفاتره كلوحة رسام يمارس عليها إبداعاته الفنية، وملء صفحاته بالاستيكرات المختلفة واللواصق، لأنه يعتبر في نظر بعض المديرين والمديرات والمشرفين التربويين المرآة التي تعكس واقع هذه المعلمة أو المعلم فيتسبب ذلك في إهدار الوقت بالمنزل فقط في تزيينه والانشغال عن أمور البيت والأسرة وعدم وجود الوقت الكافي لتجهيز هذا الدرس القادم ذهنياً وعلمياً، وأكثر ما يثير الدهشة في نفسي ويبعث على التساؤل، هل حقاً وصلت مفهومية بعض المديرين والمديرات إلى إعطاء دفتر التحضير أكبر من حجمه الطبيعي إلى درجة الجلوس عليه لفترة طويلة للتمحيص والتدقيق وتصحيح بعض الأخطاء التي يراها واقعة في التحضير والإكثار من الملاحظات التي يشوه بها دفتر المعلم بأوراق خارجية خاصة للملاحظات او على أوراق هذا الدفتر الذي لاحول له ولا قوة، وأحياناً يتأخر المديرون في تسليمه للمعلمين مما ساهم كثيراً في حرمان المعلمين والمعلمات منه طوال الحصص الأولى وإبعادهم عن الاستفادة منه، وهذا تناقض واضح في التعامل ففي الوقت الذي ينكب المديرون على الدفتر فهم بذلك يعطونه بعداً خيالياً وعندما يبقى بين أيديهم لحصتين فهم قد أبعدوه عن استفادة المعلم منه وجعلوا المعلم كذلك لا يلقي له بال ويتركه مرمياً في غرفة المعلمين حتى موعد الخروج من المدرسة، فأين تكمن الأهمية إذن؟ كما أنهم متناسون أيضاً أن التقييم الحقيقي لا يكون لبعض وريقات يجمعها غلاف وإنما التقييم الصادق والموضوعي يكون لجهد المعلم داخل الحصة وما يبذله من مشقة وعناء، وأيضاً ما يدفعه من جيبه لتأمين الوسائل للدرس، فهذا الدفتر في نظر العديد من المعلمين والمعلمات مجرد شكليات يكتبها المعلم تأدية للواجب المفروض عليه، وحتى لا يدخل المعلم الفصل كما يقول من يبررون الفائدة من هذا الدفتر بدون هدف وطريقة واضحة، وقد لا تصدقون أنني وحتى هذه اللحظة لا ادري مالدور الحقيقي الذي يلعبه هذا الدفتر الذي عفا عليه الزمن ومرت به السنون الطاحنة دون ان يتحرك من مكانه قيد أنملة، هل له ذلك التأثير الواضح على مستوى الطلاب في المدرسة، أو على درجة أداء المعلم داخل الحصة بل حتى التطوير الذي شمل كافة أشقائه في العملية التعليمية بدءاً من الكتاب وانتهاء بالمبنى المدرسي تركه هو على حاله الذي هو عليه منذ نشأته وحتى هذا العام الذي دخلنا فيه بالألفية الثالثة ولا أقترح هنا الاستعاضة عنه بكمبيوتر محمول توافقاً مع متطلبات العصر الحديث بل إلغاءه وإيجاد البديل المناسب له حيث تستطيع وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات توفير كتاب معلم لكل مادة دراسية مكتوباً فيه الأهداف المطلوب تحقيقها من خلال الدرس والطرق الواجب اتباعها في تدريسه والوسائل المقترحة لتسهيل وصول المعلومة إلى أذهان الطلاب، على أن يسجل في نهاية كل درس استبيان يقوم المعلم بتعبئته بنفسه لمعرفة مدى نجاح المعلم في درسه ومدى مستوى استجابة وفهم الطلاب في ذلك، والطريقة الأخرى أن يتم تأمين دفاتر خاصة يدفع المعلم والمعلمة قيمتها الرمزية, وتكون مجهزة بالعناوين المطالب المعلم بملئها ومدون فيها بعض الأمور المهمة كالأهداف والوسائل المطلوبة وأسئلة تقييم فهم الطلاب ويبقى مساحة للمعلمين لكتابة عرض سير الدرس ذلك لاختلاف الطرق التي يتبعها كل معلم.
محمد بن راكد العنزي
طريف